المخرج محمد فاضل: لــــــن أقبـــــــل الرقابــــــــــة علـــــــــــى المبدعيــــــــــــــن

490

اختار مسئولو المجلس الأعلى للإعلام المخرج الكبير محمد فاضل لتولى مهام لجنة تطوير الدراما المصرية وبحث أزماتها وأيضا العمل على مراقبتها بما يتوافق والعادات والتقاليد المصرية.
حول مهام هذه اللجنة و رؤيته لطبيعتها والدور الذى يمكن أن تلعبه فى التطوير وتجاوز الأزمات كان هذا الحوار مع المخرج الكبير المبدع محمد فاضل والذى قال فى بدايته:
لقد تم تكليفى بتقديم تصور كامل وإعداد دراسة عن لجنة تطوير الدراما واختيار أعضائها الذين سيشاركوننى هذه المهمة، وخلال الأسبوع المقبل سيكون هناك إجتماع للوقوف على التشكيل النهائى للجنة.
** وهل النهوض بالدراما بحاجة لتشكيل لجنة؟
– إنها مثل كل اللجان التى أنشأها المجلس الأعلى للإعلام من قبل، فقد سبق وشكل على سبيل المثال لا الحصر لجنة لمتابعة الإعلام الرياضى، ما يؤكد أنه معنى بتطوير كل فرع فى الإعلام بهدف النهوض به.
فن عظيم
** من مهام اللجنة التى أعلن عنها العمل على رقابة الدراما، والحرص أن تتوافق مع العادات والتقاليد المصرية، ما أعتبره البعض رقابة ووصاية على الإبداع، فما رأيك؟
– لجنة تطوير الدراما لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالرقابة، وتم تشكيلها فقط بهدف تطوير الدراما لأنها فن عظيم ومن ثم يجب أن نسانده من أجل تطويره وهو ما سأقوم به فى المرحلة القادمة.
أمن المجتمع
** ماذا عن القواعد والمعايير التى ستحددها اللجنة والتى يجب أن يلتزم بها صناع الدراما؟
– لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون هناك معايير أو قواعد للفن، بل سنحرص على توفير كل الحرية للإبداع شريطة ألا يمس ذلك أمن المجتمع.
مقص الرقيب
** ولكن البعض لديهم تخوفات أن يتحول المبدع داخلك لرقيب؟
“ضاحكا أنا لست “شاويشا” أو رجل شرطة، وأنا تحديدا لم ولن أقبل أن يكون هناك رقابة على المبدعين، فقد رفضت الرقابة على أعمالى طوال النصف قرن الماضية، فكيف أقوم بها اليوم ضد زملائى؟
و يستطرد فاضل قائلا: لقد بدأت مشوارى فى عصر عبد الناصر ولم تكن هناك رقابة وقتئذ، حتى جاء السادات وفرضت الرقابة علينا، لذا أوقفت مسلسل”القاهرة والناس” عندما وجدت أنه لا مفر من مقص الرقيب، ما يعنى أننى كمبدع لن أقبل يوما أى رقابة على المبدعين، و لكن بحكم خبرتى فى مجال العمل الدرامى، أسعى للمساهمة فى تطوير الأعمال الإبداعية والإنتاج الدرامى، ولا أظن أن هناك من يمكن أن يزايد على أو يتهمنى بأنى ضد الإبداع، أو أنه يمكن أن أتحول لرقيب و أحجر على الإبداع.
** وماذا عن المعارك التى خضتها مع الرقابة خلال رحلتك مع الدراما؟
– لقد خضت الكثير من المعارك، وكنت دائما منتصرا طالما وجد عملا فنيا مقنعا، الأمر ذاته أنطبق على الكثير من الفنانين والكتاب أمثال أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ وغيرهم.
أصابع الإخوان
** تقدمت مؤخرا ببلاغ إلى النائب العام بسبب حذف الرقابة لبعض المشاهد من مسلسلك “سنوات الحب والملح” ما سبب ذلك؟
– المسلسل يسلط الضوء على ثورة يوليو ومحاولة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر، وأيضا إلى إنشاء التنظيم الدولى للإخوان، ويكشف عن جوهر جماعة الإخوان الإرهابية، لكن المشكلة أننى وجدت الرقابة قد قامت بحذف المشاهد التى تعرى جرائم الإخوان كلها، ما يؤكد على أن أصابع الإخوان مازالت تعبث فى ماسبيرو.
** فى نظرك كيف نواجه القرصنة على الأعمال الفنية؟
– هى جريمة بكل المقايس، وسطو على إبداعات الغير، لذا يجب أن يحاكم هؤلاء المجرمون، فسرقة الأفلام تعد من أبرز أسباب إنهيار صناعة السينما، لذا يجب التصدى لهذه الظاهرة بكل قوة.
فاضل فى سطور
مخرج مصرى، من مواليد الإسكندرية فى 22 يونيو 1938. تخرج فى كلية الزراعة وهى الكلية التى أشتهرت بدراسة العديد من الفنانين بها مثل: (عادل إمام، صلاح السعدنى، محمود عبدالعزيز، محسنة توفيق). فى المرحلة الثانوية كون فاضل فرقة مسرحية مع مجموعة من زملائه وكانوا يعرضون أعمالهم فى الملاجئ، كان أول أعماله الدرامية المسلسل الشهير (القاهرة والناس) 1972، والذى لاقى نجاحاً كبيراً عند عرضه. كون ثنائياً فنياً مع المؤلف أسامة أنور عكاشة فقدما معاً عدة مسلسلات منها: (أبنائى الأعزاء شكراً)، (وقال البحر)، (أبو العلا البشري) بجزئيه، (عصفور النار)، (الراية البيضا)، (أنا وأنت وبابا فى المشمش)، (النوة). لم يقتصر عمل محمد فاضل على التليفزيون فحسب بل إمتد إلى السينما أيضاً فقدم عدة أفلام منها: (شقة فى وسط البلد)، (حب فى الزنزانة)، (ناصر 56)، (كوكب الشرق) 1999.

التعليقات متوقفه