د. عادل وديع فلسطين يكتب :الرأي العام

340

*د. عادل وديع فلسطين

عندما نتابع أخبار العالم ، ومن بينها نتائج استطلاع الرأي العام ، وفي الولايات المتحدة كنموذج للدول المتقدمة ، والتي تهتم باستطلاع الرأي ، نجد أن هذه النتائج تختلف من يوم لآخر في نفس الموضوع وتتأثر بالأحداث الداخلية ، وأيضاً الخارجية لدرجة أن حادثاً في دولة بعيدة في آسيا أو أفريقيا يمكن أن يؤثر على نتيجة هذه الاستطلاعات ، خاصة تلك التي تعني بشخص رئيس الجمهورية المرشح وكذلك ترشيحات الأحزاب لهذا المنصب ، كما نلاحظ تذبذب نسبة المؤيدين لمرشح ما من ولاية لولاية ومن مؤتمر شعبي لآخر وأيضاً بعد التصريحات التي يدلى بها المرشح.
ومن أهم المؤسسات التي تقوم برصد الرأي العام مؤسسة جالوب التي أسسها جورج هوراس جالوب ، وهو أمريكي صحفي بدأ نشاطه بدراسة الرأي العام حول البرامج الإذاعية ثم انتقل إلى المشاكل السياسية والاجتماعية ، ثم تطورت هذه المؤسسة بفضل الدقة والأمانة واهتمت بالمجالات البحثية والصناعية وكان الهدف الأساسي هو تحليل نتائج العينات في وقت قياسي كي تكون النتائج مؤثرة على الحدث ، ثم انتشرت وأصبح لها فروع في غالبية دول العالم .
إن استطلاع رأي الجماهير هو أسهل وسيلة لجس نبض الشارع ، فرأى الجماهير يساعد صاحب القرار في إتخاذ القرارات التي يرضي عنها الشعب .
وفي الواقع أن القرارات التي تصدر عن المجالس التشريعية ـ وهي تمثل رأي الأغلبية وبالتأكيد تدرس بعناية ـ تمثل أراء أعضاء مجلس النواب ورأي أي عضو في هذا المجلس لا يمثل بالضرورة رأي جميع أبناء الدائرة الانتخابية التي يمثلها وهي بالآلاف.
وفي هذا المجال أتمنى من جميع المؤسسات الإعلامية الكبرى وكذلك الإذاعة والتلفزيون ببرامج الرأي العام لكن ليس عن طريق الكوبونات في الصحف لأن عملية إرسال الرأي بالبريد يمكن أن تكون معوقة ـ كما أنه لابد أن تكون الدراسات ميدانية من مواقع مختلفة فى الشارع ، المصنع ، الشركات ، البنوك ، دواوين الحكومة وطلبة الجامعات والتجار والفلاحين ـ يقوم بها شباب يرصدون الرأي في الموضوع المطروح سواء بالموافقة أو الرفض ، وبنزاهة مطلقة ودون تدخل شخصي ، وأن تعلن نتائج الاستفتاء الشعبي العشوائي مباشرة دون إبطاء .
د. عادل وديع فلسطين

التعليقات متوقفه