ضد التيار: أسئلة الخيبة والرجاء

131

فتح حادث الواحات الإرهابي، الذي راح ضحيته نخبة من خيرة شباب ضباط وجنود الشرطة وأصاب عدداً مماثلاً لهم سيلاً من الأسئلة التي لا تزال مشهرة دون أدنى إجابة واضحة ومقنعة، تفسر بالعقل وبالمنطق للمواطنين ما الذي جرى، وكيف جرى، وما هي الإجراءات التي تضمن عدم تكراره، قبل أن نطلب منهم عدم السماح بتحقيق أهداف الإرهاب في التأُثير على روحهم المعنوية، ومساندتهم لقوات الجيش والشرطة، وهي مساندة يقدمون عليها تلقائيًا دون طلب من أحد .

فلماذا ترك من بيدهم الأمر المواطنين على امتداد أكثر من 24 ساعة نهباً لمشاعر الحزن واللوعة فضلا للشائعات المثيرة للذعر التي كان يبثها إعلام جماعة الإخوان وأنصارهم في وسائل الإعلام في الغرب، دون أية معلومات رسمية تخفف من حالة الهلع التي انتابت قطاعات كبيرة من المصريين، وتشعرهم بالمشاركة في التصدي لهذه الهجمة الشرسة، ولو بتكذيب الشائعات أو حتي القيام بتصحيح أعداد الضحايا من الشهداء والمصابين، بالوسائل المتاحة لدى كل منهم، فإذا لم يتحول المواطن في الذهنية الرسمية إلى شريك فعلي في الحرب الدائرة على الإرهاب ، فسوف تذهب الدعوات له بالتحمل والمثابرة والدعم لقواه الأمنية أدراج الرياح؟.

وهل يمنع حذر من قدر؟

نعم يقلل الحذر من قسوة القدر ويخفف من وجعه، ويجعل ألمه أقل شدة على ضحاياه، ويحصر خسائره في أضيق الحدود .

وما الذي اعترى كفاءة ضباط وجنود العمليات الخاصة، وهم من أفراد الشرطة بالداخلية، وتمكن من التغرير بذكائهم ومهنيتهم العالية؟ وهل لعب ضعف التدريب والاسترخاء الأمني دوراً في هذه الفاجعة؟.

ولماذا غاب التنسيق مع القوات المسلحة لضمان التغطية الجوية، والقوة الأمنية تتوجه نحو منطقة متخمة بحبال وعرة وتلال رملية مليئة بالمخابئ العميقة والدروب الضيقة؟.

كان معروفًا أن الإرهابيين باتوا يمتلكون أسلحة حديثة متطورة تتنوع بين قذائف الأربيجيه والهون، والأسلحة المضادة للطائرات وسيارات الدفع الرباعي فضلا عن التمويل المفتوح حتى أفق السماء والذي يسمح لهم بمواصلة التدريب والاستعداد داخل الأرض المصرية وخارجها ويمنحهم القدرة في سوق مفتوحة للسلاح، الحصول على أحدث الأسلحة وأكثرها تطوراً، فلماذا غابت هذه المعرفة عن المهمة التي عمدت أرض الواحات بدماء شهداء الوطن؟.

لا تزال الأسئلة الموجعة مطروحة تنتطر من يحنو على المواطنين للأجابة عنها، لتكون هذه هي المرة الأخيرة التي تتجاهل فيها السلطات المعنية حق هؤلاء في المعرفة لما يجري لأبنائهم وبلدهم من أحداث عظام .

المعركة مع الإرهاب طويلة، والشعب المصري أثبت على الدوام الاستعداد لتقديم كلفة التضحيات التي تتطلبها، وبذل الدم والعرق من أجل النصر فيها، وهو الأمر الذي يقضي بتحويل هذه المعركة، إلى معركة شعبية، المواطن فيها فرد من قوى التصدي والمواجهة بدلا من تجاهله تارة ولومه تارة أخرى، لتدخل تلك المواجهة إلى أفق جديد، لا حدود للثقة في التغلب على أوجاعها، وتحقيق الفوز فيها.

التعليقات متوقفه