عاجل للأهمية: شفيق.. والإخوان

210

لا يختلف اثنان من رجال القانون وأساتذة الدستور على حق كل مواطن فى أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية طالما لا توجد موانع قانونية أو دستورية تحول دون ترشحه. وفى تقدير كاتب هذه السطور أن ترشح الفريق أحمد شفيق فى انتخابات الرئاسة يعزز فرص المنافسة ويجعل للانتخابات وزنًا أكبر ويتفق تماما مع مصلحة عبد الفتاح السيسي، فى حالة ترشحه لهذه الانتخابات، ويقدم صورة مشرفة للعالم ومصداقية أكبر حول هذه الانتخابات حتى لا تتحول إلى مجرد استفتاء أو يقتصر المرشحون فيها على عناصر غير معروفة أو ليس لها وزن جماهيري.
التساؤل الوحيد والتحفظ الأوحد بشأن ترشح أحمد شفيق يتعلق بما يتردد- ويحتاج إلى إثبات- حول علاقته بجماعة الإخوان الإرهابية، وكذلك علاقة حزب “الحركة الوطنية” بهذه الجماعة.
وقد شارك كاتب هذه السطور فى أكثر من ثلاثين اجتماعًا مع أحزاب سياسية بينها حزب الحركة الوطنية – الذي يساند أحمد شفيق- وكان موقف قادة هذا الحزب معارضاً بشدة لجماعة الإخوان… فهل تغير هذا الموقف، وأصبح بين قادة هذا الحزب من يريد فرض هذه الجماعة على الحلبة السياسية؟
كان موقف حزب أحمد شفيق- سواء خلال فترة المجلس العسكري أو فى ظل رئاسة الرئيس السابق عدلي منصور- مناهضاً تماماً للجماعة الإرهابية.. فهل تغير هذا الموقف الآن؟ إذا صح إنه حدث تغير فى اتجاه الدعوة إلى إشراك الجماعة الإرهابية فى العمل السياسي، فإنها ستكون نكسة ورِدَّة من جانب هذا الحزب وطعنة لكل شهيد فى معركة الدفاع عن الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة ومبدأ المواطنة والتعددية وخيانة للتراث الوطني المصري.
ويبقي أن ننتظر التعرف على حقيقة موقف شفيق ومؤيديه من هذه المسألة، التي تهم كل من يعني بمستقبل مصر. وفى نفس الوقت، فإنه لا مبرر أو معنى لاتهام شفيق بالخيانة لمجرد أنه يفكر فى ترشيح نفسه للرئاسة.

التعليقات متوقفه