#هاشتاج: “البترول الجديد”

160

غدا، ومع الإطلاق الرسمى لخدمات المحمول من الجيل الرابع تدخل مصر مرحلة جديدة من مراحل ثورة الاتصالات والمعلومات، ولهذا، يكتسب الاحتفال طابعا رسميا، حيث يحضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والوزير ياسر القاضى، وزير الاتصالات، ورؤساء شركات الاتصالات الأربعة العاملة فى مصر، وكوكبة من المختصين، والمهتمين بالقطاع.
ولم يكن هذا الاحتفال ليتم لولا الدعم القوى الذى قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي لقطاع الاتصالات منذ توليه مهامه الرئاسية، وكذلك بجهود مخلصة ودؤوبة من جانب المهندس ياسر القاضى، وزير الاتصالات، وتعاون كامل من جانب الشركات الأربعة التى ستنشأ بينها علاقات جديدة تصب جميعها إن شاء الله فى مصلحة المواطن، ومصلحة الاقتصاد المصرى.
لهذا فالشكر موصول لكل من ساهم فى دخول مصر عصر الجيل الرابع من الخدمات المحمولة.
ومن المعروف أن الجيل الرابع من أجيال الاتصالات المحمولة يعتمد أساسا على سرعات عالية لنقل البيانات، مما يستلزم أن يكون هناك محتوى ليتم تناقله، ما يضع شركات المحمول أمام نموذج عمل جديد، لا يعتمد على الخدمات الصوتية فقط، بل، يتجاوزها إلى آفاق أكثر طموحا، واقتحاما للمستقبل، وهو ما يتطلب رؤية جديدة، ومستقبلية لواقع سوق الاتصالات فى مصر والعالم.
ولا شك أن اعتماد الشركات على توفير خدمات نقل البيانات فى حد ذاته لا يشكل أى ميزة للتفوق النوعى، فالسرعات ستكون مرضية حتى فى أسوأ حالاتها، وسيشعر المستخدم العادى بالفارق لأول وهلة، وبدون عناء يذكر، إلا أن المنافسة ستبقى مفتوحة أمام الشركات التى تمتلك تفكيرا أكثر تقدما، بحيث يمكنها توفير خدمات أكثر كالخدمات المالية، أو البنكية، والصحية، والتعليمية، وغيرها، أو تتمكن من تقديم محتوى أكثر جاذبية للعملاء.
وإذا نجحت الشركات فى هذا التحدى، واستطاعت أن تضع أيديها على نماذج عمل ناجحة، فإنها ستكون الأكثر حصادا للعوائد والأرباح، لأنه، وكما هو معروف، إن عصر نقل البيانات ومعالجتها يعتبر فرصة ذهبية لتحقيق أرباح لدرجة أن البعض أصبح يطلق على عملية نقل البيانات ومعالجتها “البترول الجديد”.
ولا شك أن نسب النمو الهائل، المتضاعف، والمتراكم سنويا، على مستوى العالم يؤكد صحة هذه المقولة، فمعظم أرباح شركات المحمول على مستوى العالم أصبح يأتى عبر البيانات، وعبر إدخال تقنيات جديدة، وأفكار ثورية على شبكاتها، وقد ضربنا مثالا على ذلك، بمبادرة المحتوى التى أطلقها ستيفان ريتشارد، رئيس شركة اورنچ العالمية قبل أسابيع قليلة، وأيضا مبادرة محطات توليد الطاقة الكهربائية التى أطلقتها نفس الشركة، ونجحت من خلالها فى توفير الطاقة اللازمة للتشغيل الذاتى، بل، وبيع الفائض لشبكة كهرباء فرنسا.
هناك الكثير من النماذج الناجحة من العمليات والأفكار التى يمكنها أن تضع شركات المحمول فى مقدمة السباق، وبدخولها رسميا عصر الجيل الرابع، أصبحت الكرة فى ملعبها لإحداث التغيير، وتحقيق قفزة تاريخية لم يكن التفكير فيها ممكنا لولا دخول مصر عصر الجيل الرابع للمحمول.

التعليقات متوقفه