بعد فوز جودة عبدالخالق ومحمد جبريل ولينين الرملي بها :جوائز الدولة تنحاز إلى القيمة والإنجاز الثقافي

219

*تقرير عيد عبد الحليم

مع إعلان جوائز الدولة هذا العام توج عدد من المثقفين بهذه الجوائز، خاصة بعض الأسماء التي قدمت للثقافة الفكرية والإبداعية في مصر الكثير، يأتي في مقدمتهم د.جودة عبدالخالق، الذي حصل على جائزة النيل في العلوم الاجتماعية، ود. جودة عبد الخالق هو، أستاذ الاقتصاد ووزير التضامن الاجتماعي الأسبق وأحد مؤسسي حزب التجمع، وصاحب الرؤية المميزة في الفكر الاقتصادي، وصاحب المؤلفات والبحوث المهمة في هذا الجانب نذكر منها “الصناعة والتصنيع في مصر” و”إستراتيجية التنمية طويلة الأجل” و”الانفتاح الاقتصادي: المبادئ وأهم المشكلات” و” الانعكاسات الاقتصادية للغزو العراقي للكويت من المنظور الاستراتيجي”، و”الاصلاح الاقتصادي وآثاره التوزيعية ” و”الدين العام الداخلي في مصر : حجمه وهيكله ونتائجه ” و” التثبيت والتكيف الهيكلي في مصر وانجلترا” .
وقد عمل د. عبدالخالق في عدد من الجامعات منها إستاذًا زائراً ومنها ” ” جامعة مكماستر بكندا، والجامعة التونسية بتونس، وجونز هوبكنر وكاليفورنيا ولوس إنجلوس وجنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية .
التأكيد على الهوية
وياتي حصول اسم الكاتب المسرحي الراحل لينين الرملي على جائزة النيل في الفنون تقديرا ” لدوره في الكتابة المسرحية، والتي بدأها في بداية سبعينيات القرن الماضي، حيث شكل مع زميله الفنان محمد صبحي ثنائياً ناجحاً، أنتج عدة مسرحيات منها ” أنتهى الدرس ياغبي” و”ماما أمريكا” وغيرها كما كتب الرملي “عددا من الأعمال الدرامية منها مسلسل “هند والدكتور نعمان” و”فيلم الإرهابي” وغيرها .
وقد تميزت أعمال “الرملي” بالتأكيد على فكرة الهوية المصرية، ومواجهة الفكر المتطرف عبر لغة فنية متميزة ، اتسمت بالاقتراب من نبض الشارع المصري وقضاياه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وما حدث فيه من تحولات جذرية خلال النصف الثاني من القرن العشرين .
فرسان التقديرية
أما جائزة الدولة التقديرية في الفنون فاستحقتها عند جدارة الناقدة د. هدى وصفي، أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة عين شمس، ومؤسسة مسرح الهناجر، والذي قدمت من خلاله الفرق المسرحية المستقلة مثل فرقة الحركة “، لخالد الصاوي ” وفرقة ” أتيليه المسرح ” لمحمد عبدالخالق و” فرقة المسحراتي” لعبير علي وفرقة “الأموزيكا” لنورا أمين ” وفرقة ” الشظية والاقتراب ” لهاني المتناوي، ومحمد أبوالسعود وغيرها من الفرق التي أحدثت حركاً فنياً في الحركة المسرحية المصرية خلال الثلاثين عاماً الماضية .
كما ترأست ” هدى وصفي ” تحرير مجلة ” فصول ” المتخصصة في النقد والدراسات الأدبية .
أما جائزة الدولة التقديرية في الآداب فنالها أخيراً عن استحقاق الروائي الكبير محمد جبريل بعد تأخرها عنه لسنوات طويلة، و”جبريل” صاحب رحلة إبداعية مميزة استمرت لأكثر من خمسين عاماً، أصدر خلالها أكثر من خمسين مؤلفاً ما بين القصة والرواية نذكر منها “تلك اللحظة” و”حكايات وهوامش من حياة المبتلي” و”حارة اليهود” و” سوق العبيد ” وأوراق أبو الطيب المتنبي ” و” قلعة الجبل” و” الحاكم بأمر الله ” و” حكايات الفصول الأربعة ” و” كوب شاي بالحليب ” و” المدينة المحرمة ” و” البحر أمامها ” و” أهل البحر ” و” غواية الاسكندر” .
ومن أهم كتبه في الدراسات الأدبية كتاب ” مصر في قصص كتابها المعاصرين” 1973، و” نجيب محفوظ صداقة جيلين 1995، ” و”آباء الستينيات” جيل لجنة النشر للجامعيين 1995، و”مصر المكان” 1988، و”البطل في الوجدان الشعبي 2000 .
كما حصل على نفس الجائزة الأديب يعقوب الشاروني ـ أحد رواد كتابة أدب الطفل في مصر .
يعقوب الشاروني الذي يبلغ من العمر حالياً 91 عاماً قدم للمكتبة العربية أكثر من 400 كتاب للأطفال منها ” سر الاختفاء العجيب ” و” مفاجأة الحفل الأخير “، و” مغامرة البطل منصور ” و” الرحلة العجيبة لعروس النيل ” و” مغامرة زهرة مع الشجرة ” و” الجائزة وأنياب النمر ” و” أحلام حسن ” و” البداية مع قطعة شيكولاته، و” رجل السيرك ” وغيرها .
قالت عنه الناقدة الراحلة ” د. سهير القلماوي، إن يعقوب الشاروني بالنسبة لما يجب أن يكون للأطفال، قد حقق آفاقاً بعيدة المدى، سهولة وبساطة وتعليقا، إنه أسلوب واضح المعالم، مستجيب لكل ما نطمع فيه من حيث اللغة التي نخاطب بها الأطفال .
ويأتي حصول ” أحمد مرسي على جائزة النيل في الآداب تتويجاً لدوره في حفظ الموروث الشعبي الذي وهب له جهده العلمي، ومن أشهر مؤلفاته في هذا الإطار ” الأغنية الشعبية خصائصها ومقوماتها ” و” دراسة الفلكلور في مصر ” و” مفهوم النشر في الأدب الشعبي ” و” صورة المرأة في الأدب الشعبي ” و” الأدب الشعبي والعادات والتقاليد .

التعليقات متوقفه