شكشكة
أهل الريف لهم الحق فى السكن مثل أهل المدن 2/2.
إقبال بركة
صدق أو لا تصدق.. إيجار شقة واحدة مقامة على نصف قيراط من الأرض الزراعية يعود على الفلاح بدخل فدان بأكمله من الزراعة، ولكنه خسارة فادحة للبلد . لذلك فإن دعم وتوفير الأسمدة والمبيدات والبذور عالية الإنتاجية فرض عين على الحكومة للحفاظ على ثروتنا من الأراضى الزراعية ومنع الفلاحين من البناء عليها أو التفريط فيها وتبويرها والتخلص منها لتراكم الديون . إن الفلاح هو أكثر من يستحق الدعم على مستلزمات حرفته (الزراعة) ، لأنه يطعم غالبية الشعب المصرى دون عائد يذكر عليه أو على أبنائه، وبالتالى يحاصره الفقر طول حياته .
ومن المعروف أن أهم أسباب تفشى الفقر فى الريف هو توريث الأراضى الزراعية لعدد كبير من الورثة، الأمر الذى يسبب التفتيت الزراعى والملكيات الصغيرة التى لا يمكنها إطعام أسرة بأكملها وقد وصلنا إلى أن 50% من ملاك الأراضى الزراعية فى الدلتا يمتلكون أقل من فدان واحد، وتصل إلى 70% فى الصعيد ، وأن 70% يمتلكون أقل من 3 أفدنة، وتصل النسبة إلى 90% فى الصعيد بسبب زيادة الفقر وضيق الأراضى الزراعية .
إن المسئولين جميعا مطالبون بالبحث عن اسباب المشاكل الكثيرة التى تحيط بأراضينا الخصبة وعالية الإنتاجية، ومعرفة كيف تعود زراعة الأرض الزراعية مهنة مربحة؟ وكيف نُخرج الفلاح من دائرة الفقر؟ وكيف نحافظ على الترب الزراعية من التفتيت ونطبق التجميع الزراعى وتخصيص مشروعات تربية عجول البتلو لصغار المزارعين لتوفير دخل إضافى إلى جوار الدخل من الزراعة؟ الأمل كبير فى أن يراعى مشروع ” حياة كريمة” بالتوافق مع وزارات الزراعة والرى والحكم المحلى التعامل مع هذه المشاكل .
لقد طالب خبير المياه و الزراعة الدولة المصرية بأن تقوم بدورها فى توفير المساكن الشعبية لسكان القرى والريف المصرى كما تفعل ذلك مع سكان المدن والعاصمة والحضر، ومعه كل الحق فى ذلك ، بل أضم صوتى اليه ، فأهل الريف لهم الحق فى السكن مثل أهل المدن، بل لعلهم الأحق بعد ماعانوه طويلا من إهمال وتجاهل فى الماضى ، ولو بحثت الدولة فى أسباب تخلى الفلاح عن أرضه الزراعية سوف تجد اولها حاجته لبناء مساكن لأولاده ، وذلك من أهم أسباب الديون المتراكمة على المزارعين ، فالزراعة فى مصر لم تعد مهنة مربحة ، والكل يعلم المشاكل التى يواجهها الفلاح فى صعوبة الحصول على التقاوى عالية الإنتاجية والأسمدة والمبيدات، وجميعها أصبحت مرتفعة الأسعار جدًّا بسبب رفع الدعم عنها .
فهل يستجيب أولو الأمر لهذه الآراء المخلصة ويناقشونها ويلبون ما يستطيعون منها؟ قادر ياكريم.
التعليقات متوقفه