منصور عبدالغني يكتب : أكتوبر.. وسلاح المواطن

189

 أكتوبر.. وسلاح المواطن

*بقلم منصور عبد الغني

 انتصرنا في أكتوبر 1973 بفضل المواطن الذي رفض الهزيمة وأعلن التحدي وربط على بطنه توفيراً للمجهود الحربي واحتضن قواته المسلحة بعد أن تكشفت الحقائق حول نكسة 1967 .

المواطن المصري رفض تنحي الرئيس جمال عبد الناصر ، بعد أن لجأ إليه وأعلن مسئوليته عن الهزيمة وخرج الناس للمطالبة بإستمراره لنبدأ حرب الاستنزاف ويولد نصر اكتوبر المجيد من رحم المعاناة وبفضل عزيمة الشعب وإصراره على النصر.

سنوات ناصعة البياض في تاريخ الوطنية المصرية عاشها المصريون مابين الهزيمة عام 1967 والنصر في أكتوبر عام 1973  وهي الفترة الانتقالية مابين حكمي ناصر والسادات وبياضها يأتي في حضور المواطن وتسيده للمشهد رفضاً للهزيمة وسعياً للنصر متحديا كل الظروف ومتخطياً جميع العقبات رافعاً شعار لا صوت يعلو على صوت المعركة .

الجندي المصري ” المعجزة ” طبقاً لوصف مراكز أبحاث الاستراتيجيات وشئون الدفاع والأمن في العالم ،نظراً لدوره في تعويض نقص السلاح والعتاد والاعتماد عليه عندما تعجز الأرقام والمعطيات والذي كان واضحاً في اقتحام النقاط الحصينة بطول خط بارليف .

العدو جهز نفسه في سيناء وعلى طول الضفة الشرقية لقناة السويس للتصدي لجميع أنواع الأسلحة بما فيها غير التقليدية وأهمل سلاح مصر الفتاك وعنصر قوتها في جميع معاركها وهو الجندي المقاتل المصري وعقيدته القتالية التي تتلخص في كلمتين النصر او الشهادة .

أو ليس الجندي المصري هو الذي ألقى بنفسه في مياه قناة السويس وهو يعلم أنها ستتحول إلى نيران بفضل فتحات النابلم  ألم يحمل المدافع المضادة للطائرات على ظهره ويصعد بها ساتر بارليف الترابي أو أليس هو الذي واجه المدرعات بصدر عار وتسبب في تغيير النظريات العسكرية وخطط الحروب .

ألم يكن سؤاله الوحيد لأى قائد يزور جبهة القتال متى سنحارب ؟

التاريخ المصري يعلمنا أنه متى أرادنا النصر علينا أن نستحضر المواطن في المشهد وحضوره يتطلب شرح المخاطر الداخلية والخارجية وتوفير المعلومة والتصدي للسياسات والمظاهر التي ينتج عنها تغييب المواطنين وإحباطهم .

المصريون قادرون على تحمل الصعاب الاقتصادية وأزمات المعيشة مهما كانت ويحتاجون فقط لمن يشرح لهم علاقة ذلك بالحط الأحمر الذي تم تحديده للعالم في ليبيا وسيطرتنا على البحر المتوسط وتحويله إلى بحيرة مصرية وتحرير سيناء للمرة الأولى بداية من عام 2014 بعد أن تم إستردادها عام 1973 .

وكذلك إزالة وصمة العار التي كانت تلاحقنا عند دخول أي دولة والمعروفة بفيروس c  وغيرها من المشروعات الضرورية وقوة الدولة في مواجهة الأزمات وآخرها فيروس كورونا .

رحم الله الشهداء وتحيا مصر

التعليقات متوقفه