هذا هو أبو العز الحريرى

116

فقدت مصر وشعبها مساء الاربعاء الماضى أبوالعز الحريري وهو رجل من أعز رجالها وكان نائبآ برلمانيآ من أشرف نوابها ومناضلآ يسار مؤمنآ بمبادئه ودافعآ مقدمآ ثمن مواقفة الوطنية فى السجون والمعتقلات وفى الشارع على ايدى الاخوان الارهابيين ومدافعآ عن الاغلبية الساحقة والمسحوقة من الفقراء والمهمشين ومتبنيآ لقضاياهم فى الشارع السياسى والبرلمانى .

تلك المبادىء السامية عاش ومات من اجلها أبو العز الحريرى منذ ميلاده فى 2 يونيو 1946 وحتى رحيله فى 3 سبتمبر 2014 بعدما تحققت احلامه فى ثورة شعبية حقيقية اندلعت فى 25 يناير 2011 وكان ابرز قيادتها ميدانيآ على أرض ميدان التحرير عندما قادنا ولفيف من الوطنيين من تظاهرة امام دار القضاء مع انسحاب قيادات الاخوان ورشق فى التحرير حتى عزل مبارك فى 11 فبراير 2011 .

كان المناضل ابو العز الحريرى القائد الاول الفعلى والميدانى بقيادة التظاهره الاولى من دار القضاء الى قلب ميدان التحرير ظهر 25 يناير 2011 وتعرض لمضايقات امنية طوال المسيرة عبر شارع رمسيس وتجاوزها .

وثار ابو العز وغضب من اندساس بعض الصبية على المتظاهرين السلميين والتى كانت اقصى امانيهم عزل “حبيب العادلى ” وزير الداخلية فقط قبل التصعيد لاسقاط نظام حكم مبارك ، وذلك عندما هجم هؤلاء الصيبة على سياره مطافىء شرطية كانت ترش المياه لتفريق المتظاهرين وتسلقوا فوقها واسقطوا الجندى على الارض وهجموا عليه وسارع الحريرى لانقاذه صارخآ .. “ده اخوكم ملوش ذنب” ولفظ انفاسه وكان اول شهيد للشرطة فى الثورة وكان ذلك أمام عينى وبكى الحريرى !!

لقد تعرفت على “الحريرى” للمرة الاولى سبتمبر 1981 اثناء متابعتى منفردآ كمحرر قضائى بجريدة الاحرار لتحقيقات المدعى العام الاشتراكى معه ضمن 1536 معارضآ اعتقلهم الرئيس الاسبق انور السادات لمعارضتهم لتوقيعه اتفاقية كامب ديفيد  للسلام مع اسرائيل .

وتوطدت علاقتى مع الحريرى عقب افراج مبارك عن المعتقلين فى استقباله وبعضهم فى القصر الرئيسى فى نوفمبر 1981 عقب اغتيال سلفه السادات فى المنصة. وانفردت بنشر اول حوار مع والده خالد الاسلامبولى قاتل السادات وكان ذلك سبب معرفته بي وبقية المعتقلين الذين اطلعوا على الحوار داخل السجون والمعتقلات

كان ابو العز الحريرى له فضل على كصحفى عندما كنت مراسلا لجريدة الأخبار بالاسكندرية ومسئولآ عن مكتبها بها وفجرت العديد من الانفرادات الصحفية الكبرى بمعاونته والوطنيين الشرفاء الدكتور عصمت زين الدين مؤسس ورئيس قسم الهندسة النووية بكلية هندسة الاسكندرية والنائب الراحل عادل عيد وغيرهم .

وكانت العروة الوثقى التى ربطتنا مع الحريرى عبر جريدته التى اسسها “التجمع” وترأس مجلس ادارتها وتولى رئاسة تحريرها الزملاء احمد الحصرى ومدحت الزاهد واحمد جودة وكان العمود الفقرى لها الكاتب المثقف الوطنى الدكتور ابراهيم السايح .

ولكنها لعبت دورآ مهما فى تنوير الشعب ضد النظام الفاسد ابان حكم مبارك كما دافعت عن استقلال القضاء والقضاه واسقط تيار المولاه واندلعت المظاهرات الشعبية فى المحلة الكبرى والاسكندرية وغيرها رافعين شعاراتهم من منشتات جريدة التجمع مثل “القضاه ضد الطغاه “

وانفق الحريرى كل مليم يملكه لمواصلة اصدار “التجمع” حتى افلس وتم إغلاقها وكان يستخدمها منبرآ سياسيآ وشعبيآ مع دوره البرلمانى لمجلس الشعب

رحم الله ابو العز وادخله فسيح جناته

التعليقات متوقفه