فى الساحة: انتخابات الأهلى والزمـن الـذى كان

242

اعتراضا على حرب الدعاية المشتعلة فى انتخابات النادي الأهلي يظل السؤال : لماذا يخوض أصحابها هذه الانتخابات.. وما هو الهدف الذي يتطلعون لتحقيقه مقابل هذه التكاليف المادية الباهظة التي تثير الشكوك وعلامات الاستفهام ؟
هذا الكم غير المسبوق من اللوحات التي تحمل صور المرشحين وتنتشر بكثافة فوق أسوار النادي فى مختلف الاتجاهات وتمتد إلى معظم شوارع وميادين القاهرة والجيزة ومدينة السادس من أكتوبر وأمام مدينة الإنتاج الفني وفوق أسوار الكباري وتملأ كذلك تلك الشاشات العملاقة ووصلت إلى استخدام السيارات الخاصة باللون الأحمر، وكذلك قلاع المراكب الشراعية فى النيل ؟!.
تلك الظاهرة التي تثير الدهشة والتي باتت تثير الضحك والسخرية بين جموع المواطنين العاديين من مختلف الطبقات، وغير أعضاء الأهلي المستهدفين، وتثير بشكل أكبر جموع المواطنين الفقراء المحتاجين الذين لا يشغل فكرهم أكثر من توفير احتياجاتهم الضرورية لهم وأسرهم.
هذا الصراع الانتخابي الذي فاق كل التصورات وزادت حدته للأسف الشديد بما تشهده من عمليات الضرب تحت الحزام وكلها أساليب تكاد تكون شاذة وغير مسبوقة فى تاريخ انتخابات هذه القلعة الرياضية على مدى السنوات السابقة الطويلة التي تزيد على المائة عام.. وإن كانت فى معظمها لم تخل من تلك المنافسات الشريفة بين المرشحين ولم تخرج عن السلوك الإنساني المتحضر وعلى تزايد وسائل الدعاية فيها عن الإطار المقبول الذي تفرضه تقاليد النادي الموروثة التي أرسى قواعدها الرواد.. ولم تشهد، أي انتخابات المتميزة التي كانت.. ويتندر عليها هذه الأيام الأعضاء الذين شاركوا فيها.
تلك الإنتخابات التي قال عنها الكاتب الكبير المحترم سلامة أحمد سلامة فى عموده اليومي المقروء بجريدة الأهرام، أنها صورة مشرفة لممارسة الديمقراطية بالمعنى الصحيح.. والتي يحرم من ممارستها جماهير الشعب المصري فى سنوات حكم الرئيس المخلوع والتاريخ سيظل يذكر لكاتبنا الراحل العزيز مواقفه الوطنية المشرفة التي اتسمت بها كتاباته.. فكان عمود فى مقدمة الأعمدة التي تلقي اهتمام الغالبية العظمى من القراء.
هكذا كانت انتخابات الأهلي « نادي القرن « التي يضرب بها المثل لسنوات غير بعيدة، كانت تلك التي أعيد فيها انتخاب الرمز الخالد، صالح سليم.

التعليقات متوقفه