د. جودة عبدالخالق يكتب:قضية للعدالة الاجتماعية -1

652

 

 لقطات

قضية للعدالة الاجتماعية -1

جودة عبد الخالق

كما جرى العمل به سنويا منذ عام 2008، احتفل العالم  يوم الخميس 20 فبراير الماضى باليوم العالمى للعدالة الاجتماعية. و قد جاء احتفال هذا العام تحت شعر “سد فجوة  اللامساواة  لتحقيق العدالة الاجتماعية”. فما هي قصة اليوم العالمى للعدالة الاجتماعية؟ و لماذا تم اختيار “سد فجوة اللامساواة ” كشعار تجرى تحته الاحتفالات في كل دول العالم؟ و ماذا يعنى ذلك بالنسبة لنا في مصر؟ وما هو حال العدالة الاجتماعية في المحروسة؟ وهل  شبكات و برامج الحماية الاجتماعية تكفى لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية؟ سوف نتناول الإجابة على هذه الأسئلة تباعا. و إبتداء: ما هي إذن قصة اليوم العالمى للعدالة الاجتماعية؟ و لماذا تم  إختيار يوم 20 فبراير للاحتفال بهذه المناسبة؟  تعود إلى  26  نوفمبر 2007، عندما أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه اعتبارا من عام 2008 تقرر إعلان الاحتفال سنويا بيوم 20  فبراير بوصفه اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية.

و في العاشر من يونيو 2008 اعتمد مؤتمر العمل الدولى في دورته السابعة و التسعين في جنيف  بالاجماع “إعلان منظمة العمل الدولية بشأن العدالة الاجتماعية من أجل عولمة عادلة “. وهذا الإعلان هو بمثابة بيان المبادئ والسياسات الذي يعتمده مؤتمر العمل الدولي، منذ صدور دستور منظمة العمل الدولية وقت إنشائها عام 1919. ويبنى إعلان منظمة العمل الدولية بشأن العدالة الاجتماعية على إعلان فيلادلفيا لعام 1944، والإعلان المتعلق بالمبادئ والحقوق الأساسية في العمل لعام  1998، والذى أكد توافق المجتمع الدولى على مفهوم العمل اللائق و التزامه بالسعي لتحقيق التشغيل الكامل. و يأتي إعلان 2008 بشأن العدالة الاجتماعية  ليعبر عن رؤية معاصرة لولاية منظمة العمل الدولية في حقبة العولمة و ما أفرزته من تفاوت صارخ في الثروات و الدخول و الفرص بين الدول وداخل الدول.

و يأتى هذا الإعلان التاريخي بشأن العدالة الاجتماعية من أجل عولمة عادلة كنتاج للمشاورات الثلاثية التي بدأت في أعقاب تقرير اللجنة العالمية المعنية بالبعد الاجتماعي للعولمة، و يؤكد مجددا على قيم منظمة العمل الدولية. وباعتماد نص هذا الإعلان، يشدد ممثلو الحكومات وأرباب العمل ومنظمات العمال من 182 دولة من الدول الأعضاء على الدور الرئيسي للمنظمة الثلاثية في المساعدة على تحقيق التقدم والعدالة الاجتماعية في سياق العولمة.  كما يعبرون عن التزامهم جميعا بتعزيز قدرة منظمة العمل الدولية على تحقيق هذه الأهداف، من خلال برنامج العمل اللائق.  و.يضفي هذا الإعلان الطابع المؤسسي على مفهوم العمل اللائق الذي وضعته منظمة العمل الدولية منذ عام 1999، وبذالك يضعه في صلب سياسات المنظمة لتحقيق أهدافها الدستورية.

و باعتماد يوم العشرين من فبراير كل عام يوما للعدالة الاجتماعية، تؤكد منظمة الأمم المتحدة أنه لا غنى عن التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية لتحقيق السلام والأمن وصونهما داخل الدول وفيما بينها. كما تشدد على  أنه لا سبيل، بالتالي، إلى بلوغ تلك الغايات دون أن يسود السلام والأمن ويشيع احترام جميع حقوق الإنسان- السياسية والاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية. و تسلم كذلك بأن العولمة والترابط يتيحان فرصا جديدة، عبر التجارة والاستثمار وتدفق رؤوس الأموال وأوجه التقدم التكنولوجي. ولكنها تخلق تحديات جسام، منها الأزمات المالية الحادة وانعدام الأمن والفقر والاستبعاد واللامساواة داخل المجتمعات وفيما بينها، مما يحول دون المشاركة الكاملة  للجميع في الاقتصاد العالمى.

وللحديث بقية عن العدالة الاجتماعية

حكمة اليوم :

حَكَمْتَ، فعَدَلْتَ، فأمِنْتَ، فنِمْتَ يا عُمر

 

 

التعليقات متوقفه