مقترح تركيب محصولي لصيف ٢٠٢٠ لمواجهة أثار كورونا على مصر والعالم

إعداد لجنة مشتركة من :أمانتي الزراعة والري والفلاحين بحزب التجمع

1٬786

أعده للنشر : محمد فرج

حديث الأرقام و الإحصاءات :من واقع الأرقام والإحصائيات المتاحة، تبلغ المساحة الأرضية الزراعية الاجمالية حوالى ٩,٣ مليون فدان، منهم ٦ مليون فدان بالأراضى القديمة و ٣,٣ مليون فدان بالأراضي الجديدة.وتبلغ المساحة المحصولية من مواسم صيفية وشتوية ونيلية على مدار العام قرابة ١٦ مليون فدان محصولى.
و جدول رقم (١) في نهاية المقترح، يوضح المساحة المحصولية لمجاميع المحاصيل والنسبة المئوية لكل مجموعة منها على مدار العام.
يتضح من الجدول أن مجموعتي محاصيل الحبوب والأعلاف فى الصيف والشتاء تبلغ حوالي ١٠,٦ مليون فدان، بنسبة مئوية بلغت ٦٦٪؜ من جملة المساحة المحصولية على مدار العام.

د. عبدالفتاح مطاوع
محمد فرج
عماد عبيد
محمد عبدالحليم

ويتضح من الجدول أيضاً أن مجموع مساحات مجموعات الخضر والحدائق والنخيل والمحاصيل السكرية بلغت حوالي ٤,٥ مليون فدان، بنسبة مئوية بلغت ٢٨٪؜ من جملة المساحة المحصولية على مدار العام.
اما باقى المجموعات المحصولية من زيوت وبصل وثوم وألياف وبقوليات وطبية وعطرية وأشجار خشبية فقد بلغت قرابة المليون فدان، بنسبة مئوية بلغت حوالي ٦٪؜ من جملة المساحة المحصولية على مدار العام.
ومن الواضح أن حديثنا عند إعداد مقترح التركيب المحصولى الصيفي 2020 سيركز على مجموعتي محاصيل الحبوب والأعلاف، فى موسمى الصيف والشتاء بمساحة ١٠,٦ مليون فدان، وبنسبة مئوية ٦٦٪؜ من المساحة المحصولية على مدار العام .
وبحسبة بسيطة نحن نتحدث الآن عن ٥,٣ مليون فدان فى موسم الصيف القادم ٢٠٢٠ ، بنسبة مئوية ٣٣٪؜ من المساحة المحصولية على مدار العام.

بعد هذه المقدمة التوضيحية الطويلة يصبح السؤال الجوهري: كيف سيتم توزيع مساحة ٥,٣ مليون فدان على محاصيل الصيف، وهي أساساً محصول الأرز ومحصول الذرة البيضاء و الصفراء و العويجة؟

فلسفة التركيب المحصولى لصيف ٢٠٢٠:
فى إطار التركيب المحصولي المقترح لصيف ٢٠٢٠ ، ترى لجنة الزراعة والرى وأمانة الفلاحين بحزب التجمع أن يتم زراعة الآتى:
٢,٣ مليون فدان أرز
٣ مليون فدان من أنواع الذرة المختلفة
باقى المجموعات الأخرى من محاصيل وهى أساساً للخضر والحدائق والنخيل والمحاصيل السكرية، سيظل يتراوح بين أرقام بالزيادة أو النقصان لمساحات تلك المحاصيل، ونسبها المئوية بنسبة أو أخرى.
وقد تم تقدير حساب مساحة الأرز ب ٢,٣ مليون فدان، بهدف إنتاج وتوفير محصول من الأرز يكفي لاستهلاك ١٠٠ مليون مصرى لمدة عام، بحيث يحصل كل مواطن على طبق من طعام الأرز يومياً، وهذا يعادل مساحة ٢ مليون فدان.
باقي إنتاج مساحة ٢,٣ مليون فدان من محصول الأرز، سيتم وضعه كاحتياطي لتقديمه للمحتاجين من الدول العربية والمجاورة.
علماً بأن مساحة ٢,٣ مليون فدان من المسطحات المائية، سيتم دعمها من الدولة بزريعة من أسماك المبروك والبلطي من مفرخات زريعة الأسماك، وذلك لتوفير بروتين حيوانى طوال موسم زراعة وإنتاج الأرز.
ومن الواضح أن تخطيط المساحة الأرضية والمساحة المحصولية، وكذلك حسابات كميات الطعام المنتجة والمستهلكة عملية ليست بالمعقدة.
قدرة الفلاحين على زراعة  ٢,٣ مليون فدان أرز:يبقى سؤالان أولهما:
هل المنتجين من المزارعين لديهم القدرة على زراعة هذه المساحة الكبيرة من محصول الأرز؟ والإجابة نعم بكل تأكيد، للعديد من الأسباب وخبرات الفلاحين المصريين والزراعة المصرية وتاريخهما يؤكد ذلك.
الموقف المائي مع الأرز  خلال عشرين عاماً:
تؤكد الخبرات السابقة أن مواسم أعوام ١٩٩٨، ١٩٩٩، ٢٠٠٠، ……..و حتى عام ٢٠٠٧ كان يتم فيها زراعة مثل هذه المساحة الكبيرة من الأرز، ويمكن الرجوع للمعلومات والإحصاءات الخاصة بالمساحات المنزرعة آنذاك، وكذلك الرجوع إلى أحجام كميات الأرز المصدرة من مصر للخارج لبعض من تلك السنوات، بعد توفير متطلبات السوق المحلي، ودونما غرامات للفلاحين على تجاوز المساحة المقررة للأرز .
أما السؤال الثاني:
و المتعلق بالموارد المائية اللازمة لزراعة هذه المساحة، والتي قدرتها اللجنة ب ٢,٣ مليون فدان، وهل هي متوفرة أم لا؟ و هل ستؤثر على الموارد المائية المتاحة والمخزون المائى ببحيرة ناصر؟ الاجابة بكل تأكيد كالاتي : نعم المياه متوفرة لهذه المساحة لن تؤثر على الموارد المائية المتاحة  ولن تؤثر بأى حال على المخزون المائى ببحيرة ناصر  سيساعدنا استخدام مياه الأرز فى زراعته فى زيادة أمان السد العالي، لأجل التخلص من مياه فيضان العام الماضى والذى سبقه، والمختزنة أعلى منسوب السعة الحية حتى الأول من اغسطس ٢٠٢٠ ، وإعطائها للمزارعين، بدلًا من إلقائها بمنخفضات توشكى، أو إلقائها بالبحر المتوسط بهدف تأمين جسم السد العالى.
ما سبق عرضه بخصوص الموقف المائي بالسابق وبالوضع الحالي، هي حقائق من واقع الخبرة، ومن واقع ما هو منشور وغير منشور من خلال مصادر عديدة، منها صور الأقمار الصناعية التى يراها كل العالم، و لا يراها النعام الذى يعيش فى العالم الافتراضي، في بحور الرمال التى يدفن رأسه بها.
​و الصورة رقم (١) صورة للأقمار الصناعية بنهاية شهر أكتوبر الماضى، توضح المنخفض الأول من منخفضات توشكى الثلاثة، يمتلئ بمياه فيضان العام المائي الحالي ٢٠١٩-٢٠٢٠ ، الذى بدأ فى الأول من أغسطس الماضي والذى سينتهى في آخر شهر يوليو القادم.
​وتؤكد صور الأقمار الحديثة استمرار تدفق مياه البحيرة إلى باقى المنخفضات الثلاثة حتى الآن.
ثلاثة مليون فدان من الذرة:
أما بالنسبة للثلاثة ملايين فدان الباقية، فيجب وفقاً لمقترحنا أن يتم زراعتها بأنواع الذرة الثلاثة كالآتي:
الذرة البيضاء كغذاء للإنسان، ومحصول يمكن خلطه مع القمح لإنتاج الخبز.
الذرة الصفراء كعليقة للدواجن فى إنتاج اللحم و البيض و غذاء للماشية.
الذرة العويجة كغذاء للدواجن والماشية.
والجدول رقم (٢) يوضح الفجوة الغذائية فى مصر و عناصرها الرئيسية، والنسب المئوية لها فى الوقت الحالى، فما بالنا بوضعها فى زمن كورونا، زمن الأزمة الكونية الثانية بالقرن الحادى والعشرين بعد أزمة التغيرات المناخية لأنها كونية هى الأخرى.
وإذا ما نظرنا إلى الفجوة الغذائية، والعجز فى عناصر الحبوب الثلاثة، سنجد أن العجز فى القمح ٦٠٪؜ وفى الذرة الصفراء ٨٥٪؜ وفى الفول البلدى ٨٥٪؜ ، وهو ما يفرض علينا زيادة مساحة الذرة بأنواعها خلال موسم الصيف القادم.
ويوضح الجدول (٢) أيضا أن على الحكومة أن تزيد من الآن من مخزونها الاستراتيجي من الزيوت، والتى بها نسبة عجز ٩٨٪؜ و كذا نسبة عجز فى الأعلاف المركزة ٩٢٪؜ وغيرها مما تراه الحكومة وأجهزتها من واقع خبراتها المتراكمة.
جدول رقم (١) المساحة المحصولية لمجاميع المحاصيل والنسبة المئوية لكل مجموعة منها على مدار العام:

 

 

 

 

صورة رقم (١) توضح من خلال الأقمار الصناعية، سريان المياه من بحيرة ناصر لمنخفضات توشكى، بنهاية النصف الثاني من شهر أكتوبر ٢٠١٩.

جدول رقم (٢) الفجوة الغذائية فى مصر وعناصرها الرئيسية ونسبها المئوية
ملاحظة ختامية:
​وتتوجه اللجنة وحزب التجمع بكل الشكر والتقدير لقطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة، ومركز البحوث الزراعية، وكلية الزراعة جامعة القاهرة، وخبير المياه الدولي أ.د. عبدالفتاح مطاوع، الذين لولا توفيرهم للأرقام الخاصة بمساحة الأراضي الزراعية فى الوادى ودلتا نهر النيل، و تخومهما في كل من الصحراء الشرقية والغربية وشبه جزيرة سيناء، وكذا البيانات الخاصة بالموارد المائية المتاحة بجمهورية مصر العربية، ما كان للجنة المشتركة من لجنة الزراعة والرى وأمانة الفلاحين بحزب التجمع، أن تضع التركيب المحصولي المقترح لصيف ٢٠٢٠ ، وذلك بغرض أن تتمكن مصر والمصريين من مواجهة كارثة فيروس كورونا الكونية.

*أضغط هنا لمشاهدة الجداول bdf

Tables and Pictures

 

التعليقات متوقفه