وسط شكوك بشأن مدى جدواها .. استاذ قانون دولى : ليس مفاجئا ان يستأنف اطراف النزاع المسلح فى باكو العمليات العسكرية القتالية..فالجميع يعلم الغرض من الهدنة

185

قال وزير خارجية أذربيجان، جيهون بايراموف، امس السبت، إن وقف إطلاق النار في الصراع بشأن إقليم ناغورني كاراباخ سيستمر فقط خلال الفترة التي يستغرقها الصليب الأحمر في ترتيب تبادل الجثث، وذلك عقب اتفاق كلا من أذربيجان وأرمينيا على وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية خلال محادثات في موسكو، بعد ان تبادلا الاتهامات بالانتهاك السريع لشروط وقف اطلاق النار، مما أثار الشكوك بشأن مدى جدوى الهدنة التي توسطت فيها روسيا.

من جانبه اكد دكتور ” ايمن سلامة”، استاذ القانون الدولى العام ، ان ما تم الاتفاق عليه اول امس ، بالعاصمة الروسية ” موسكو” ، برعاية الرئيس الروسى” بوتين”، ليست الهدنة طويلة الاجل وليست هى الهدنة التقليدية التى تنهى العمليات العسكرية العدائية بين الاطراف المتحاربة ، ولاجل طويل مثل الهدنة التى لاتزال سارية بين لبنان واسرائيل التى تم توقيعها فى ” رودس” 1949 ، ولكن ابرز نماذج الهدنة بين الدول المتحاربة هى الهدنة التى تم ابرامها برعاية الامم المتحدة بين الكوريتين الشمالية والجنوبية عام 1953 ولاتزال سارية حتى الان .
ويقول ” سلامة” ، ان الهدنة اتفاقية سياسية ويستلزم مصادقة برلمانات الدول عليها ، وهى فى معظم الاحوال والظروف طويلة الامد ، وهى لا تنهى حالة الحرب ولا ترسى السلام الدائم بين الدول المتحاربة سابقا ، ولكنها فقط تنهى العمليات العدائية العسكرية تمهيدا لابرام معاهدة سلام بين الدول المتحاربة، موضحا ان روسيا الاتحادية تعلم هى واطراف الهدنة للغرض الانسانى الدولين المتحاربتين ” أذربيجان وأرمينيا “، وتعلم ايضا اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان ما تم الاتفاق عليه فى موسكو هو هدنة مؤقتة لغرض رئيسى واحد وهو تبادل الاسرى والمعتقلين من الطرفين وربما ايضا تبادل الجثث ان وجدت تحت رعاية اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
ويرى ” سلامة”، انه ليس غريبا او مفاجئا ان يداوم اطراف النزاع المسلح فى ” ناكو” الجمهورية الاذربيجانية والجمهورية الارمينية ، ان يداوما او يستأنفا العمليات العسكرية القتالية بعد ان انجز الغرض من هذه الهدنة وهو تبادل الاسرى والمعتقلين والجثث للمفقودين ان وجدت.

التعليقات متوقفه