ماجدة موريس تكتب: يسرا..نحبك ونقدرك.. ولكن

632

 يسرا.. نحبك ونقدرك..ولكن

ماجدة موريس

لست وحدي الذي تأثر بأداء يسرا في مسلسل (خيانة عهد) الذي تقوم فيه بدور البطلة (عهد)، وحيث أثار مشهدها – في الحلقة ١٦- وهي تودع ابنها الشاب (خالد أنور) بعد موتة مأساوية الكثير من الشجون والألم لكثيرين من المشاهدين، وأنا منهم، وحيث بدت يسرا هنا تلك الأم التي ترفض تصديق موت فلذة كبدها وهو راقد أمامها في المشرحة، بل وتنكر وجوده أمامها، وتحاول انتزاع نفس الموقف ممن كانوا برفقتها في حالة من اضطراب الوعي جعلها ترفض ممارسة طقوس الموت والعزاء، وترفض أن يشاركها أحد من الاسرة ليلة الموت، وملامح وجهها تتوقف عند آلام لا متناهية، (بلا ماكياچ) وبلا مبالغات أيضا، وهو ماجعلني أنا وغيري نتوقف أمام هذه الحالة من صدق الأداء، ومن الاجتهاد وبذل الجهد للتفاعل مع الشخصية الدرامية برغم هذا التاريخ الطويل ليسرا مع الفن، وبرغم هذا العدد الكبير من الأدوار التي قدمتها وتضمنت التعبير عن أوسع دائرة من الشخصيات النسائية في الحياة المصرية، ولهذا توقفت أمام المشهد، والأداء، الذي استمر حتي نهاية الحلقة، والحلقة التالية لها، وحيث بدأت الغاز المسلسل في الذوبان، ومعرفتنا بأسباب قتل (هشام )علي يد خالته، فرح (حلا شيحة)، وصديقته(چومانا مراد)، وتلك التركيبة الغادرة، والمفرطة في التباعد الفكري، بل والموغلة في الكراهية، بين عائلة واحدة، أخت كبيرة (يسرا ) وشقيقها وشقيقتها، وبين الشقيق وزوجته (خالد سرحان وعبير صبري) لاسباب نفسية، ومادية، إننا هنا أمام قضية خواء النفوس من المحبة، وانهيار القيم، وضياع كل الروابط بين (أعز الناس) كما يقول تيتر الحلقات ( الذي كتبه مدحت العدل ولحنه عمرو مصطفي وغناه مصطفي حجاج )، وقضية التعبير عن كل هذه الافكار التي قدمها الكاتبان أحمد عادل وأمين جمال وأخرجها سامح عبد العزيز بأسلوب يجمع بين الاهتمام بالشخصيات وبالحدث في مهارة كبيرة، وهو ما نراه من خلال مسلسل ثان علي شاشة رمضان الان هو(البرنس).

الأشقاء المجرمون

في نفس الموعد الدرامي، اي الحلقة رقم١٦، يدخل بطل مسلسل (البرنس) رضوان (محمد رمضان ) السجن سبع سنوات بعد تآمر أشقائه الأربعة عليه، (قام بأدوارهم أحمد زاهر وأحمد علاء وأدوارد ورحاب الجمل) وبعد إفلاته من مؤامرتهم لقتله، وموت زوجته وابنه، يلفقون – أخوته – له تهمة تؤدي به للسجن، ومع أختلاف طبقة رضوان وشخصيات المسلسل ( الذي كتبه وأخرجه المخرج محمد سامي) وتدور احداثه في حي الشرابية الشعبي،عن طبقة الاغنياء الجدد، في (خيانة عهد) إلا ان القيم واحدة، والغل والكراهية هما هما، وان اختلفت أدوات الانتقام، وهو ما يحيلنا الي الرسائل التي يود كل من المسلسلين تركها لنا كمشاهدين، حتي لو تراجعوا عنها في نهاية الحلقات من باب إصلاح الخطأ، وهل من الممكن ان نتابع صراع الأخوة وكراهيتهم وتآمرهم علي بعضهم البعض، ثم ننسي هذا في نهاية العمل؟، إنها أسئلة تخص المنتجين والمؤلفين أساسا، لكنها تخص أيضا النجوم الذين يتحقق العمل بموافقتهم عليه اولا، او يذهب الي غابة النسيان، خاصة حين يدرك النجم أن أمورا كثيرة في انتشار العمل ونجاحه تأتي من خلاله، ومن خلال جهده في تقديم أداء مميز يدفع الجمهور الكبير للتفاعل مع الشخصية، ومعه شخصيا، ومع التساؤل حول رسائل المسلسلين،، ودور النجوم، فهناك تساؤل آخر يخص (خيانة عهد)، ويسرا تحديدا، وحيث انطلق مساء اليوم نفسه لحلقة مشهدها المؤثر، اعلان لها عن إحدى شركات السيراميك،، فهل هذا ممكن، وهل بسهولة نبكي معها موت ابنها، وبعد دقائق نجدها تضحك لنا – بكامل زينتها – وتدعونا الي السكن في ذلك المكان المبهر، أخشي ان أقول ماذا يعنيه تفاعل الناس ومحبتهم لنجومهم حين يتم الاستهانة بهم في لحظة حسابية تخص النجم وحده، وليس جمهوره، واننا كجمهور لدينا حسابات أخري تقدر جيدا مواقف النجوم الكلية والتي تنشرها الشاشات.

التعليقات متوقفه