هــــــــل انتهـــــــى عصــــــــر الكتــــــــــاب الورقـــــــــى؟

426

الكتاب الالكتروني إمدادا وتوسيعا لدائرة الفهم، وحفاظا لما يتم اندثاره من الكتب الورقية خاصة التراثية، هذا ما أكد عليه عدد من النقاد والأدباء عندما سألناهم عن مدى حيز ومكانة الكتاب الورقي فى الوقت الراهن خاصة بعد انتشار الكتب الالكترونية عبر وسائل الاتصال الحديثة، وهل انتهى عصره أم مازال يشغل حيزا كبيرا لدى عدد كبير من المثقفين، وأضافوا أن وزارة الثقافة تتقاعس بدورها فى نشر الوعي والثقافة لدى الأجيال القادمة، ولا تقوم بعمل ندوات وقوافل من شأنها رفع المستوى الثقافي، خاصة أنها قادرة على إنشاء معارض للكتب بتكلفة أقل من السوق تشجيعا منها على القراءة، وطالبوا بضرورة إنشاء قنوات إعلامية مختصة بالشأن الثقافى والمعرفي.
مكتبة الأسرة
قال الدكتور جابر العصفور وزير الثقافة الأسبق، إن ظهور الكتاب الالكتروني لا يعد عائقاً أمام الكتاب الورقي، خاصة إذا تمت المقارنة بالدول المتقدمة، وهو الأمر الذي يجعله لا يزال له مستقبل وباقي رغم مرور السنوات، مؤكدا أن الكتاب الورقي له جمهوره العظماء الذين يظلون يقرأونه ويبحثون عنه، وأوضح أن مشروع مكتبة الأسرة الذي قامت بإنشائه سوزان مبارك، يعد دعما كبيرا للقراءة فى مصر، ويحفز الأجيال الجديدة على القراءة ورفع مستواها الفكري، خاصة أنها تحوى على عدد كبير من الكتب النادرة والقيمة.
الفضاء الالكتروني
وقال حسام عقل الناقد الأدبي، إن العصر الذي نعيشه عصر فضاء الانترنت، وان الشباب المصري من أعلى المعدلات فى فضاء الانترنت قياسا إلى شباب المنطقة العربية بأسرها، لافتا إلى أن الشريحة الواسعة من الأجيال الشابة الآن تعتمد اعتمادا كليا للحصول على المعلومة والتداول بالصور، والرأي العام تجاه فكر معين، ويعتمدون فى تلقي الاخبار على المواقع الالكترونية،، فضلا عن إعمال الأبحاث الذين يقومون بتنزيلها عن طريق “بدي اف”، بالإضافة إلى ما تبثه ويكيبيديا والموسوعات الخاصة برصد المعلومات، خاصة فى الشخصيات التاريخية وخلافه لاستقاء المعلومة والحصول عليها.
وأوضح أن ثقافة المنتج الورقي تضاعفت شيئا فشيئا فى مقابل صعود الرسالة الالكترونية، خاصة أن ثقافة المنتج الالكتروني محاط بمجموعة من العراقيل، أولها الثمن المرتفع الذي يحتاج الحصول على شحن باقة، أو الاشتراك فى الانترنت، يحتاج إلى كلفة باهظة لا يستطيع شاب من الطبقة المتوسطة أو الدنيا أن يقتنيها لفترة طويلة، ثانيا: مازالت المعلومات المتداولة على صفحات السوشيال ميديا يشوبها الكثير من الارتباك والخطأ أحياناً، خاصة الشق الخاص بالترجمة، خاصة أن هناك العديد من المعلومات على الانترنت لم يتم مراجعتها أو فحصها، كونها قائمة على الإضافة الفردية والمنتج الفردي، ولا يعاد فيها فى الغالب إلى مرجعيات ومراجع موثوق فيها فى كثير من الأحيان.
وأشار الناقد الادبى د. حسام عقل، إلى أن تصاعد الأزمة وتضاعفها وصل بها إلى مرحلة التأزم هو ارتفاع أسعار الكتاب الورقي للدرجة تتجاوز إمكانيات الفرد، خاصة أن الكُتاب يصنعون فى كل معرض حائط مبكى ويكتبون عليه”الناس لا يشترون”.
وتابع الناقد الأدبي، أن مشروع مكتبة الأسرة التي قامت بإنشائه سوزان مبارك، من مفاخر العهود الماضية كونها تحوى على عدد كبير من كتب التراث، والمجلدات، وأبزر الروايات، والكتب الذاتية، خاصة أن الكتب كانت تنفد فى فترة لا تتجاوز الــ 48 ساعة، وهو الأمر الذي ساعد الكثير من الشباب على اقتناء مكتبة متكاملة، لذلك فإن الجمهور إذا رأى كتابا ورقيا باهظ الثمن سعى إليه.
إحصائيات للقراءة
وأكد د.عقل، أن المنطقة العربية قياسا إلى المعدلات العالمية فنحن من اقل نسب المعدلات العالمية فى القراءة، خاصة أن إحصائيات اليونسكو أكد أن إحصائيات القراءة للفرد العربي 6 دقائق فى العام، وهذه النسب ترتفع للغاية فى الدول المتقدمة بدرجة تؤكد أن بيننا وبين العالم المعاصر فجوة كبيرة فى معدلات القراءة، مضيفاً أن معدلات القراءة متدنية للغاية، ولا يظاهر عملية القراءة إعلام ثقافي، خاصة أنه لا يوجد برنامج واحد فى أي قناة إعلامية فضائية متداولة كبيرة صاحبة نسبة مشاهدة عالية مخصصة للثقافة.. وتابع حسام عقل، أن هناك بعض الدول تجعل الكتب تتدفق فى الميادين، وذلك من خلال تخصص يوم للقراءة فقط، وينزل الناس من منازلهم ويختارون ما يشأون، فضلا عن القراءة فى محطات المترو، وبعض أماكن الانتظار.. مشيراً إلى أننا لابد أن نعترف أن السوشيال الميديا لا تقوم بالتخميل على الرسالة الثقافية عبر الكتاب الورقي والالكتروني، وكل هذه العوامل تدق لشبابنا ولمجتمعاتنا العربية جرس الإنذار بأن القراءة متراجعة، وأن ثقافة الكتابين “الورقي، والالكتروني” تتراجع أيضا بصورة خطيرة.
وفى السياق ذاته أوضح صلاح فضل الناقد الأدبي، ان ظهور الكتاب الالكتروني موجة جديدة من موجات القصص تضاف إلى الكتاب الورقي، وليست بديلا عنه، وقد تكون أكثر أقل ثمنا واقرب للأجيال الجديدة كونه يرتبط بوسائل الاتصال الحديثة التي تواكب عصر الشباب الراهن.
وأكد أن الكتب الورقية المطبوعة زادت من الكتب المخطوطة، وأن الكتب المخطوطة لا تلغي النقش على الحجر فان الكتاب الالكتروني يعد امتدادا للورقي والحفاظ من الاندثار..
وقال الروائي سيد نجم، إن القراءة فى التقنية الحديثة تختلف فى مفهومها القديم التي كان تعني الأبجدية، ولكنها فى الوقت الراهن تمثل الأبجدية بجانب اللون والحركة والرسومات والصوت، لافتا إلى أن الكلمة لم تعد العنصر الوحيد للقراءة، وان النص المصحوب بالحركة واللون قد يوصل ما لم يوصله كتاب 200 صفحة.

التعليقات متوقفه