سياسيون بعد استلام «أبومازن» السلطة فى غزة: إتمام المصالحة الفلسطينية يقضى على الأنفاق بين مصر والقطاع

47

أكد عدد من الخبراء السياسيين أن تسلم السلطة الفلسطينية حكم غزة الاثنين قبل الماضي سيساهم فى تحسين الوضع الامني بسيناء وسيقضي على الانفاق بين غزة وسيناء تدريجيا، لا سيما وان السلطة الفلسطينية ليس من مصلحتها تعريض الامن المصري لأي خطر وستكون مهمتها القضاء على الإرهاب بالتعاون مع مصر.
واعتبروا أن تسليم السلطة الفلسطينية زمام الأمور فى غزة بمثابة البداية الحقيقية لإنجاح عمليه السلام «بين فتح وحماس» على أرض الواقع، لافتين الى ان التزام حماس بالشروط الثلاث التي وضعها «ابومازن» ومنها «وحدة السلاح الفلسطيني ووقف التمويلات خارج اطار السلطة وخروج دحلان من المفاوضات بين الطرفين» الضامن الحقيقي لنجاح عمليه السلام بين الفصائل الفلسطينية.
نقلة نوعية
وقال سعيد اللاوندي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن المصالحة بين فتح وحماس خطوة مهمة وستحدث  نقلة نوعية سواء فيما يتعلق بالوضع الداخلي الفلسطيني او عملية السلام «الفلسطينية الإسرائيلية»، مؤكدا ان تسلم السلطة الفلسطينية الاثنين قبل الماضي حكم غزة سيساهم فى عودة الهدوء فى القطاع وتحسين اوضاعهم المعيشية واعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني واجراء انتخابات جديدة تأتى بممثلين للشعب الفلسطيني.
وأضاف اللاوندي لــ»الأهالي» أن هذه المصالحة ستنعكس بشكل إيجابي على الوضع الامني فى مصر لاسيما وأن بسط القبضة الامنية للسلطة الفلسطينية وليس حماس على القطاع سيساهم بشكل أكبر فى مكافحة الإرهاب والقضاء على الأنفاق، منوها الى أن السلطة الفلسطينية سيكون لها دور حقيقي فى وقف تسلل الإرهابيين الى مصر.
وأشار الى ان إسرائيل كانت تتهرب من الدخول فى عملية المفاوضات مع الجانب الفلسطيني بحجة أنه لا يوجد ممثل واحد للشعب الفلسطيني، منوها الى أن اتمام المصالحة سيقضى على الحجة الإسرائيلية ولن يكون أمامها سوي الموافقة على الدخول فى مفاوضات حقيقية لإنجاح عملية السلام.
ولفت الى ان الرئيس الامريكي «ترامب» سيسعي جاهدا لإنجاح عملية المصالحة «الفلسطينية الإسرائيلية»، لا سيما وانه يبحث عن إنجاز تاريخي يُحسب له باعتباره الرئيس الامريكي الوحيد الذي سيتحقق السلام «الفلسطيني الاسرائيلي» فى عهده، وزاد قائلا «امريكا تعتبر نجاح السلام الفلسطيني الاسرائيلي فى المنطقة المحور الرئيسي فى ملف مكافحة الإرهاب».
تنسيق
قال طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة إن مصر تنسق مع الولايات المتحدة الامريكية لأن يكون السلام الاقتصادي بالتوازي مع السلام السياسي، موضحا ان مصر تشترط تطبيع العلاقات الاقتصادية بين دول الخليج والدول العربية وإسرائيل بعد انسحاب الاخيرة من الاراضي المحتلة الفلسطينية ونجاح عمليه السلام.
وأضاف فهمي أن التحرك المصري الحالي يمضي فى اتجاهين وهما مد صلاحيات الحكومة الرسمية فى غزة ومصر تراقب هذا الامر بنفسها والمسار الثاني ما تجريه مصر على المستوي الامريكي والاسرائيلي لإعادة الملف الفلسطيني للوجهة الدولية، متابعا «غاب ملف السلام الاسرائيلي الفلسطيني عن الوجهة الدولية فى السنوات السابقة ومهمة مصر بعد انهاء الانقسام بين السلطتين اعادت هذا الملف وادارة حوار حقيقي حوله لإنجاح المفاوضات واتمام عملية السلام».
وأشار الى ان مصر تنسق بين الطرفين الفلسطيني والاردني باعتبار الاخيرة رئيسة الجامعة العربية فى هذه الدورة، منوها الى ان دور الاردن فى غاية الاهمية لإحداث توازن وتكاتف عربي فى عملية السلام العربي الإسرائيلي، وأردف قائلا «الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما دعا الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني لاتخاذ خطوات جريئة وتحقيق السلام فى المنطقة كان حديثه مقدمة لكل ما يحدث الان».
ضمان النجاح
وحول ضمان نجاح المصالحة الفلسطينية على الأرض بين «حماس والسلطة الفلسطينية» يقول عاطف مغاوري نائب رئيس حزب التجمع والخبير فى ملف العلاقات الدولية إن الرئيس عباس أبومازن حدد مطالب ثلاثة لضمان نجاح عملية المصالحة الداخلية، وهي «وحدة السلاح بمعني ان يكون للسلطة الفلسطينية جيش واحد وان تسلم حماس سلاحها للسلطة الفلسطينية وان تكون المقاومة الحمساوية جزءا من جيش السلطة الفلسطينية ويأتمرون بأوامر السلطة التي سيتم انتخابها».
وأضاف مغاوري ان الشرط الثاني يتمثل فى وقف التنسيق والتعاون بين حماس والسياسي الفلسطيني محمد دحلان لا سيما وان الاخير تم فصله من حركة فتح وسيكون دوره عائقا فى عملية السلام، مشيرا الى ان الشرط الثالث الذي حدده الرئيس ابومازن ووافقت عليه حماس لإنجاح عملية السلام يتمثل فى وقف أي تمويل خارج اطار السلطة الفلسطينية حتي لا يتدخل الممولون فى الداخل الفلسطيني أو تكون تمويلاتهم سببا فى إحداث أي فُرقة بين الفصائل الفلسطينية».
وأكد ان مصر ستكون مسئولة عن عملية اجراء مباحثات بين كل الفصائل الفلسطينية  لبحث سبل إجراء الانتخابات التشريعية والمحلية والرئاسية، منوها الى ان القاهرة ستستقبل فى الايام القادمة لقاءات تجمع قيادات حماس وفتح لتشكيل الحكومة الفلسطينية.
دعم عربي
وأشار الى أن توحيد الشعب الفلسطيني يتطلب دعما عربيا لكى يكون الظهير العربي رقما ملموسا فى ادارة الصراع العربي الصهيوني، مؤكدا ان الجامعة العربية يجب ان تحمي وتساند ما طرحه الرئيس عباس أبومازن على المجتمع الدولي من مطالب عشرة فى اخر قمة بالأمم المتحدة، وأبرز ما جاء فى هذه المطالب «توفير الحماية الدولية امام الة القمع والحرب الاسرائيلية بالإضافة لتوسيع الاعتراف الدولة بالدولة الفلسطينية اسوة باعتراف العالم بإسرائيل بما يتسق مع قرارات الامم المتحدة وتوصياتها».. وأكد ان السلطة الفلسطينية من مصلحتها القضاء على الإرهاب فى مصر عن طريق إغلاق الانفاق، مؤكدا ان السلطة الفلسطينية ستقوم بهذه المهمة بالتعاون مع مصر.

التعليقات متوقفه