أمينة النقاش تكتب:كمل جميلك يا سيادة الرئيس

984

ضد التيار

كمل جميلك يا سيادة الرئيس

أمينة النقاش

فعلا “مصر مش قٌليلة “. هكذا بدت الدولة المصرية فى أبهى صورها ، فى حديث الرئيس السيسى  فى الاحتفالية بيوم المرأة المصرية . الثقة بالنفس ، والتفاؤل  الحاسم فى القدرة على مواجهة ،أزمات طارئة ، وأخرى غير مسبوقة فى تاريخ العالم ، تضرب دون رحمة الاقتصاديات الدولية ، التى ُفرض عليها الاحتشاد لمواجهة فيروس كورونا السريع الانتشار، وتغيير بعض نشاطها من الإنتاج الصناعى ، إلى الإنتاج فى القطاع الصحى والوقائى ،لمنع تفشيه ،والعمل على التوصل لعقار لعلاجه ، ولقاح للوقاية منه.

الشرح الذى قدمه الرئيس فى حديثه لجهود الدولة فى التصدى للوباء  طمأن المصريين ، وبعث فى نفوسهم الثقة بأن الله مع من  يأخذون بالأسباب ، ويقومون بما يتوجب عليهم القيام به من عمل  يتوخى  الحذر والانضباط والحرص الواعى  على تنفيذ الإجراءات التى تحاصر المرض وتحمى البلاد والعباد  .

حديث هادئ وعقلانى، ومفعم بالشفافية والمعلومات والعواطف الحارة  التى تحث المواطنين  على مزيد من الالتزام والجدية والانضباط  والتحلى بالمسئولية، لكى يثمر التعاون المشترك بين مؤسسات الدولة ، وبين مواطنيها ، وينجح فى التصدى للخطر الداهم الذى يشكله الوباء.  حديث يخاطب العقول قبل القلوب.فالدولة المصرية لم تعد تعمل برد الفعل ،ولا  تنتظر وقوع المصائب لكى تعالجها ،بل تتنبأ بها وتأخذ من الاجراءات الحاسمة  والقرارات والاحتياطيات  اللازمة ،ما يقلل من خسائرها . هكذا فعلت بشكل حاسم ومسئول فى أزمة السيول التى هاجمت كل محافظات الجمهورية. وهكذا تفعل وهى تواجه بمسئولية وحسم  ونشر  للحقائق كما هى ،بكل مؤسساتها ،فيروس كورونا لمنع تفشيه ، ومعالجة مرضاه ، بتناغم غير مسبوق بين القوات المسلحة التى قدمت شهيدين فى حرب مواجهة الوباء والشرطة المدنية والطواقم الطبية ، والإعلام ومنظمات المجتمع المدنى .

بالعلم والأخذ بالأسباب وتضافر الجهود بين الشعب والحكومة ،سوف تتمكن الدولة من حماية مصر فى حرب  المواجهة والوصول  بها إلى مستوى يليق بشعبها . هذا ما أكده الرئيس فى حديثه ،ليس التزاما بالمبادئ الإنسانية والأخلاقية والدينية فحسب ، بل لأن “مصر مش قليلة ” كما قال .

وجاءت القرارات الاقتصادية التى أعقبت حديث الرئيس بمليارات الجنيهات لمعالجة الخسائر الناجمة عن الوباء فى الزراعة والصناعة والسياحة وشركات القطاع الخاص الصناعى والشركات المتوسطة والصغيرة ،وعلاوات أصحاب المعاشات ،وإعانات العمالة المؤقتة التى تحتاج إلى توسيع قاعدة البيانات الخاصة بها ،وغيرها من القرارات  لتؤكد أن الدولة تفعل ما تقول ، وتقول ما تفعل ،وأن ذلك هو ما يؤدى للتناغم المبنى على الثقة  بينها وبين مواطنيها ، بما يثبت أنها دولة “مش قليلة “خالص .

وقبل أيام تم الإفراج عن عدد من السياسيين الذين ألقى القبض عليهم منذ سبتمبر الماضى ، وفتح هذا الإفراج باب الأمل أن تتوالى الإفراجات عن عشرات غيرهم من الشباب المحبوس،  الذين لم تطلع أسرهم حتى هذه اللحظة على الاتهامات الموجهة لهم ، ولم تتمكن حتى من زيارتهم ، وعجز أغلبهم عن أداء امتحانات التيرمات الخاصة بهم  وتوقف عمل كثيرين ممن  يعملون  منهم فى القطاع الخاص .فأكمل جميلك يا سيادة الرئيس بالإفراج عنهم ، والتسامح مع أخطائهم ، لكى تكتمل صورة مصر البهية ،الكبيرة ،الحريصة على مستقبل أبنائها ، حرصها  المتواصل على مستقبل وطنهم .

التعليقات متوقفه