امتحانات تحديد المستوى.. أزمة جديدة تواجه وزارة الأوقاف.. رئيس القطاع الدينى: لتحديد قدراتهم ومستواهم الخطابي!!
أثار قرار وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، الذي أصدره الأسبوع الماضي، بشأن امتحانات تحديد المستوى، غضب الأئمة خاصة بعد اقتصاره على الأئمة وخطباء المكافأة، واستثناء جميع أساتذة الجامعات وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، وجميع الحاصلين على الماجستير أو الدكتوراه أو الليسانس بمرتبة الشرف، والأئمة الجدد المعينين في المسابقة الأخيرة، وأئمة المساجد الكبرى والجامعة، وكل من شغل وظيفة مدير عام فصاعدًا تعيينًا أو ندبًا، وشيوخ المعاهد الأزهرية ووكلاءها، وكل من نجح في اختبار الإيفاد للخارج أو للحج أو القراءة الحرة، أو الأئمة المتميزين، أو إمام المسجد الجامع أو القيادات الوسطى أو أي امتحان أجرته الوزارة خلال آخر ثلاث سنوات ونجح فيه، وهو الأمر الذي جعلهم يعلنون مقاطعتهم لهذه الامتحانات، مؤكدين أنها بمثابة إهانة واضحة للإمام خاصة بعد إعلان الوزارة عن ضعف مستواهم العلمي وقدرتهم على الخطابة فى وسائل الإعلام.
بدلات الأئمة
وقال علاء إبراهيم، إن الوزارة تسعى لذلك من أجل خصم بعض البدلات من الإمام، خاصة ان مرتبات الأئمة قائمة على البدلات مثل بدل زى، دروس، قوافل دعوية، اطلاع، وصعود المنبر، وأكد علاء في تصريحات خاصة لـ”الأهالي” أن اعتراض الأئمة على هذا القرار جاء لان الوزارة لا تعين إلا عن طريق اختبارات ومسابقات عامة معلن عنها، موضحا ليس هناك سبب حقيقي لإعادة امتحانات خاصة وإنها مرت عليها سنوات طويلة، وطالب بعمل دورات علمية متخصصة للائمة في الفقه، اللغة، التفسير، الخطابة، ورفع مستوى الأئمة علمياً، وليس إعادة امتحاناتهم.
وسائل الإعلام
في حين قال محمود الشال، إمام وخطيب بالأوقاف، إن الوزير لم يراع الحالة النفسية لأباء وأمهات الأئمة الذين حرموا أنفسهم من ملذات الدنيا وتحملوا الصعاب والضغوط المادية في سبيل تعليم أبنائهم على مدار ستة عشر عاما في الأزهر الشريف، ليكونوا علماء أزاهرة يدعون بالحكمة والموعظة الحسنة وبمنهج الأزهر الوسطي المعتدل، مضيفا بعد ذلك يصطدمون أمام العالم بقرار يتهم أبناءهم بالجهل المركب وأنهم لا يصلحون للدعوة حيث إنهم بحسب زعم الوزير لا يحفظون خمسة أجزاء متتالية من القرآن بل ولا “جزء عم” الذي هو مقرر بالصف الأول الابتدائي في الأزهر الشريف.
مكانة الإمام
بينما قال على عتابي خطيب وإمام بالأوقاف، إن القرار عنتري غير مدروس وغير ملموس لمشاعر الأئمة بعد أن أصبحوا حديث الشارع، وأضاف أن الإمام ليس إمام سجادة ومنبر فحسب،بل هو مصلح اجتماعي يقوم بالصلح بين المتخاصمين والفصل بينهم، والطبيب النفسي الذي يلجأ إليه الناس ليسمع منهم ويجيب عليهم ويطمئن قلوبهم، والقاضي بين الناس الذي يلجأون إليه ليحكم بينهم، ومفتي يلوذ إليه الناس لمعرفة أحكام دينهم ومعاشهم، وقدوة في مجتمعه ينظر الناس إليه بعين الاحترام والتقدير، وهو من يحافظ بل وحافظ على أمن البلاد من الأفكار المتطرفة، وتابع إذا قام الوزير بعمل مؤتمرات لمواجهة الأفكار المتطرفة ، فالإمام في كل وقت يصحح مفاهيم مغلوطة ويتصدى للخطاب المتطرف، ويبين على أرض الواقع الغث من الثمين، موضحا أن الإمام يلجأ إليه أسر الشهداء ليظل يحدثهم عن مكانة ابنهم الشهيد ويطمئنهم، ويحفز الشباب على التضحية في سبيل الحفاظ على الوطن، مشيراً إلى أن ليس مهمته في المسجد قاصرة على وقت عمله بل يحضر جنائز الناس وأفراحهم، ويستضيف الناس في بيته ليسمع شكواهم ويقوم بحلها، وصاحب مكان في الجلسات العرفية التي نصلح فيها بين الناس كونه يحمل كتاب الله وسنة نبيه، بالفهم الصحيح لهذا الدين، مؤكداً بعد كل هذا يقومون بتقييم الإمام، لصالح هذا القرار، ولذا فنحن نرفض الامتهان ليس خوفاً ولكن كونه ظالما، موضحا أن الإمام على الدرجتين الثالثة والثانية يختبر كل عام في ربع القرآن فإذا أتم أربع سنوات يختبر في القرآن كله، إلى جانب التقارير التي تقوم بها الإدارات، وطالب على عتابي، الرئيس السيد بضرورة التدخل لحل هذه الأزمة كون الأئمة تدافع على منابرها ضد الأفكار المتطرفة.
تحديد المستوى
وفي سياق متصل قال جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن إجراء هذه الامتحانات تجرى على مستوى الجمهورية، حتى يتم وضع كل إمام أو خطيب في المكان الذي يتناسب مع قدراته العلمية وموهبته الخطابية، إلى جانب وضع البرامج التدريبية المناسبة لكل مستوى على حدة، وبما يناسب قدرات ومستوى المتدربين، مؤكداً أن الاختبارات ستكون في القرآن الكريم، الخطابة، السيرة النبوية، وفقه العبادات فقط. وأوضح جابر طايع، أنه سوف تكون البداية بمحافظات القاهرة، جنوب سيناء، والبحر الأحمر، في النصف الثاني من شهر نوفمبر.
مطالب مشروعة
بينما طالب الشيخ سراج الرفاعى إمام وخطيب بالقليوبية من الرئيس السيسي بضرورة النظر لمطالب الأئمة المشروعة من أجل مواصلة مسيرة الإصلاح والتعمير والبناء والعمل المتمثلة بسرعة العمل علي تطهير الوزارة والمديريات من الفساد وسرعة التحقيق فيه، والتخلص من الفاسدين وتعيين قيادات ناجحة وطيبة السمعة ونظيفة اليد حسنة السير والسلوك، وتفعيل دور نقابة الأئمة والدعاة للمطالبة بحقوقهم مؤكدين أنهم ليسوا أقل من أي فئة من فئات المجتمع، وتحسين حالة الإمام مادياً ومعنوياً واجتماعياً من أجل التفرغ للدعوة فقط، وإقامة ديوان للمظالم للتحقيق في التظلمات المتراكمة وردها إلي أصحابها، ورفع الظلم عن كاهل الأئمة وصرف الحد الأدنى بأثر رجعي من عام 2012م والتحقيق في من نهبه وتسبب في ضياعه.
إلى جانب عودة مجلة الإمام وتسليم الأئمة حاسب آلي لسرعة الاطلاع ومواكبة روح العصر، والسماح للأئمة بالكتابة في مجلة منبر الإسلام والفردوس وتنقية المجلة، وسرعة إقامة دورات تدريبية جادة بالمحافظات الأئمة لتأصيل روح الوسطية والدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والرفع من مستواهم العلمي والدعوي والإداري، وتقنين الإعارات الخارجية والداخلية لتكون حسب الأقدمية، وتحفيز الأئمة وتشجيعهم علي المطالعة والكتابة بإقامة مسابقات وندوات وتكريم الفائزين مادياً ومعنوياً؛ بالإضافة إلى مراجعة النظام المعمول به بمستشفي الدعاة وإقامة مستشفي بكل محافظة وإتاحة الفرصة الأئمة للعلاج بنفقات ميسرة وكذا مشروع الإسكان بالمحافظات وغيره، وزيادة مكافأة نهاية الخدمة لصندوق العاملين بالأوقاف لمائة وخمسين شهراً، وتنقية مجلس الإدارة من الإخوان والقيادات المسيطرة علي الصندوق، وتنهب خيره لصالحهم، فضلا عن فتح كُتاب لكل إمام بمسجده بمقابل مادي مجزي، وعدم تدخل الجمعيات والجمعية الشرعية في السيطرة علي المساجد والكتاتيب، وضم قطاع المساجد والدعوة للأزهر الشريف حسب المادة السابعة من الدستور والإبقاء علي وزارة الأوقاف لإدارة الوقف المنهوب الذي يقدر بمليارات الجنيهات.
التعليقات متوقفه