مينا كرم  يكتب :مطبلاتي و مخبر وتاجر دين

413

بقلم : مينا كرم

دليلك لاكتشاف الكوادر السياسية ولفهم موسم الانتخابات !!
-1-
واقعنا السياسي الحالي الذي تلي ثورتي 25 يناير و 30 يونيو أفرز الكثير من الظواهر والانماط السياسية للكوادر الشبابية التي التحقت بالعمل العام في الفترة الاخيرة , فما كنا نعرفه من قبل هي ان يري الكادر السياسي برامج الاحزاب المتنوعة وايدولوجياتها الفكرية وانحياذاتها الاجتماعية والاقتصادية ومن ثم يلتحق بالحزب المناسب لقناعاته وانحياذاته ثم يتلقي تدريبات ومناهج فكرية وقراءات مناسبة وبعدها يخرج للعمل الجماهيري حيث يشارك الناس معاناتها وهمومها اليومية ومن بعدها يمكن ان يتدرج من خلال المحليات والبرلمان .. الخ الا اننا فوجئنا بظواهر وشخصيات مختلفة عملت علي التسلق السريع علي اكتاف البسطاء لمصالحهم الشخصية لعل ابرزها هي شخصية المطبلاتي والمخبر وتاجر الدين !!
-2-
السياسي المطبلاتي دورة حياة هذا الكائن تتلخص في وضع يده في وضع استعداد دائم للتصفيق ولسانه في حالة تأهب للتأييد الاعمي الغير موضوعي , ومشكلة هذا الكائن تتلخص في ثلاث اشياء : المشكلة الاولي هي كيف يجعل صوت طبلته أعلي من الاخرين ؟ والثانية هي الانضمام لحزب يٌصنف نفسه علي انه الحزب الحاكم الجديد وريث الحزب الوطني , فتكون حيرته الضخمة هي الاختيار بين كارنيهات مستقبل وطن و حماته … الخ من هذه الاحزاب !! اما المشكلة الثالثة والاصعب فتتمثل في انهم – اي المطبلاتية – صاروا اعدادا وجماهيرا غفيرة مما يصعب من فرص المسئولين والاجهزة الامنية من الاختيار بينهم ويقلل من فرصهم في التسلق مع بقاء الامل انه كلا منهم بحسب اجتهاده وصوت طبلته وحجم ت….. !! تأييده !!.والسياسي المطبلاتي نوعين جسدهما عادل امام واحمد صلاح السعدني في ” مرجان احمد مرجان ” الاول ينفق بسخاء امام الكاميرات في المجالات الاجتماعية والصحية والثاني وصولي فقير يجيد الانتهازية السياسية !!
– ٣ –
السياسي تاجر الدين وهو هذا الكائن الذي يستمد قوته من تقديم نفسه علي انه حامي الشرائع والمتحدث الرسمي باسم الدين ؛ لذا تنسحب صفات القداسة كلها علي اقواله و يقيم الجمعيات الشرعية لتقديم خدمات للفقراء الذين تخلت عنه الدولة لتجييش اصواتهم الانتخابية لصالحه فيما بعد , وهو بهذا يدنس الدين ولا يقدس السياسة !! بل يتلاعب بمشاعر البسطاء الذين يمثل الدين لهم مقوم اساسي من مقومات الحياة , وهو بعد فترة يتحول الي طاغية لان الاختلاف معه يتحول الي اختلاف مع الله ذاته !!
وفي هذا لا يكون هناك فرق بين الحرية والعدالة أو النور أوالتنمية والبناء وبين المصريون الاحرار في بداية عهده اذ انضم اليهم الجميع علي أسس دينية أو لمغازلة أصوات انتخابية لها لون ديني ( وما أكثرها ) والدولة وهي تعاني من هذا الاتجاه خدمته حيث صار دستورها مدني يرتدي حجاب , لا يقيم الاحزاب علي اساس ديني ولكنه يسمح باستمرار حزب النور السلفي !! ويعيد برهامي لاعتلاء المنابر ثانية في ظل مناداته بتجديد الخطاب الديني !!
-4-
السياسي المخبر هو السياسي الامنجي هو دائم الارتياد علي مقرات الاجهزة الامنية لتقديم فروض الولاء والطاعة وعرض خدماته المجانية في كثير من الاحيان !! , ينتقد الحكومة في كل مجالسه ويسب ويلعن ليستخرج المعارضين تمهيدا لتسليمهم , في الغالب لا يشترك في حزب معين لفترة طويلة وانما ينتقل بين الاحزاب بحسب رغبة ونصائح الاخ الاكبر الامني !!
-5-
طوبي لمن كانت السياسة بالنسبة له طريقا طوباويا للحياة الافضل للجميع دون تمييز المنزهة عن اي اهواء او مصالح او رغبات
طوبي لمن عمل بها بشرف بعيدا عن جهات التمويل وكان نقيض نقيضين للنظام الشمولي ولتجار الدين علي حد السواء ..
طوبي لمثل هؤلاء علي قلة أعدادهم ان وجدوا !!
*مع الاعتذار للمخرج داود عبد السيد في اقتباس العنوان عن فيلمه ” مواطن ومخبر وحرامي ” .

التعليقات متوقفه