إقبال بركة تكتب:فئران ورجال «2»

98

شكشكة

فئران ورجال «2»

إقبال بركة

نستكمل معًا تفاصيل رواية جون شتاينبك «فئران ورجال». واحدة من أهم وأشهر الروايات الأمريكية.

في الأسبوع الماضى توقفنا مع«جورج» وهو يشعر بأمل كبير في تحقيق حلمه هو وصديقه «لينى» المتخلف عقليا بامتلاك مزرعة. ويتصادق «لينى» مع “«كروكس»، عامل الإسطبل، حاد الطبع ولكنه متعلم ومعزول عن العمال الآخرين بسبب لونه الأسود. ثم يقتل «ليني» جروه، دون قصد، بينما كان يمسده. وتلتقى به زوجة «كيرلي»، وتعترف له بأنها تشعر بوحدة شديدة، وأن زواجها كان خطأ كبيرا قضى على أحلامها بأن تصبح نجمة سينمائية، لذلك تحطمت نفسيتها، ثم تسمح له بتمسيد شعرها، لكنها تشعر بالفزع منه، وتبدأ بالصراخ عندما تشعر بقوته. يشعر «ليني» بالخوف، ويكسر «دون قصد» عنقها ثم يصاب بالفز ع ويهرب.

عندما يعثر عمال المزرعة على جثة زوجة «كيرلي» التى قتلها الشاب المتخلف عقليا «لينى» دون أن يقصد، يدرك صديقه «جورج» أن حلمهما بالحياة معا فى مزرعة يمتلكانها، لن يتحقق أبدا بل قد انتهى، ويقرر أن يقتله. لقد أدرك أن موت «لينى» أفضل لكليهما، وأن وجوده أصبح خطرا على كل من حوله، وتنتهي الرواية.

اعترف «شتاينبيك» بأنه اعتمد في كتابة هذه الرواية القصيرة على تجاربه الخاصة في سن المراهقة عندما عمل في العقد الثاني من القرن العشرين إلى جانب عمال المزارع المهاجرين وأن عنوان الرواية مأخوذ من قصيدة الشاعر الأمريكي «روبرت برنز» «إلى فأرة» التي ينهيها بعبارة: «إن أفضل الخطط التي تضعها الفئران والرجال / غالبًا ما تخفق»!

في هذه الرواية يركز «شتاينبك» على الأحلام وأغلب الشخصيات يحلمون بإنهاء وحدتهم «فجورج» يطمح إلى أن يعمل في مزرعة يمتلكها وأن يصبح «شخصًا ذا حيثية». وصديقه «ليني»، المتخلف، يطمح إلى أن يعيش معه في منزل يملكانه. وتحلم زوجة «كيرلي» أن تصبح ممثلة مشهورة، وأن تنتهى وحدتها، حيث أن زوجها ليس من كانت تأمل به، لذلك تلجأ إلى التقرب من رجال المزرعة، ولكن الرجال يتجنبوها، خوفا من زوجها، لذلك تلجأ إلى صحبة «جورج» و«ليني» لتخفف من وحدتها.

والرواية تعطى صورة عن القوانين، التي كانت تحرم فى ذلك الوقت، على السود فى أمريكا الاختلاط بالبيض تحت سقف واحد، وكيف أن براءة «ليني» الطفولية قد تجاوزت هذا الفصل العنصري، حينما دخل غرفة الزنجي، وظل يتحدث معه عن تربية الأرانب وعن حبه لنعومة ملمس الجرو الصغير.

الأمر المثير أن رواية «فئران ورجا» كانت هدفا متكررًا للرقابة بدعوى الابتذال، وما يعتبره البعض لغة مسيئة وعنصرية، وبالتالي، تظهر في قائمة جمعية المكتبات الأمريكية كواحدة من أكثر الكتب إثارة للجدل في القرن الحادي والعشرين.

وعلى الرغم من هذا فهى تدرس اليوم في العديد من المدارس.

التعليقات متوقفه