فى الذكرى المئوية.. «تيريزا ماى» تتباهى بجريمة أسلافها

153

قبل حلول الذكري المئوية بأيام للوعد المشئوم الذي ارتكبت بريطانيا جريمتها المشهورة ضمن تاريخها الاستعماري الذي حمل اسم وزير خارجيتها تحت عنوان “وعد بلفور” والذي بموجبه منح من لا يملك لمن لا يستحق.. وهو الذي مثل حلقة رئيسية فى المخطط الصهيوني للسيطرة.. الاستيلاء على ارض ووطن..بالمقولة الضآلة والمضللة.. شعب بلا ارض.. لأرض بلا شعب.. صدم الرأي العام وفى القلب منه الرأي العام العربي.. بتصريحات تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني، حين اعلنت أن بريطانيا ستحتفل بـ”فخر” بالذكر المئوية لصدور “وعد بلفور”، وقالت “إننا نشعر بالفخر من الدور الذي لعبناه فى اقامة دولة اسرائيل، ونحن بالتأكيد سنحتفل بهذه الذكري المئوية بفخر”.
يؤكد حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي.. أن هذا الموقف يمثل تحديا كبيرا لرأي الشعب البريطاني والمجتمع الدولي وفلسطين حيال المحاولات التي تبذل من قبل المجتمع الدولي ومنظماته الدولية للبحث عن حل للصراع عبر اقرار الحق الفلسطيني.. الذي ساهمت بريطانيا فى سلبه لحساب العصابات الصهيونية.. كما يعكس اللامبالاة للمسئولة التاريخية والاخلاقية والقانون التي تتحملها بريطانيا تجاه الجريمة التي ارتكبتها قبل مائة عام. ويعني تمادي الحكومة البريطانية فى جريمتها بالاصرار على الاحتفال بمئوية وعد بلفور بدلا من الاستجابة للمطالب الفلسطينية بالاعتذار عنه.
ويؤكد حزب التجمع أن تصميم رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، على الاحتفال بمائة عام على وعد بلفور وتفاخرها أمام البرلمان بدور بلادها فى اقامة وتكريس دولة الاحتلال (اسرائيل) يعد تكرارا للجريمة السياسية الاكبر فى التاريخ الانساني، ومواصلة للخروج عن كل التقاليد الدبلوماسية.. وأن رفض ماي الاعتذار عن الوعد الاسود وكل ما ارتكبته بريطانيا تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، بل واصرارها عليه لا يعكس توجهات سياسة متطرفة فقط، بل يدلل على ازمة اخلاقية كبري تصدر من رؤية بريطانية مصممة على التعامي لعدم الاعتراف بالجرائم التي ارتكبت فى حق الانسان الفلسطيني ومازالت، وصم الاذان عن سماع آلام وآهات الشعب الفلسطيني عبر رحلة التشرد واللجوء، التي كانت من نتائج الوعد المشئون ويعد ذلك نكرانا للحق الفلسطيني.
ويؤكد حزب التجمع ان موقف تيزيزا ماي.. ومن يتخذ ذات الموقف وأن المضي فى الدفاع عن الخطيئة السياسية والاخلاقية لا يمكن أن يساهم بأي صيغة فى احلال السلام العادل والشامل ليس فى فلسطين فحسب وانما فى العالم كله.
وإن استمرار الدفاع عن الوعد الاسود وعدم الاعتذار عن الجريمة، التي ارتكبت فى حق الانسانية وليس الشعب الفلسطيني فقط، معناه عمليا الانحياز المطلق لفكرة الاحتلال، ودعم التمييز العنصري، والاعتزاز بالإرث الاستعماري البريطاني، والتمجيد بشكل أو بآخر للحربين العالميتين الاولي والثانية، وما خلفتاه من نتائج دموية.
وأمام هذا الموقف يناشد حزب التجمع كل قوي الخير والتعايش والعدل والحرية الاعلان عن رفض هذه المواقف والتحرك بشل عملي على الارض، من اجل طي صفحات الماضي البغيض الذي شهد نهبا استعماريا اجتاح العالم، والابقاء على القيم الانسانية التي تعلي من انسانية العالم.. احترام الاخر.. واسقاط قانون القوة فى الهيمنة والسيطرة.. واحترام الثقافات والحضارات الانسانية من اجل عالم اكثر عدلا.. وانصافا.. وفى مقدمة هؤلاء المجتمع البريطاني.. وللقوي والاحزاب العربية ممارسة الضغط وكل الاساليب التي من شأنها دعم صمود الشعب الفلسطيني وحقه فى اقامة دولته.. وتحمي حقوقه.. مزيدا من الاستلاب والضياع.. وتحمل بريطانيا مسئولية الجريمة بحق الشعب الفلسطيني.

عاطف مغاورى

التعليقات متوقفه