#هاشتاج: “أيام الزمن الجميل” و “مقارنة تخيلية”

282

أيام الزمن الجميل
من المفترض أن وسائل، وأدوات ثورة الاتصالات، جاءت أساسا لتلبية متطلبات بشرية من حيث تسهيل التواصل الاجتماعى بين الناس. بدأت هذ الثورة، بأول تليفون تم اختراعه، وصولا إلى أحدث التقنيات المعاصرة، والتى تعددت وسائلها، وأدواتها بحيث بات الاندماج فى هذه الثورة، والتواصل مع العالم أمرا إجباريا، وليس مجرد اختيار شخصى.
ومن الواضح، أن البعض أساءوا استخدام أدوات هذه الثورة، ومن بينها على سبيل المثال، التليفون المحمول، ووسائل التواصل الاجتماعى، التى جعلت البعض يعتقد أننا متاحون 24 ساعة 7 أيام فى الأسبوع، فأفقدوا أدوات «التواصل» معناها، وحولوها إلى إداة إزعاج، وانتهاك لحياة الآخرين فى أى وقت، وبأى شكل، ولأى سبب، دون مراعاة للكثير من الآداب والسلوكيات المفترض الإلمام بها عند استخدامه.
فالانغماس فى ثورة الاتصالات لا يعنى فقط أن تمتلك تليفونا على أحدث طراز مجهز بأغلب التطبيقات، بل، الأهم -على الأقل- أن تتوافر اللياقة اللازمة لحسن استخدامه، والإلمام بأداب استخدامه، حتى لا نكون مصدرا لإزعاج الأخرين.
مثلا، قد تكون مشغولا فى أمر ما، ولا تستطع الرد على مكالمة تليفونية. تجد أن الطرف الآخر يكرر الاتصال عشرات المرات، دون أن يلتمس لك أى عذر، ودون أى تقدير للظروف. وإذا واصلت عدم الرد. ستنهال عليك عشرات الرسائل من كل حدب وصوب، رسائل SMS، ورسائل واتساب، رسائل فيسبوك. وطبعا، ستكون من أسوأ الناس حظا، كلما تزايد عدد خدمات التواصل الاجتماعى التى تكون عضوا فيها.. وهناك العشرات منها، بل المئات.
باختصار أنت منتهك الخصوصية، بإرادتك الحرة أو رغما عنك، ويمكن لأى شخص إزعاجك فى أى وقت، وإمطارك بوابل من المكالمات والرسائل، وإغراقك بكم هائل من «التواصل».. «الاجتماعى» لأنه غير مؤهل للتعامل مع تلك الأدوات «ذوقيا وسلوكيا»!!!
فكانت النتيجة، أن هذا الكم الهائل من «نعمة» الإتاحة، والتواصل الاجتماعى الذى وفرته أدوات ثورة الاتصالات، تحول على أيدى البعض إلى «نقمة»، لدرجة تجعلنا نبكى أيام الزمن الجميل «زمن التليفون الأرضى»، أيام لم نكن متاحين للآخرين إلا عندما نتواجد فى منازلنا، أو فى مكاتبنا. أيام لم تكن حياتنا وأوقاتنا متاحة للآخرين طوال الوقت، وفقا لرغباتهم هم، وبهذا الشكل المزعج كما هو الحال الآن.
الأكثر إزعاجا، أن الأمر تحول إلى ظاهرة مجتمعية تحتاج إلى تدخل عاجل لتهذيب السلوكيات، وتوعية المجتمع بأصول وقواعد، وبروتوكولات، وأداب استخدام تلك الأدوات.
فإذا كنا لا نشارك العالم فى صناعة أدوات الثورة، فعلينا على الأقل أن نجيد استخدامها، فهى سلاح ذو حدين، ويمكن أن يتسبب سوء استخدامها فى تحويل حياة البعض إلى «جحيم»، والأمر كله يتوقف على سلوكياتنا، وفهمنا لدور وطبيعة هذه الأدوات، وأدبيات استخدامها، حتى تتحقق الفائدة المرجوة منها، وحتى لا تتحول وسائل «التواصل الاجتماعى» إلى وسائل «قطيعة مجتمعية».


مقارنة تخيلية
مهما كانت الآمال والطموحات التى تبينها الشركة المصرية للاتصالات على «الشبكة الرابعة للمحمول»، فإن هذه الأحلام والطموحات لن تتلامس مع أرض الواقع إلا عبر الإهتمام بالموظفين أولا. فهذه الشبكة المرتقبة، لن تعمل فى الهواء، ولن تديرها كائنات فضائية، بل، من المفترض أن يديرها، ويخدم بها موظفون من «المصرية للاتصالات».
وما لم يتم الاستثمار فى بناء قدرات الموظفين، وتأهيلهم، وتدريبهم على كيفية تقديم نوعية متقدمة من الخدمات بأعلى مستويات الجودة، فإننا سنكون كمن يبنى قصورا من الرمال. ولن يتم تحقيق أى نجاح بدون موظفين أكفاء، مدربين، وقادرين على تقديم مستوى خدمات -ليس مشابها بكل تاكيد من قريب ولا من بعيد- للمستوى الذى تقدمه الشركة حاليا لعملائها.
ومعروف مسبقا نتيجة أى مقارنة «تخيلية» لمستوى الخدمات التى ستقدمها «شبكة محمول المصرية للاتصالات»، مقارنة بمستوى الخدمات التى تقدمها شبكات المحمول الأخرى.
أتمنى أن نستوعب الدرس مبكرا.

التعليقات متوقفه