د.محمد ابراهيم المصري يكتب لـ”الأهالي” :من هنا نبدأ ..مجلس أعلي للمعرفة ياريس

384

*بقلم د. محمد ابراهيم المصري

أهمية التعليم في بناء المستقبل اصبح من البديهيات – لكن اي تعليم؟ وكيف نقيم المنتج؟..خصوصا ان المنتج بعد ١٦ سنة في المدارس والجامعات يؤثر في المجتمع بالكامل و به ١٠٠ مليون اما سلبا او ايجابا لمدة جيل او اكثر..والتعليم مسؤلية الامة وليس وزارة – اذا احسنت الأمة تحديد الأهداف وعملت علي تحقيقها حسن مستقبلها حضاريا واقتصاديا واجتماعيا..لذا لابد ان يكون في مصر المحروسة مجلس أعلي للمعرفة مسؤول “تنفيذيا” امام الامة عن مستقبل الجيل الجديد بعضوية وزراء التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة والإعلام والصناعة والإنتاج الحربي والمالية والإتصلات وممثل عن الازهر والكنيسة والأمن القومي والقطاع الخاص والنقابات واهل الفكر،ليقر سياسات ووسائل تنفيذ ولعمل خطة عمل بالأرقام تقيم شهريا وترفع تقريرها إلي رئيس الجمهورية والي ممثلي الامة والمعرفة أشمل وأبعد من العلم والتعليم..وهناك ملفات هامة للمناقشة المجتمعية – التالي عشرة منها:

اولا: أهمية السنوات الاولي للطفل قبل دخول المدرسة – كيف نستفاد منها؟ ومن المسؤول؟ وكيف ننمي قدرات الطفل المعرفية؟ واهمية التربية؟ ومعرفة القراءة والكتابة؟ والدين والاخلاق؟ واهمية صحة الام والطفل؟

ثانيا: أهمية خلق الشخصية المصرية الوطنية المثقفة المسلمة اوالمسيحية التي تجيد اللغتان العربية – لغة الوطن – والانجليزية – لغة العالم – واعطاء ذلك كله نفس أهمية دراسة العلوم والرياضيات مثلا

وليكن لدينا مقياس وطني لهذه الشخصية فمثلا هناك مقياس عالمي لخريج الثانوي في الرياضيات وهو امر سهل لكن كيف نقيم خريج الثانوي او خريج الجامعة الوطني المثقف؟

ثالثا: كيف نخصص وقت كافي للنشاط المدرسي في الرياضة والثقافة والفنون والآداب وكذلك لدراسة الاخلاق والدين وهل ممكن استخدام هذا النشاط في دراسة الاخلاق والدين مثلا عن طريق المسرح؟ او في ممارسة الديموقراطية في انتخاب مجلس ادارة الفصل

رابعا: هل نترك تدريس الدين للاسرة؟ او الاحسن ان يكون دراسة الدين دراسة ممنهجة في مدارسنا بعيدا عن احتمال جهل الاسرة ليكون الدين الاسلامي والمسيحي مكون اساسي للشخصية المصرية بعيدا عن الافراط او التفريط

خامسا: كيف نهتم بتنمية قدرات الطالب للحصول علي المزيد من المعرفة؟ بكفية البحث عن المعلومة الموثقة والمناقشة بجدل علمي سليم واحترام الرائ الاخر والتعلم عن بعد وبعد التخرج واهمية القراءة والثقافة والهواية للنجاح في الحياة وفي بناء علاقة سوية مع الاخر

سادسا: من الضروري جدا الاهتمام بالمعلم تعليما وتدريبا وتكريما ومرتبا – تدريجيا – لانه العامل الاهم في توصيل المعلومة وتحويلها الي معرفة وفي بناء الشخصية المثقفة الوطنية عمليا عن طريق ان يكون نموذجا

ولذلك يجب ان تكون كلية التربية كلية دراسات متقدمة لمدة سنتين وتكون السنة الاخيرة فيها سنة تدريبية وتقبل المتقدمين لها بعد سنتين دراسة جامعية بامتحان مناسب فمثلا يتقدم طالب العلوم او الاداب او التربية الرياضية او الفنون الخ بعد السنة الثانية الي كلية التربية فتقبل الاوائل فقط وتدرس لهم طرق التربية والتعليم في التعليم الابتدائي او المتوسط او الثانوي في السنة الاولي ثم تكون السنة الثانية سنة تدريبية وبذلك نضمن ان الطالب لديه رغبه اكيده ان يكون معلما

سابعا: تتحول السنة النهائية في الثانوي الفني الي سنة تدريب بالكامل ياخذ فيها الطالب من صاحب العمل مرتب بسيط تشارك في هذا المرتب وزارة التعليم وياخذ المدرس مكافأة اشراف ويعلن القطاع الخاص احتياجاته لسنوات قادمة ويمكن للجيش والقطاع العام والادارات الحكومية المساهمة في مجال تدريب الطلبة فنيا

ولابد من الاهتمام بتدريس ادارة الاعمال في التعليم الفني وكذلك اللغة الانجليزية ليكون الخريج مؤهل تماما لاجتياز اختبارات القدرات العالمية في مجال السباكة مثلا او ميكانيكا السيارات او اصلاح الاجهزة الكهربية الخ فهناك احتياج شديد في الداخل والخارج لهذا المستوي من الفنين

وبذلك يتمكن بعض خريجين المدارس الفنية من انشاء شركات في المجالات المختلفة وتبعا ستتغير نظرة المجتمع للفني المؤهل المثقف الوطني رجل الاعمال الناجح

ثامنا: الاهتمام بمجلس الفصل من المدرسين واولياء الامور والاجتماع الدوري والمشاركة في النشاط المدرسي وتنظيم الرحلات الخ

تاسعا: في التعليم الجامعي لابد من تحويل اخر سنة لكل كلية من قاعات الدراسة الي التدريب العملي كل في مجالة ويعطي الطالب عن طريق صاحب العمل مرتب بسيط ويحصل الاستاذ علي مكافأة اشراف

فمثلا السنة الاخيرة من كلية الحقوق يتدرب الطالب في مكتب محاماه او في النيابة او في الشؤون القانونية للوزارات او الجامعات وتقوم كل هيئة بعمل مقابله شخصية للطلبة للإختيار

عاشرا: لابد من تدريس مادة الاخلاق والمهنية لكل طلاب الجامعة وكذلك ادارة الاعمال..في انتظار قرار جمهوري ياريس بانشاء المجلس الأعلي للمعرفة،وليكن رئيسة يعين لمدة ٤ سنوات تجدد ل ٤ سنوات اخري

*الاستاذ الدكتور محمد ابراهيم المصري هو استاذ هندسة الكمبيوتر بجامعة واترلو بكندا منذ عام ١٩٧٤ ..وتلاميذة اساتذة في هذا المجال في العالم وفي مصر.. وحصل علي اعلي الجوائز الكندية والعالمية في مجال تصميم المكروتشبس.. وهو عاشق للمحروسة ويحضر سنويا مهرجان الاوبرا للموسيقي العربية ..وهو خريج مدرسة التوفيقية عام ١٩٦٠ وكلية الهندسة جامعة القاهرة عام ١٩٦٥ حيث عين معيدا بها.

التعليقات متوقفه