إقبال بركة تكتب:ناصر 3
شكشكة
ناصر 3
إقبال بركة
وأعود إلي تصفح كتاب الكاتب الروسى اجاريشيف الذى ترجمه الكاتب المصري د. سامي عمارة :
يحكي الكاتب كيف شيد “برج القاهرة “و كما كتب كوبلاند عميل المخابرات الامريكية السابق فى مذكراته الذى روى كيف حاول ان يقدم رشوة لناصر مبلغ ثلاثة ملايين دولار , و اثار ذلك غضب عبد لناصر الذي رفض بشدة و أمر باعادة المبلغ وفضح المخابرات الامريكية ,و لكن حسن التهامى اقترح اقامة نصب تذكارى به, وبعد تردد وافق ناصر علي انشاء النصب علي ان يكون “علي درجة كبيرة من الضخامة و القوة والرفعة ” , وهكذا شيد برج القاهرة .
كذلك يحكى الكاتب عن الظروف التى دفعت الضباط الاحرار الي اصدار قانون الاصلاح الزراعي الذى اعد مسودة مشروعه جمال سالم ثم تم تعديله اكثر من مرة , وكيف تم اعلان الجمهورية وكان اللواء محمد نجيب اول رئيس لها الي جانب رئاسته لمجلس الوزراء ،اما ناصر فكان نائبا له , والخلافات الشديدة بينهما بسبب انحياز نجيب للاخوان المسلمين الذين طالبوا الضباط باعدام المطربة ام كلثوم و تدمير واحراق دور السينما و الاوبرا ! ..تلك الأفكار الهدامة التى مازالوا يحشونها في عقولهم و يلوثون بها عقول ابنائهم , وافتراءاتهم التى انتهت بمحاولة اغتيال ناصر فى المنشية وتفاصيل اخرى كثيرة حول اتفاقية السودان و النحاس باشا و القرارات الاشتراكية والخلافات مع نجيب التى انتهت بقرار بالاجماع من مجلس قيادة الثورة بتنحيته وفرض الاقامة الجبرية عليه ” دون ان يرتفع صوت للدفاع عنه ” كما يزعم مؤلف الكتاب . و عندما اقترح وزير الثقافة آنذاك فصل الكاتب توفيق الحكيم “لتراخيه في اداء واجبات عمله” رفض ناصر قائلا ” لقد أثر هذا الكاتب علي بشدة خاصة كتابه عودة الروح” . ويذخر الكتاب بتفاصيل اخرى حول ملابسات تأميم قناة السويس و بناء السد العالي وغير ذلك ممالا يتسع المجال لذكره . و قد تم في عهد ناصر توفير كل ظروف الابداع لتوفيق الحكيم و لزملائه و بدأت في الستينيات الفترة الذهبية للكتاب و الفنانين و العلماء و الرياضيين التى ما زلنا نتنسم عبيرها و نتفاخر بنفحاتها و عطاءات مبدعيها الي اليوم طوال عهد ذلك الزعيم الاستثنائى الذى لم يكن يملك في حسابه الشخصي يوم وفاته سوى مبلغ ٦١٠ جنيهات !. وفشلت كل محاولات اعدائه للادعاء بغير ذلك .
و مايهمنا ان نتعرف الى مختلف الآراء حول زعيم مصرى رفع اسم مصر عاليا و نصبته الشعوب العربية والافريقية زعيما لها و متحدثا باسمها و ارغم العالم كله علي احترامه.
التعليقات متوقفه