إقبال بركة تكتب:تكريم المرأة

113

شكشكة

تكريم المرأة

بقلم إقبال بركة

أثبتت نساء كثيرات أن المرأة لا تستحق يوما فقط لتكريمها، ولكن لكل يوم من أيام السنة. ويقول الكاتب رفاعة رافع الطهطاوي: “الذكورة والأنوثة هما موضع التباين والتضاد… إن المرأة تكمل الرجل والرجل يكمل المرأة” وقد حرم الطهطاوى على نفسه تعدد الزوجات والطلاق “طالما ظلت زوجته على العهد باقية، وللأمانة الزوجية مؤدية.. “.

ويقول د سيد عويس فى كتابه” قراءات فى موسوعة المجتمع المصري”: في أسطورة” إيزيس وأوزوريس وحورس” ما يدل على الاهتمام بالابن الذكر في شخص حورس الذى تربع على العرش بعد أبيه وانتقم من عمه “ست” فى سبيل أن يرث الابن كرسيه ويجعل اسم أبيه حيا يعيش.

أما الإمام محمد عبده فكتب “واعلموا أن الرجال الذين يحاولون بظلم النساء أن يكونوا سادة فى بيوتهم إنما يلدون عبيدا لغيرهم”.

هذه بعض آراء مفكرين كبار أتمنى أن تدرس في المدارس لكى يتعلم الجيل الجديد احترام المرأة وإنها لا تقل أهمية وموهبة وقدرة عن الرجل. وقد فجعت بخبر نشرته الصحف منذ عدة أسابيع عن القبض على شاب، وحبسه على ذمة التحقيقات، بتهمة الشروع في مواقعة فتاتين بغير رضاهما وهتك عرض أخريات. وقال الخبر أن المتهم اعتاد أيضا إرسال رسائل ومكالمات تهديد للعديد من ضحاياه من النساء والفتيات. وقد اعترف الشاب المتهم بتلك التهم، وكانت حجته ان الفتيات أرسلن له صورا إباحية لهن، وهو ما ثبت كذبه.

ويبقى السؤال الأهم وهو مالذى شجع شابا على ارتكاب تلك الخطايا؟ ألم يقرأ عن نساء عظيمات فى مصر والعالم كله حققن نجاحات باهرة واضطلعن بمهام خطيرة وقدن شعوبهن ونلن الجوائز العالمية..!

هل سمع ذلك الشاب عن السيدة التركية ميرال أكشينار، وهى سياسية تركية قد لا يعرفها الكثيرون، خاصة فى البلاد العربية ومن بين الآلاف اللاتي يستحققن التكريم؟

ولدت أكشينار فى 18 يوليو 1956 (العمر 65 سنة)، بمدينة إزميت بتركيا، و تزوجت تونسر أكشينار (منذ 1980).

 شغلت أكشينار منصب وزير الداخلية ونائب رئيس البرلمان التركى، وشاركت في تأسيس حزب ” العدالة والتنمية” الذي تركته لاحقًا، وانضمت لحزب “الحركة القومية”. وفي عام 2016، قادت أكشينار مجموعة معارضة داخل حزب”الحركة القومية” ضد زعيمه “دولت بهتشلي” وأسست “حزب الخير” وأصبحت زعيمة له .

اثبتت السيدة ميرال اكشينار ان اقتحام المرأة المجالس السياسية كفيل بانقاذ العالم من مغبة التهور الملموس لبعض رجال السياسة. تحررت من اوهام التسلط التركماني علي الشعوب العربية، وتساءلت كيف نرسل ابناءنا للموت في سبيل دولة اخري غير  بلادنا! منطق انساني يتجاوز الاحلام التسلطية والاوهام التي تعبث بخيال اردوجان، رئيس تركيا الحالى، وأمثاله، فهي مع عدد كبير من اعضاء البرلمان زائد حزب الشعب الجمهوري يعارضون تدخل النظام التركى فى شئون الدولة العربية سوريا . وهكذا تستطيع المرأة ان تعدل كفة الميزان فى بلدها وتنقذها من عنجهية بعض  السياسيين الرجال وطموحاتهم غير المشروعة، وتسعى لتغيير اتجاهه إلى صالح شعبها والشعوب الأخرى.

التعليقات متوقفه