شكشكة: بئر العبد مدينة الشهداء

184

الجريمة الإرهابية فى قرية بئر العبد هى أبشع من كل ما ارتكبت عصابات الإرهاب فى مصر وأفريقيا والعالم كله من جرائم، وينبغى أن تكون النهاية الفاصلة لهذه المرحلة المؤسفة من تاريخ العالم وتكون عبرة ودرسا يؤرق ضمائر كل من تسببوا فيها. إنها دليل دامغ على أن الإرهابيين يئسوا من مواجهة الجيش والشرطة المصريين فتوجهوا إلى المدنيين العزل الأبرياء لينفثوا فيهم غلهم وحقدهم كما فعلوا من قبل مع الإخوة المسيحيين. وبقدر الألم والصدمة والحزن الذى خلفته جريمة قتل ثلاثمائة وخمسة مصريين بيد الغدر والخسة أتمنى أن نخرج منها بدروس مستفادة ونواجهها بأفكار غير مسبوقة.
أتمنى من الحكومة المصرية أن تعوض أهالى منطقة بئر العبد بأن تجعلها مثالا لما يجب أن تكون عليه مدينة سياحية يطلق عليها “مدينة الشهداء”، يشيد بها نصب تذكارى يحمل أسماء الشهداء كلهم، وأن يتدفق آلاف المتطوعين من الشباب إليها ليقدموا العون المادى والمعنوى لأهالى المدينة ويساعدوا المحافظة فى بناء دور جديدة لأبنائها بشكل خارجى، واحد يتبرع بتصميمه واحد من أكبر مهندسى العمارة ، وداخل متسع يخططه أصحابها وفقا لاحتياجاتهم. وياليت شركات الأسمنت والمحاجر والحديد والزلط والرمل والسيراميك تقدم تبرعات عينية لتعين الأهالى على بناء مدينتهم فى أسرع وقت ممكن. ولا بد أن يقوم كبار المسئولين بزيارة قرية بير العبد و تقديم العزاء لأهاليها وتفقد أحوالهم وتقوم كل مؤسسات الدولة بدورها فى تعمير وتجديد المنطقة، فتسرع وزارة الصحة بافتتاح المستشفى الجديد وتجهيزه كاملا، وتجدد وزارة التعليم مدارس البنات والصبيان وتضيف مدرسة جديدة لتعليم الحرف، ويقيم الأزهر معهدا أزهريا يعلم ابناء المنطقة الاسلام الحقيقى ويزرع فيهم قيمه السامية ورسالته النبيلة، وتشيد وزارة الثقافة قصرا للثقافة ينمى مواهب أبناء المدينة و يقدم لهم الفنون المختلفة، ووزارة الشباب ساحة شعبية تدرب أبنائها على كل أنواع الرياضات، ، ويتبرع رجال الأعمال بتقديم سيارات جديدة لمن أحرقت سياراتهم. هذه أفضل وسيلة للتعبير عن تعاطفنا وتضامننا مع إخوتنا فى الوطن ولنثبت لهم وللعالم كله مدى رفضنا للإرهاب وقدرتنا على مواجهته ودحره.
وياليت المحافظة أن تحول مسجد الروضة الى معرض دائم تعرض فيه صور الضحايا و دمائهم الذكية ويزوره السياح كما ترك الألمان كنيسة القيصر “فيلهلم” فى برلين، التى مازالت منتصبة بكل ما أصابها من دمار لتشهد على بشاعة الحرب العالمية الثانية.
وأتمنى للذين خططوا للتخلص من مسلمى العالم بإحياء فكر الخوارج لزرع الفتنة بين المسلمين بعضهم ببعض وضد العالم كله، أن يدركوا أن مؤامراتهم زادتنا تماسكا وإصرارا على المجابهة وأن قرية الشهداء ستعطى درسا للحكام الذين أهدروا أموال شعوبهم على عصابات تتخفى وراء الصورة المزيفة لما سموه “الجهاد” معلنين الحرب من أجل الإسلام وهى بعيدة كل البعد عن الإسلام عقيدة وفكرا ورسالة.
إن مدينة الشهداء ستكون درسا للمرتزقة الذين يرتكبون االجرائم البشعة ضد أبرياء لا يعرفونهم ولا يعادونهم ولكن كوسيلة لجنى مال حرام من العصابات الارهابية.فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون لهم الجنة فى السماء ولعائلاتهم الجنة على الأرض بإذن الله.

التعليقات متوقفه