حسن عثمان يكتب:اختيار صادف أهله

324

في الساحة
اختيار صادف أهله

حسن عثمان

بقدر احترامنا لدور الأجهزة الفنية في مختلف اللعبات وليس كرة القدم فحسب، وبقدر قناعتنا كذلك بحق هذه الأجهزة كمسئولة أن تشرك ما تراه أفضل وأحق بالتواجد في صفوف الفريق بأرض الملعب، وبقدر دفاعنا عن عدم التدخل في عمل هذه الأجهزة، أو فرض الوصايا عليها من أحد، وأن يكون الحساب دائماً في نهاية الموسم وليس خلاله، أي بنظام القطعة !ّ!! .
وهو النهج الواضح الذي ينفرد به النادي الأهلي من زمن بعيد عن غيره من الأندية، مع الاعتراف بأن الضرورة يمكن أن تحكم، ولعل أقرب مثال على ذلك هو توقيت الاستغناء عن السويسري رينيه فايلر، وتأكيد مجلس الإدارة رفضه التام طلباً جديداً للاستمرار في مهمته مع الفريق .
والإعلان عن فسخ التعاقد معه وتسلم جميع مستحقاته قبل مغادرة القاهرة عقب مباراة الترسانة في كأس مصر، وذلك للإعلان عن التعاقد مع موسيماني الجنوب أفريقي لمدة موسمين لتولى منصب المدير الفني لفريق كرة القدم .
وكان السؤال الذي يتردد وأثار العديد من علامات الاستفهام، حول إصرار ” السويسري” الذي كان دائماً ما يوصف بالمدير الفني الوديع والذي لمع اسمه منذ توليه مسئولية قيادة الفريق ونجح بشهادة الجميع في فرض بصماته على أداء اللاعبين واكتساب ثقة الإدارة والجماهير واللاعبين بعد تلك الانتصارات المتتالية في مسابقة الدوري العام دون هزيمة .. والوصول بالفريق إلى نصف نهائي دوري الأبطال الأفريقي، متخطياً فريق صن داونز .
كل ذلك زاد من حالة الاندهاش والجدل عقب ما جرى في لقاء القمة خصوصا أن هذه المواجهة مع الزمالك بقيادة كارتيرون المدير الفني السابق للأهلي يأتي بعد تفوق الأخير في مباراة السوبر التي أقيمت في أبو ظبي عاصمة الإمارات العربية بضربات الجزاء والذي زاد الطين بله، كما يقول المثل كان سيطرة الزمالك بعد هدف أسامة فيصل بعشرة لاعبين لينتهي اللقاء بثلاثة أهداف مقابل هدف . للفريق الأفضل من مختلف الوجوه .
يمكن القول أن رينيه فايلر لم يكن النابغة اللامع قبل السفر في الإجازة التي قضاها مع أسرته في سويسرا ووضح ذلك في اختياراته للاعبين في المباريات التي خاضها الفريق لاستكمال مسيرته في الدوري، وكذلك في مباراة الكاس التي خاضها الأهلي في مواجهة فريق الترسانة، والتي دفع فيها بالصاعد مصطفى شوبير لحراسة المرمى في إجراء غير مسبوق في مباراة الخاسر فيها يغادر المسابقة، والمثير للدهشة أكثر أن اللاعبين وبشهادة المدربين ظل بعيدا عن أي مشاركة ليكتسب لياقة المباريات .
قصدت الاشارة الى هذه السقطة ليس لأشارك فيما أقدم عليه من كانوا يشيدون بما حققه الرجل مع الأهلي ويضرب به المثل لمجرد أن أنهى تعاقده وسافر لحال سبيله،…وأكتب بعد ساعات من مباراة الأهلي والمقاولون التي انتهت بفوز الأهلى ليتعاقد مع الموسيماني المدير الفني الجنوب أفريقي، هذا الاختيار الذي قوبل بالاستحسان لحاجة الفريق إلى مدير فني له خبرته التي تؤهله لتحمل المسئولية في هذا التوقيت، وجاء فوز الأهلي تأكيدا لقدرات لاعبيه وروح الفانلة الحمراء وكانوا جميعا رجالا بمعنى الكلمة وتأكدت لديهم الرغبة في الفوز منذ اللحظة الأولى للمباراة .

 

التعليقات متوقفه