اقبال بركة تكتب :25 يناير يوم الأصالة المصرية

209

شكشكة

25 يناير يوم الأصالة المصرية

بقلم إقبال بركة
لابد وأن يحفظ ابناؤنا عن ظهر قلب ماحدث يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952. تقول كتب التاريخ ان قصة معركة الشرطة المصرية ضد المستعمر البريطاني بدأت فى صباح ذلك اليوم عندما استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة “البريجادير أكسهام” ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة، وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغت فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
كان عدد الجنود المصريين المحاصرين بالإسماعيلية لا يزيد على ثمانمائة فى الثكنات وثمانين فى المحافظة لا يحملون غير البنادق المصرية و يرفضون تسليم أسلحتهم، بعدها وجهت القوات البريطانية مدافع الدبابات ونيران القنابل بشكل مكثف، وبشع بدون توقف، ولمدة زادت على الساعة الكاملة، وقبل غروب شمس ذلك اليوم حاصر مبنى قسم البوليس الصغير ومبنى المحافظة فى الإسماعيلية سبعة آلاف جندى بريطانى مزودين بالأسلحة تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان.
ولم يستسلم المصريون بل استمروا يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة، ودارت معركة غير متكافئة فى القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة فى القسم. وأدى ذلك إلى استشهاد 50 جنديا مصريا وأصيب 80 آخرين وأسر الباقون.
وتقول كتب التاريخ ان هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى.. بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين وقامت بإحكام قبضتها على المدن المصرية ومنها مدن القناة، والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر والمظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.
وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى، وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تماما، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.
تحية لضباط الشرطة الذين يحمونا من غدر كل المعتدين من اجانب و محليين و يشهرون ببسالة أسلحتهم دفاعا عن مصر وابنائها ولقد احسن الرئيس السيسى بتكريم اسماء أولئك الجنود و الضباط العظام ونحن يجب ألا ننساهم على مر التاريخ.

التعليقات متوقفه