خوفاً من الموجة المعادية للولايات المتحدة فى المنطقة.. تأجيل زيارة نائب الرئيس الأمريكى لمصر وإسرائيل

123

كتب نبيل زكى ومنصور عبدالغنى:
قرر البيت الأبيض تأجيل زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايكل بنس إلى الشرق الأوسط بسبب حالة الغضب التي تسود المنطقة بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.
كان من المقرر أن تأتي الزيارة غير المرغوب فيها والمرفوضة بعد أقل من 48 ساعة من استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو ضد مشروع القرار المصري فى مجلس الأمن. والزائر هو مهندس قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقد ظهر خلف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدى إعلانه المشئوم حول القدس.
يرجع تأجيل الزيارة إلى يوم 14 يناير المقبل إلى خوف الإدارة الأمريكية من ردود الفعل الغاضبة لهذه الزيارة والموجة المعادية للولايات المتحدة فى المنطقة والتي تتصاعد يوما بعد يوم.
كانت زيارة نائب الرئيس الأمريكي خالية من اللقاءات الشعبية عقب فشل السفارة الأمريكية فى القاهرة فى تنظيم لقاءات لممثلين شعبيين مع مايكل بنس نائب الرئيس الأمريكي، وخاصة بعد إعلان الأزهر والكنيسة رفضهما لقاء الضيف الأمريكي والاعتذار عن الموافقات السابقة للقاء معه اعتراضا على قرار الرئيس دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس بالمخالفة لجميع القرارات الدولية السابقة التي تتعلق بالقضية الفلسطينية.
رفض ممثلون عن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وبعض أساتذة الجامعات وبرلمانيون لقاء نائب الرئيس الأمريكي.
وعلمت “الأهالي” أن مصر أصرت على أن تتولى وضع جدول الأعمال للزيارة وموضوعات المناقشة بين الجانبين، ورفضت العديد من بنود الأجندة الأمريكية بعد أن فوجئت بأن جدول مباحثات نائب الرئيس الأمريكي لا يتناسب على الإطلاق مع ظروف المنطقة. وتشير المعلومات إلى أن مايكل بنس كان يحمل أجندة يتعمد خلالها إحراج مصر والعديد من الدول العربية، حيث كان يعتزم التركيز على قضايا مثل “اضطهاد الأقليات الدينية وخاصة المسيحيين فى الشرق الأوسط”.
وكانت زيارة مايكل بنس لإسرائيل بمثابة مناسبة إضافية لتعبير الإدارة الأمريكية عن تمسكها بالالتزام بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما كان ظهور نائب الرئيس الأمريكي أمام الكنيست الإسرائيلي وخطابه أمام أعضائه فرصة جديدة لإطلاق مواقف داعمة للاحتلال والاستيطان والتهويد والتوسع الإسرائيلي.
وكان النواب العرب قد أعلنوا مقاطعتهم للكلمة، كما الغيت زيارة مايكل بنس للضفة الغربية المحتلة بعد إعلان السلطة الفلسطينية رفضها استقباله.
ودعت حركة فتح الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، إلى يوم غضب ومظاهرات احتجاجية حاشدة فى حالة زيارة نائب الرئيس الأمريكي لإسرائيل، وإغلاق الطرق الالتفافية فى وجه المستوطنين غدا (الخميس).
وجاء فى البيان الرسمي، الذي أصدرته حركة فتح، التأكيد على ضرورة التظاهر فى مسيرات الاحتجاج تجاه بوابات القدس إذا وصل مايكل بنس إلى دولة الاحتلال.
وأشار البيان إلى التنسيق الكامل مع المسيحيين فى إنارة الشموع فى بيت لحم والقدس ورام الله وأريحا وبيرزيت ونابلس وفى كل محافظات الوطن رفضاً وتنديدا بالقرار الأمريكي الجائر.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن أنه سوف يستقبل نائب الرئيس الأمريكي بحفاوة بالغة، ووصفة بأنه “صديق عظيم لدولة إسرائيل”و”صديق عظيم لمدينة القدس”.
وقد تحول القرار الأمريكي العدائي بشأن القدس إلى شعلة تؤجج الشارع الفلسطيني الذي تتحرك جماهيره الآن فى مسار تصعيدي مستمر بعد أن فشل الرهان الإسرائيلي فى قمع الغضب الفلسطيني حتى أصبحت إسرائيل تخشى خروج الوضع الميداني عن السيطرة.

التعليقات متوقفه