لقطات: اليوم العالمى لذوى الإعاقة

198

وافق الأحد الماضى (3 ديسمبر) اليوم العالمى لذوى الإعاقة، الذى أعلنته الأمم المتحدة مناسبة دولية منذ عام 1992. وجاء ذلك إدراكا من المجتمع الدولى لخطورة وضع هذه الشريحة من الجنس البشرى، ولتكون مناسبة سنوية لزيادة الوعى بمشكلاتهم وسبل مواجهتها. وتَحدَّد لفعاليات هذا العام موضوع “التحول إلى مجتمع مستدام ومرن للجميع”. ومغزاه أن الاهتمام بذوى الإعاقة يجعلهم طرفا فاعلا ويضمن الوصول إلى مجتمع قوى وقادر على مواجهة التحديات على المدى الطويل. و مما يدعو للتفاؤل، أن برلماننا ناقش هذا الأسبوع مشروع قانون “حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة” ليواكب التغيرات السياسية والاجتماعية بعد ثورة يناير. ولعل أهم هذه التغيرات إنشاء “المجلس القومى لشئون الإعاقة” فى 2012 و إقرار دستور 2014.
والإعاقة قد تكون بدنية أو حسية أو ذهنية أو نفسية. وقد تكون وراثية أو بيئية. وطبقا للقانون 39 لسنة 1975 المعدل بالقانون 49 لسنة 1982 (قانون تأهيل المعاقين)، يقصد بكلمة المعوق “كل شخص أصبح غيـر قـادر علـى الاعتمـاد علـى نفسـه فى مزاولـة عملـه أو القيـام بعمـل آخـر والاسـتقرار فيـه أو نقصـت قدرتـه علـى ذلــك نتيجـة لقصـور عضـوي أو عقلــي أو حسـي أو نتيجـة عجــز خلقي منذ الولادة”. كما أن دستور 2014 حدد وأكد حقوق ذوى الإعاقة فى ثمانى مواد (هى: 53 و 54 و 55 و 80 و 81 و 180 و 214 و 244). و حدد قانون “حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة” فى مادته الرابعة هذه الحقوق فى 20 بندا فى المجالات المختلفة. و سعيا لتسليط مزيد من الضوء على هذه القضية المجتمعية الخطيرة، تم إعلان 2018 عام ذوى الإعاقة فى مصر.
كم يبلغ عدد الأشخاص ذوى الإعاقة عندنا؟ للأسف، ليس لدينا دراسة قائمة بذاتها فى هذا الموضوع الخطير. لكنى عرفت من اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن التعداد الأخير للسكان قد وفر بيانات عن عددهم وتصنيفهم وأماكن إقامتهم وتوزيعهم العمرى. إجمالا، تبلغ نسبتهم 12.6% من السكان (10% إعاقة بسيطة و2.6% إعاقات شديدة ومطلقة). يعنى أكثر من عشرة ملايين مصرى ومصرية هم من ذوى الاحتياجات الخاصة. وعلى المجتمع أن يكفل لهم كل الحقوق التى نص عليها الدستور، وإعمالا لما جاء فى القانون الجديد. وهذا يتطلب الاستفادة من نتائج التعداد الأخير للسكان. و أقترح أن تتكامل جهود وزارة التضامن الاجتماعى وجهاز الإحصاء لإنجاز دراسة شاملة عن ظاهرة ذوى الإعاقة تكون أساسا لرسم وتنفيذ السياسات.
ولعل من الضرورى والمفيد أن نذكر هنا أن الإعاقة لا تعنى أبدا العجز عن الإنجاز. وتاريخ البشرية يقدم لنا نماذج مبهرة أمثال روزفلت فى مجال السياسة وبيتهوفن فى مجال الموسيقى وستيفن هوكينج فى مجال العلم. كما أن تاريخنا يقدم نماذج لا تقل إبهارا. فعندنا على سبيل المثال لا الحصر: مصطفى صادق الرافعى وطه حسين فى مجال الثقافة و الأدب والسياسة ومحمود أبو الوفا فى مجال الشعر (كتب قصيدة جميلة عن كرة القدم رغم أنه عاش معظم حياته بساق واحدة) والشيخ إمام وعمَّار الشريعى وسيد مكاوى فى مجال الموسيقى والطرب.
صرخة اليوم: مخططات أمريكا للتدنيس الدبلوماسى للقدس بنقل سفارتها إليها من تل أبيب لا يجوز السكوت عليها. وإلى كل مسئولينا الذين ينادون بتجفيف منابع الإرهاب أقول: أين أنتم؟ وإلى متى الصمت على هذه الجريمة؟ ولعلمكم، فإن أمريكا بنقل سفارتها إلى القدس إنما تدعم أشد صور الإرهاب خطورة- إرهاب الدولة، دولة إسرائيل.

التعليقات متوقفه