ماجدة موريس تكتب:لماذا لا تغني الشرطة لنا

751

لماذا لا تغني الشرطة لنا

*بقلم:ماجدة موريس

علي شاشة قناتنا الاولي، برنامج التاسعة،مساء أمس الأول، وقف أحد أفراد الشرطة في مواجهة صف من العمارات، وبيده جيتار، يعزف عليه موسيقي نالت إعجاب بعض من السكان في البلكونات، كان المشهد في إيطاليا، والمناسبة هي متابعة آخر تطورات ما يحدث في العالم لمواجهة ڤيروس كورونا الذي أطاح بكل الأشكال التقليدية للامان، كما عرفها العالم علي مدي قرون، وليس هذا المشهد وحده هو ما يلفت الأنظار، وأنما مشاهد أخري كثيرة من المؤكد ان الكثيرين منا توقفوا عندها، وأنا منهم، مثل مشهد آخر في نشرة التاسعة أيضا، لراقصة الباليه الاولي في «أوبرا ڤيينا» وهي تتحدي كورونا في المنزل، بالحفاظ علي لياقتها، وممارسة كل تدريباتها في المنزل الضيق اعتمادا علي مرونتها الجسدية التي تشبه البهلوان وقبلها بيومين، في بريطانيا، وجهت الشرطة سؤالا لبائعة زهور عن سبب عدم اغلاقها لمحلها برغم قرار رئيس الوزراء بوريس چونسون. فقالت بلهجة تغلفها المرارة: أردت ان أبقي محلي مفتوحا بمناسبة عيد الام،وحتي يستطيع اي انسان تحية أمه في هذا اليوم، أما في مصر،فإن ملامح التفاعل الشعبي مع العمل الرسمي لازالت غير واضحة، وبرغم الجهد الكبير للحكومة، فإن هذا الاختلاف الكبير بين الناس أنفسهم هو ما يخيف البعض منهم، الاكثر اطلاعا علي ما يحدث في العالم من موت وخراب، فيطالبون بقرار لحظر التجول بعد ملاحظة أعداد اللا ملتزمين بالجلوس في بيوتهم، لتقفز مشكلة المخالفين، والذين ستنقطع أرزاقهم، وكيف يمكن تعويضهم،والسؤال هو كيف لا تعلن حكومتنا سريعا عن وسيلة محددة لتلقي إسهامات القادرين بدلا من ترك الامر لقنوات التليفزيون لنشر كليبات التبرع لبعض الفنانين، اننا أمام كارثة قومية بكل المعاني، ومواجهتها لابد ان يقوم بها كل من يقدر عليها، فإذا قرر البعض من القادرين هذا«للاسف فنانون فقط» فلابد من وجود نظام، وليس ترك الامر لمقدمي ومقدمات البرامج لتطالب احداهن بتصوير الفنان وهو يقدم تبرعه للمواطن وعائلته!!، فكرامة الجميع لابد ان تحفظ، مهما كانت الفروق، ومن يساهم في دعم غيره يقوم بواجب وطني قبل ان يكون انساني وإلا لا يعلن هذا علي الملأ في النهاية، تعلمنا الحياة دروسا كثيرة، كل يوم، بل كل ساعة، ومنها ان الانسان بكل علمه وقدراته، والدول بكل اسلحتها وأساطيلها، ونفوذها، اصبحت في مهب الريح تجاه ڤيروس، او ميكروب، ضعيف لكنه قوي بسرعة انتشاره وقدرته علي استغلال اخطاء البشر، وعلي الجانب الآخر، تقدم لنا أجنحة الميديا، الواقعية والافتراضية مساحة كبيرة للتواصل والفهم واكتشاف الجديد، او رفض بعض ما تمسكنا به من قبل من برامج وقنوات ومواقع وبوستات، ففي وقت التوقف عن البرنامج اليومي الإجباري للحياة لابد ان نعيد ترتيب أوراقنا وأحتياجاتنا الحياتية والانسانية والإعلامية، فهي اي أزمة كورونا، لا تأتينا الا مرة واحدة في العمر مع لطف الله وكرمه، ومع ذلك يبدو ان الذكاء يغيب عن الكثيرين منا في فهم أبعادها الأقرب اليه.

التعليقات متوقفه