د. عادل وديع فلسطين يكتب:قطع مياه النيل من أوغندة

185

شجون مصرية

قطع مياه النيل من أوغندة

د. عادل وديع فلسطين

استلاب قناة السويس ، اغتصاب المرفق الدولي ، عمل انتقامي تقوم به مصر بتشجيع من روسيا … هكذا وصفت صحف أمريكا وبريطانيا وفرنسا قرار جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس يوم 26 يوليو 1956 ، والذي أعلنه في خطاب أمام آلاف محتشدة في ميدان المنشية بالإسكندرية رداً على قرار أمريكا بسحب تمويلها لمشروع السد العالي .

أصاب القرار الثلاث دول بالذهول وعبر أنتوني إيدن رئيس وزراء بريطانيا عن صدمته منه حين تلقى الخبر وهو في عشاء مع رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد بلندن قائلاً : ” لقد ذهب جمال عبد الناصر بعيداً ، لقد فقد صوابه ولا بد أن نعيده إليه ” فرد السعيد ” لابد لك أن تضربه وتضربه بشدة بل وتضربه الآن ” .

وفور صدور القرار بالتأميم ، بدء ، الشحن الإعلامي في الغرب ضد مصر عبر صحف أمريكا وفرنسا وبريطانيا ، وسارع الأمريكان بمواساة الفرنسيين الذين أصابهم الهلع ، ودعت الديلي ميل إلى عودة القوات البريطانية لتحتل قاعدة قناة السويس وبلغ الهوس أن صرح اللورد كيلرن بعدة اقتراحات غريبة وسخيفة وهو الرجل الذي وصفه هيكل ” كان شخصية امبراطورية في شكله ومظهره فهو طويل القامة (192سم) مغرم بقراءة التاريخ ويملك موهبة الكتابة ، وتاريخ هذا الرجل مع مصر أسود أيام كان يشعل منصب السفير البريطاني والمندوب السامي ( إسمه مايلز لامبسون ) حين أمر بحصار قصر عابدين بالدبابات وأجبر الملك فاروق على تشكيل حكومة برئاسة مصطفى النحاس ، مايسمى بحادث 4 فبراير 1942 .

ماذا كان اقتراح هذا الرجل تجاه مشكلة تأميم القناة … كتب يوم 29 يوليو 1956 بعنوان ” خمس وسائل لهزيمة ناصر ” ومن هذه المقترحات :

1ـ الإسراع باحتلال مصر على أن تشترك في احتلالها بريطانيا وأمريكا وفرنسا .

2ـ قطع مياه النيل عن مصر عند أوغندا ، مع عدم السماح بوصول المياه إليها إلا في غير مواسم الزراعة ، وذلك لقلب نظام مصر الاقتصادي .

3ـ عقد ميثاق بين بريطانيا وإسرائيل ومحاولة إقناع روسيا بالتعاون مع الغرب لوضع قناة السويس تحت إشراف الأمم المتحدة لإحراج عبد الناصر .

 

التعليقات متوقفه