عاجل للأهمية: هل يرتقي العرب إلى مستوى الموقف؟

136

قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدية للمحتلين الإسرائيليين وأكثر العناصر تطرفا وعنصرية وعدوانية فى إسرائيل بقراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وكشفت هذه الخطوة أن ما سمى بـ “صفقة القرن” هو العنوان للتصفية النهائية للقضية الفلسطينية، كما كشفت أن الشعب الفلسطيني يتعرض لعملية إبادة سياسية وتدمير لمقومات وجوده.
الآن لم تعد أوراق اللعبة فى يد أمريكا. كما لم يعد هناك من يتجاسر على الزعم بأن أمريكا هي “الراعية” لما يسمى بعملية السلام بعد أن تأكد لدى العالم كله أنها ليست الوسيط النزية، كما كانت تدعي، بل إنها الراعية الحقيقية لتكريس الاحتلال واغتصاب فلسطين والاستيطان والتهويد والتهجير.
ومع ذلك جاء اجتماع وزراء الخارجية العرب فى القاهرة دون مستوى الموقف، ولم يوافق على مجرد اتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية جماعية للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وعاصمة دولته، ولم يتفق على عقد قمة عربية طارئة من أجل القدس، ولم تطرأ على باله فكرة المقاطعة الاقتصادية والمالية للولايات المتحدة أو سحب الاستثمارات أو الودائع أو دعم الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، التي تقدم كل يوم الشهداء والجرحى بالمئات.
لم يفكر الوزراء العرب فى وقف العلاقات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية والسياحية والثقافية والرياضية مع دولة الاحتلال، ولم يفكروا فى حملات المقاطعة.
وتخطط الحكومة الإسرائيلية الآن لإقامة ستة آلاف وحدة سكنية جديدة فى المستوطنات اليهودية فى القدس الشرقية، فهل سنجد هناك من يدعو مرة أخرى إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لسنوات أخرى بلا نتيجة. أنها مجرد مفاوضات عبثية بلا أي مرجعية وتتيح لإسرائيل المزيد من الوقت لتغطية كل مساحة الضفة الغربية بالمستوطنات بحيث يصبح حل الدولتين من المستحيلات.
لن يسمح الفلسطينيون، بعد اليوم، بمفاوضات من أجل المفاوضات، وإنما بإجراءات عاجلة وفورية لإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية على الأراضي التي جرى احتلالها فى عدوان الخامس من يونيو 1967 وعاصمتها القدس.

التعليقات متوقفه