هل بدأ الزلزال

166

على كل الشاشات، طارت الأخبار إلينا كمشاهدين باستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وإعلانه هذه الاستقالة من السعودية التي طار إليها قبل أن يعلن استقالته على الملايين من أبناء وطنه لبنان ومن غيرهم من العرب وكل من يهمه الأمر، قال الحريري فى بيانه إنه ترك رئاسة الوزارة وبلده وسافر بعد تعرضه لمحاولة اغتيال واتهم حزب الله بذلك، ولكن رئيس الجمهورية اللبناني ميشيل عون ظهر فى اليوم التالي ليؤكد أن الحزب المذكور أحد القوى اللبنانية الرئيسية المهمة، فى هذا اليوم أيضا، عرفنا من الشاشات بخبر توقيف 11 من العائلة المالكة السعودية وعزلهم من مناصبهم، لم تذكر الفضائيات فى بادئ الأمر إلا أسماء ثلاثة من بينهم قائد الحرس الوطني وقائد سلاح البحرية.. لكن بعض المواقع أكدت أن هؤلاء الإحدى عشر أميراً بينهم الوليد بن طلال أشهر أسم عربي وسعودي فى عالم البيزنس وأن كانت شهرته الأكبر بين عموم المواطنين العرب فى ملكيته لشبكة «روتانا» التليفزيونية الشبكة الأكبر فى احتكارها لأكبر عدد من افلام السينما المصرية وحفلات الغناء بالأوبرا المصرية، وأيضا حفلات ام كلثوم معجزة الغناء العربي، عدد قنوات روتانا كبير ولكن يكفى أن نعرف وتخصص بعضها «روتانا سينما» روتانا خليجية، روتانا مصرية، روتانا زمان.. الخ وأحدثها هي قناة « روتانا دراما» وغير الوليد بن طلال أوردت الأخبار أسمين آخرين مهمين فى عالم ثقافة الاعلام أو فلنقل إعلام الثقافة، الأول هو الشيخ صالح كامل صاحب شبكة قنوات أرت ART، التي كانت من أوائل شبكات التليفزيون الخاصة بعد انطلاق البث الفضائي فى مطلع التسعينات والتي كان لها مع الجمهور المصري قصص عديدة لقدرتها على تقديم برامج “توك شو” قوية فى بدايتها وأيضا تصعيد نجوم منهم عمرو أديب الذي عرفه الناس من خلال برنامجه اليومي على القناة الأولى للشبكة وأيضا خيري رمضان الذي كان يقدم تحليلا للصحافة اليومية مع أحد الضيوف يوميا إلى جانب عدد آخر من الإعلاميين والاعلاميات المصريات بجانب العروض الأولى للعديد من المسلسلات الجديدة وهو ما جعل هذه القنوات تحظى بشهرة واسعة فى مصر وتهافت الكثيرون على اقتناء جهاز الإرسال الخاص بها.. وكان الاسم الثالث فى القائمة هو الشيخ ابراهيم الإبراهيم مالك شبكة “MBC” القوية وربما هي الأولى فى ترتيب شبكات الترفيه العربية التليفزيونية منذ انطلاق بثها فى النصف الأول من التسعينات وحتى اليوم، وأهمية هذه الشبكة فى تنوعها المختلف عن تنوع “ روتانا” وفى اهتمامها الشديد بما يقدم على شاشات العالم العربي من برامج جماهيرية أي “فورمات” والسعي لشرائها وتعريبها مثل برامج” The Voice” الصوت و”أراب أيدول” و” أراب تالنت “ والآن “ آراب هت” إلى جانب اهتمامها بالسينما العالمية من خلال قناتها الثانية للأفلام الأمريكية، وقناة خاصة للفيلم الهندي، وقناة لأفلام الأكشن وقناة للأطفال وأخيراً قناتين لمصر “ ام بي سي مصر 1، 2” وليصبح أحد أهم الشبكات الناطقة بالعربية لمن يفضل السينما الأجنبية أو البرامج الأجنبية وأشباهها من ملايين المشاهدين العرب فى كل مكان.. توقيف أو إيقاف ثلاثة مواطنين ضمن أحد عشر مواطنا فى أي دولة أمر معتاد، لكن فى السعودية هو غير ذلك، خاصة أنهم ينتمون للعائلة المالكة الحاكمة، والتهمة هي “ الفساد” وهو ما يضع علامات استفهام كثيرة أمام الخبر… أولاً لأنه جاء مسبوقا بأخبار متعددة عن مشروع جبار يقوده ولي العهد السعودي الجديد، وبخبر استقالة رئيس وزراء لبنان ولجوئه إلى السعودية التي يحمل جنسيتها أيضا، وعائلته تعيش فيها، ثم التسريبات التي اتهمت الحريري نفسه بخرق القوانين السعودية فيما يخض شركة يمتلكها هناك، ولأننا لا نعرف عادة من الأخبار إلا تلك التي يسمحون لها بالتسرب إلينا بالتقسيط، فإن ما تسرب منها كفيل بتوقع تغييرات كبرى وأحداث أكثر أهمية تجري الآن بدون الاعلان عنها سواء فى لبنان، أو السعودية، إضافة بالطبع لما يجري على الساحة منذ سنوات فى بلاد عربية أخرى، وتسارع وتيرة العدوان الاسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين، والسؤال الآن هو هل تؤثر هذه الإجراءات السعودية على الموقف العام داخل لبنان ؟.. وهل تؤثر هذه الإجراءات على ملايين المواطنين العرب من مشاهدي أكبر ثلاث شبكات تليفزيونية ترفيهية فى منطقتنا ؟ وهل سيتاح لنا معرفة أكبر بما يحدث مستقبلا ؟.

التعليقات متوقفه