هواء نقى: غربة آثارنا إلى متى؟

163

نقدر لسمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة وعضو المجلس الأعلي للإتحاد،حرصه على اعادة 354 قطعة أثرية مصرية مهربة تم ضبطها ومصادرتها بواسطة سلطات إمارة الشارقة، وذلك فى أعقاب تأكد هيئة الآثار الاماراتية من إنها قطع أثرية مصرية !
ولقد قرر القاسمي اصطحاب القطع وإعاتها خلال زيارته لمصر لحضور منتدي شباب العالم بمدينة شرم الشيخ.
لقد سبق و أثار هذا الموضوع جدلا واسعا فى الأوساط الثقافية وبين المتخصصين فى الآثار عقب افتتاح متحف” اللوفر” بالامارات للآثار،حيث أكد البعض إن المتحف يوجد ضمن معروضاته الكثير من القطع الأثرية المصرية النادرة، و أن بعض هذه القطع غير متكررة أي لا يوجد منها نسخ أخري.وقد لا يكون هناك علاقة بين القصتين.
ومع ذلك لابد من فتح تحقيق واسع وشامل لمعرفة كيف تم تهريب هذه القطع من داخل القطر المصري، ولا تمر هذه الجريمة مرور الكرام، حتي لا تتكرر هذه مرة أخري،ولابد أيضا من تغليظ عقوبة التنقيب عن الآثار والاتجار فيها وتهريبها على كل من تثبت عليه هذه التهمة.مع ضرورة تكثيف تأمين الأماكن والمخازن التي توجد بها القطع الأثرية،والاهتمام بتدوين وتسجيل جميع القطع الأثرية الموجودة داخل المخازن والتفتيش الدوري المنتظم عليها
لقد كان الحظ حليفنا هذه المرة وتم ضبط الآثار وعودتها بفضل العلاقات الطيبة والوطيدة التي تربطنا بدولة الامارات وحكامها وشعبها،الذين يتمتعون بوعي ثقافى وإنساني كبير،ولكن ليس كل مرة “تسلم الجرة”كما يقول المثل الشعبي.فماذا كنا سنفعل فى حالة تهريب هذه القطع الأثرية النادرة إلى دولة معادية لمصر،أو إلى الدولة التي تدعي زورا إن شعبها هو من قام ببناء الأهرامات لملوك الفراعنة بأسلوب القمع والسخرة ؟
وماذا كنا سنفعل فى حالة تهريب هذه القطع وبيعها لأشخاص طبيعين من أثرياء العالم،وتختفى هذه القطع تماما بين جدران القصور عن الأنظار ويستحيل الوصول إليها.
ياتري كم يوجد من القطع الأثرية المصرية تعاني من الغربة فى الخارج،ومتي ستنتهي غربتها وتعود مرة أخري سالمة إلى أرض الوطن؟!

التعليقات متوقفه