عاجل للأهمية: الزيارة المؤجلة .. مرفوضة

133

الرأي العام المصري لم يكن يرحب بزيارة نائب الرئيس الأمريكي «مايكل بنس» التي كان من المقرر أن تتم اليوم بعد أن أقتنع بضرورة رفض مقابلة أي مسئول أمريكي قبل أن يلغي الرئيس دونالد ترامب قراره باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.
كان هذا المسئول الأمريكي يستعد ليضع قدمه على أرض مصر بعد استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو لرفض مشروع القرار المصري فى مجلس الأمن رغم أن المشروع لم يذكر الولايات المتحدة أو ترامب بالاسم واكتفى بالمطالبة بالامتناع عن أي تغيير فى وضع القدس أو تركيبتها السكانية والغاء وإبطال أي تغيير من هذا النوع، وعدم الاعتراف بأي إجراءات تخالف قرارات الأمم المتحدة.
أنه الفيتو الأمريكي رقم 43 الذي تستخدمه واشنطن لصالح إسرائيل.
هكذا تواصل الإدارة الأمريكية سياسة الاستفزاز والتحدي للعالم العربي وتحرص على التأكيد على أنها إسرائيلية أكثر من الإسرائيليين حتى لو أدى ذلك إلى عزلة أمريكا فى الساحة الدولية ووقوفها وحدها فى مواجهة 14 دولة صوتت لصالح مشروع القرار المصري.. ويثبت هذا الفيتو، مرة جديدة، الانحياز الأمريكي الأعمى للكيان الغاصب والرعاية الأمريكية للاحتلال والاستيطان والتهويد والفصل العنصري وإلغاء الهوية الفلسطينية.. على حساب قرارات الشرعية الدولية.
ولا تقنع واشنطن بذلك، بل تريد أيضا أن يتحول حائط البراق فى القدس إلى حائط إسرائيلي يحمل اسم حائط المبكى، وفق تصريح مسئول كبير فى البيت الأبيض الأمريكي يوم الجمعه الماضي الذي قال :
«لا نستطيع أن نتصور أي وضع لا يكون فيه حائط المبكى. تابعا لإسرائيل، وتحت السيادة الإسرائيلية» !!.
ولذلك كان من المقرر أن يقف نائب الرئيس الأمريكي غداً أمام حائط البراق «المبكى» فى زيارة رسمية، وبصفته الرسمية، لتكريس الاعتراف بالحائط كجزء من إسرائيل كخطوة عملية، وهي أول سابقة من نوعها، وتختلف عن زيارة سابقة قام بها الرئيس الأمريكي ترامب وأفراد عائلته للحائط خلال زيارته لإسرائيل قبل شهر، حيث جرى اعتبارها «زيارة خاصة».
وإذا كانت المندوبة الأمريكية فى مجلس الأمن «نيكي هيلى» قد اعتبرت أن مشروع القرار المصري «إهانة لن ننساها أبداً» فإن علينا أن نجعل من هذه الإهانة كرة نار بل بركانا أو زلزالا يهز الضمير الكوني ويدفعه إلى تحمل مسئولياته حيال الاستهتار الأمريكي بحقوق الشعب الفلسطيني، على حد تعبير صحيفة «النهار» اللبنانية، التي طالبت بتعميق العزلة الأمريكية فى العالم.. بل تشديد هذه العزلة لتصبح على كل المستويات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والثقافية بعد أن أصبحت السياسة الأمريكية هي النموذج الصارخ للعبودية فى العصر الحديث حيث أنه من العار أن يضم المجتمع الدولي فى كنفه كائناً مثيراً للتقزز السياسي والأخلاقي كهذا الكائن السياسي الأمريكي.
متى يجد العرب وسيلة ترج الولايات المتحدة وتقلم أظافرها رداً على الصفعات الأمريكية التي تتوالى الواحدة تلو الأخرى حتى تشعر المندوبة الأمريكية بمجلس الأمن بأن «الإهانة» لحكومتها ملموسة وواقعية ومؤثرة وفعالة، وأنه من المحال كسر الإرادة الفلسطينية والعربية؟.

التعليقات متوقفه