شكشكة: الشقيقة السعودية «تستعفى» 1/2

155

فى عام 2007 تسللت فتاة سعودية الي أحد المدرجات بمنطقة الإحساء شرق المملكة السعودية وجلست تتابع مباراة فى كرة القدم.
حدث ذلك أثناء مباراة بين فريقي «النهضة» و«العروبة» السعوديين، فى إطار بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد. وكانت الفتاة ترتدى الزى السعودى كاملا، أى أنها كانت مغطاة من قمة رأسها الى أخمص قدميها.
وعندما رآها بعض المشاهدين، أسرعوا ينبهون الحَكَم الى تلك «الكارثة»، وكأنما الفتاة ارتكبت خطأ فادحا تسبب فى ارتباك كل من رآه ورفض واحتجاج كل من سمع به! وعلى الفور استجاب لهم الحكم (بالطبع)، وطرد الفتاة من الملعب! لم نعرف أبدا ما العيب فى أن تتابع فتاة عن بعد وتجلس وحدها أى مباراة رياضية، سواء فى كرة القدم أو غيرها!!
وبعد سنوات من تلك الحادثة تحدت ما يقرب من خمسين امرأة سعودية القرار الظالم الذى لا مبررله بمنعهن من قيادة سياراتهن، وقدن سياراتهن فى مسيرة الى الطريق العام، فما كان من الشرطة السعودية الا أن اعتقلتهن على الفور ولم تكتف بذلك بل اعتقلت بعض أولياء امورهن أيضا ! نشر الخبر فى الصحف على اعتبار أنه «أمر جلل»! وأثار تعليقات أغلبها سلبى وبعضها متعاطف والقليل جدا مؤيد ومشجع ومعترض على ما فعلته الشرطة.
ومرة أخرى لم نعرف ما العيب فى أن تقود امرأة سيارة تمتلكها وترغب فى استخدامها للتنقل داخل بلادها رغم أن شقيقاتها فى كل البلاد العربية يستمتعن بهذا الحق؟ لم تمض سنوات على الحدثين حتى حدثت قرأنا خبرا أثلج صدورنا وأنعش أملا كبيرا بقرب الإفراج عن شقيقاتنا السعوديات المعتقلات فى كهف التخلف الفكرى بدعوى التشدد الدينى! انطلقت المفاجأة السعيدة من رئيس هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فى منطقة مكة المكرمة احمد الغامدي أثناء مؤتمر «مشاركة المرأة السعودية فى التنمية الوطنية» فى نوفمبر 2010 الذى أطلق عدة تصريحات مفادها انه لا يوجد فى الاسلام ما يمنع المرأة من قيادة السيارة، وأن حظر الاختلاط يجب ان يكون على النساء والرجال الذين يلتقون سرا وليس فى الاماكن العامة، وان المراة يمكنها شرعا قيادة السيارة وان «الاسلام امر بتغطية جسم المرأة لمساعدتها على المشاركة فى الحياة الاجتماعية وليس لمنعها من ذلك..» على حد قوله! تصريحات الغامدى بقدر ما أسعدت النساء أثارت الذعر بين بعض الذكور، فقاموا بالضغط على الحكومة السعودية وتمت إقالته من منصبه دون تفسير، إلا أنه، لسبب ما، اعيد اليه على وجه السرعة. وفى نفس المؤتمر اعترفت نورة الفايز نائبة وزير التربية والتعليم وأول امراة تحتل منصبا فى الحكومة السعودية، بأنه لم يتم تحقيق تقدم فى مجال النهوض بالمراة والفرص التعليمية المتاحة، وكذلك طالبت الاميرة عادلة بنت عبد الله ابنة العاهل السعودي، ببذل المزيد من الجهود لايجاد فرص عمل للنساء معتبرة ان «مشاركة المرأة فى القوة العاملة اقل من التوقعات، والمجتمع لا يمكنه السير بساق اعرج». ومنذ مطلع القرن الحالى وأحداث كثيرة تتكرر لتدل على ضيق النساء السعوديات من القبضة الخانقة على أعناقهن التى يستمتع بها بعض رجال الدين السعوديين. ونستكمل فى الأسبوع المقبل.

التعليقات متوقفه