أشرف بيدس يكتب :أبناء الصمت -1974

1٬392

أبناء الصمت -1974

أشرف بيدس 

المخرج : محمد راضي – مدير التصوير: عبد العزيز فهمي- بطولة : محمود مرسي- ميرفت أمين- نور الشريف- مديحة كامل- حمدي أحمد- السيد راضي- سيد زيان- محمد لطفي- محمد صبحي- أحمد زكي- الهامي فايد- فتحية شاهين- صابر يوسف- غريب محيي الدين- حلمي هلالي- عفاف الباز – فريدة سيف – قصة وسيناريو وحوار: مجيد طوبيا – الموسيقي التصويرية : بليغ حمدي- تاريخ العرض: 16 نوفمبر 1974 – مدة الفيلم : 125 دقيقة
هناك أجيال منتصرة حتي ولو كانت مهزومة, والتاريخ ينصفها, وهناك أجيال مهزومة حتي ولو كانت منتصرة, والتاريخ يفضحها, لكن كل من نال شرف ارتداء الزي العسكري استحق التحية والتقدير والعرفان, وإن كان هناك أبرار لم يجدوا غير أرواحهم ساترا ليقينا – نحن- شرور الغادرين, فهؤلاء ثوابهم عند الله كبير, ولهم منا منتهي التقدير والامتنان.
يحتل فيلم ” أبناء الصمت” المركز (74) فى قائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية, وجاء في الترتيب (57) في قائمة مكتبة الإسكندرية 2007, تصدرت تترات الفيلم لافتة شكر وتقدير “تتقدم راضي فيلم بوافر الشكر إلي هيئة أركان حرب القوات المسلحة المصرية علي معاونتها الصادقة التي اتاحت تصوير هذا الفيلم داخل مواقع عمليات اكتوبر المجيدة, وتخص بالشكر السيد قائد الجيش الثالث الميداني ورجاله المقاتلين من أبناء مصر علي جهودهم البطولية والتي استطعنا بها أن نبرز من خلال هذا الفيلم جزءا من الدور البطولي النادر للمقاتل المصري الذي حطم الاسطورة.. فإلي الشهداء الابرار الذين قدموا حياتهم ليهبوا لنا ولمصر الحياة.. نهدي أبناء الصمت.. راضي فيلم”.
يحكى المخرج منير راضى : “طلعنا الجبهة ومعنا 12 مصورًا، وذلك بعد شهرين فقط من انتهاء حرب أكتوبر، وصورنا 90% من كل المشاهد التى تعرض للحرب حتى الآن، وكانت كل المادة الخاصة بالمعارك الحربية مشاهد حقيقية اتصورت لايف.. الجيش وقتها أعطانا كل التسهيلات، وصورنا كل جزء فى الجبهة، والقوات المسلحة عملت لنا العبور من جديد من أول الطيران وحتى عبور الزوارق للقناة.. محدش صور فى الحرب، وكنت سعيدا واحنا بنصور مشاهد العبور لأنها كانت مؤثرة جدا، وكنا بنصور منذ الصباح الباكر وحتى آخر الليل، وتعرضنا لمواقف مرعبة, وقد اصيب كل من المصور ماهر راضي ومدير التصوير عبدالعزيز فهمى أثناء التصوير، بعدما انطلقت طلقة من أحد المدافع بالخطأ.. فريق العمل كان حريصا علي بعض, وكانت هناك روح حلوة بين كل العاملين بالفيلم ومفيش مشاكل بين النجوم والأجور كانت كلام فارغ.. قعدنا شهر على الجبهة وصورنا كل مشاهد وأحداث الحرب واستعنا بهذه المشاهد فى 3 أفلام هى العمر لحظة، أبناء الصمت، حائط البطولات، والأخير لم يتم عرضه نهائيا على الشاشة الصغيرة.. كان الجيش يعطينا الخطوط العريضة للحرب وكنا حريصون على تصوير مقاطع ومشاهد كتيرة واحتفظنا بهذه المقاطع التى استعان بها كل من قدموا أعمالا عن فترة الحرب فى مصر والدول العربية.. كما أن فيلم «الرصاصة لاتزال فى جيبى»، كان أيضا من أوائل الأفلام التى تم تصويرها بعد حرب أكتوبر مباشرة، وتمت الاستعانة فيه بمخرج أجنبى صور مشاهد الحرب فى 10 أيام. كنا حريصون علي إنجاز الفيلم حتى يتم عرضه فى أول عيد لذكرى حرب أكتوبر، وبالفعل تم عرضه عام 1974، فى سينما رمسيس”.
هناك دائما من يقف علي الجهة الاخري من الحياة, وينظر للاحداث من زاوية ضيقة, علي الجبهة يتساقط الرجال دفاعا عن الأرض والعرض, بينما يحاول البعض – كما جاء علي لسان رئيس التحرير في احداث الفيلم- أن يهون من الأمر ويشير إلي الشهداء بأنهم أرقام تفقد أهميتها مع الوقت, وفي حالات استثنائية وعندما تربطنا علاقات حميمية بهم قد نهتم وننفعل وقتا أطول, لكن الحياة تمشي ولا تقف, ولا تلتفت وراءها, لكن الصحفية الشابة لا تعر لكلماته أهمية ولا تلتفت لحصاره الغوغائي الهدام, ورغم محاولات رئيس التحرير المستميتة في شرح ما حدث وتحليله اجتماعيا, ورغم نبل مشاعر الصحفية تجاه هؤلاء الابطال وحبيبها واحد منهم, لكن كثير من عبارات رئيس التحرير ومن خلال تجارب الحياة تبدو حقيقية, رغم بشاعتها وقسوتها.. ولأن الحياة احيانا تكون نسب الاختيار فيها منصفة وعادلة, فلا نملك سوي الانحناء لمن ارتضوا أن يكون في الصفوف الأولي حتي ولو طمستهم الذاكرة العفنة..
ورغم كل ما كان يقال قبل وبعد المعركة, كانت زلزلة الله أكبر تهز أركان الدنيا, حيث كانت تزغرد السماء وتبتهل الطيور وتنتفض الهمم في ملحمة قتالية لم يشهد العصر الحديث مثيلا لها, ويروي الأبرار تراب سيناء الأبية, ولا يزال العطاء مستمرا هناك, مازلت المعركة دائرة ومازال المصريون يكتبون أروع ملاحم البطولة والفداء.. يحيا جيش مصر في كل زمان.. وتحية للذين بذلوا حياتهم حتي ترفرف راية هذا البلد الأمين عالية لا تخفضها هلاوس الموتورين.. تحيا مصر..

التعليقات متوقفه