رئيس حزب التجمع :قرار”التطبيع مع إسرائيل” ليس من صلاحية الحكومة السودانية

*عادل العدوي: أثيوبيا تعرف جيدا النتائج التي سوف تترتب علي حجب المياه عن مصر!

822

*تعويضات بأكثر من 335 مليون دولار لرفع أسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

السودان هي صاحبة أشهر ثلاث لاءات في العالم وذلك ما رددته في القمة العربية بالخرطوم سنة 1967م علي خلفية هزيمة 67، وهذه اللاءات كانت :لا صلح ولا إعتراف ولا تفاوض مع إسرائيل.. ورغم ذلك بعد بضعة أيام سوف تتحول هذه اللاءات إلي ثلاث نعمات وأكثر،من وجهة نظر القيادة الحاكمة في السودان .. لقد سبق السودان في التطبيع خلال الفترة القليلة الماضية كل من البحرين والإمارات ، ولكن السودان قد خاضت الحرب من قبل بجانب مصر ضد الكيان الصهيوني.

أكد النائب سيد عبد العال عضو مجلس الشيوخ ورئيس حزب التجمع علي أن القرارات التي إتخذتها القيادة السودانية بشأن التطبيع مع إسرائيل قد تجاوزت صلاحيتها فيه ،لأن المفروض أن البرلمان المؤقت هو الذي يتخذ هذه القرارات، حيث أن هذه القرارات شأن خاص بهذا البرلمان، وليس بالقيادة السودانية المؤقتة سواء كان الرئيس المؤقت أو رئيس الوزراء المؤقت،هذا جانب ،الجانب الآخر أن رد الفعل الشعبي السوداني ومؤسساته الوطنية والنقابية رفضت هذه الخطوة شكلاً وموضوعاً وتحت أي مسميات.
و فيما يتعلق بأثر العلاقات القائمة بين الجانب الإسرائيلي وبين بعض الدول الأفريقية والعربية خاصة ،أضاف عبد العال مؤكدا إن هذه العلاقات ستفتح نفوذاً لإسرائيل في مواجهة النفوذ المصري، ومع ذلك أنا أنظر إلي تطبيع السودان مع إسرائيل من زاوية إن الإدارة السودانية أتخذت خطوة قد تفسر علي إنها تخلي عن دور السودان في مواجهة الدولة الصهيونية التي أغتصبت حقوق الشعب الفلسطيني ،ويفسر أيضا علي انه خروج الحكومة السودانية من التضامن مع الشعب الفلسطيني، وتفتح مجال للإسرائليين في أن يكونوا قريبين من المصالح المصرية في الجنوب وبالتحديد في أثيوبيا و كذلك التحكم في القضايا المتعلقة بمصدر المياه ” نهر النيل وسد النهضة”
دلالة التوقيت
وأستطرد عبد العال موضحاً إن توقيت هذه الخطوة مرتبط بالأساس بالضغوط الأمريكية وإنقاذ ترامب من ناحية خاصة مع قرب الإنتخابات الأمريكية، ومن ناحية أخري إنقاذ حليفه المقرب “نتنياهو” من المأزق الذي يعاني منه داخل المجتمع الإسرائيلي.
وأضاف عبد العال قائلاً: إذا كان للتوقيت دلالة فهو لخدمة رؤية ترامب في إعادة ترتيب المنطقة، وليس لخدمة السودان في رفع إسمها من قائمة الأرهاب، لأن ثمن رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للأرهاب قامت بدفعه “احدى الدول العربية” حيث قامت بدفع أكثر من 335 مليون دولار قيمة التعويضات لأسر ضحايا تفجير السفارتين الأمريكتين نيابة عن دولة السودان، وهذا كان الشرط الأساسي لرفع إسم السودان من القائمة وهذا ليس له علاقة بالتطبيع.
التعاون المشترك
علي جانب آخر يري السفير عادل العدوي مساعد وزير الخارجية الأسبق أنه لا يوجد من يستطيع منع الحكومة السودانية الحالية من التطبيع مع إسرائيل. إذا هي اتخذت هذا القرار، وحول تأثير هذه الخطوة علي المصالح المصرية في أفريقيا قال: مصر لها دور مهم جدا في المنطقة كما أن هناك بعض الدول العربية التي قامت بهذه الخطوة مثل الأمارات والبحرين، فالتعاون والسلام مهم ولصالح الجميع وأعتقد أن إسرائيل ليست في وضع إنها تأخذ موقف معادي في الوقت الحالي، فهي تريد أن تنفتح وتدخل في المجتمعات العربية.
وأضاف العدوي قائلاً إن سياسة وقف إطلاق النار تطبق في كل مكان فالأتجاه يسير نحو السلام والتعاون، وبالتأكيد السلام سيكون في صالح الجميع في النهاية والمهم أن الناس تشتغل فنحن ممكن جداً أن نحاصر إسرائيل بما نقوم به من عمل وجهد وذلك من خلال الإنفتاح مع الدول الأفريقية والعربية، بحيث نقدم خطط تعاون مشترك وتسهيلات أكثر وأفضل، فعلى سبيل المثال نحن أقرب للسودان من أي دولة أخري والحدود كبيرة بيننا وبين السودان وأعتقد أن مصلحة السودان أن تتعاون معنا أكثر من أي دولة أخري. المهم هو التعاون والتفكير السليم.
وأستطرد العدوي قائلاً: فيما يتعلق بمصالحنا في العمق الأفريقي إنا لا أعتقد إن هذا التطبيع سوف يؤثر عليها !! مستحيل أن تحرمنا أثيوبيا من المياه، فأثيوبيا تعرف جيدا النتائج التي يمكن أن تترتب علي حجبها المياه عن مصر، ليس من مصر فقط، بل من العالم كله فلا أحد يستطيع أن يمنع المياه عن الدول المستفيدة منها، ونحن نستطيع بالحكمة والكياسة أن نتعاون ونحقق مكاسب أكبر، هذه هي وجهة نظري وقد لا أكون علي صواب ولكني أري أننا لن نستطيع وقف التطبيع الذي تقوم به بعض الدول حاليا مع إسرائيل بل سوف نشهد المزيد من التطبيع.

التعليقات متوقفه