لليسار در: صفعة على وجه إسرائيل

171

وجهت « الجمعية العامة للأمم المتحدة « التي عقدت يوم الخميس الماضي جلسة طارئة خاصة للتصويت على قرار خاص بعروبة القدس ، تحت بند « متحدون من أجل السلام « لطمة قاسية للولايات المتحدة الأمريكية ، التي استخدمت حق الاعتراض « الفيتو» لمنع مجلس الأمن من إصدار قرار ضد قرار ترامب الاعتراف بالقدس « الغربية والشرقية» مشروع القرار الذي تقدمت به مصر لمجلس الامن.
وقد لجأت الإدارة الأمريكية للتهديد علنا بمنع المساعدات على الدول التي ستصوت ضد القرار الأمريكي . وقال الرئيس الأمريكي « دونالد ترامب» إن الولايات المتحدة انفقت بحماقة 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط « ومع ذلك يصوتون ضدنا « وأضافت « نيكي هيلي» السفيرة الأمريكية لدى المنظمة الدولية « وأنتم تدلون بأصواتكم لابد وأن تعلموا أن الرئيس والولايات المتحدة يأخذان التصويت بشكل شخصي .. إن الرئيس سيراقب التصويت عن كثب ، وقد طالب بالإبلاغ عن الدول التي تصوت ضد أمريكا ، وسنسجل كل صوت يتم الإدلاء به .. إن الولايات المتحدة لا تنتظر من تلك الدول التي قدمت لها المساعدات من قبل أن تصوت ضدها .
وقد أثار هذا التهديد الفج ردود فعل غاضبة حتى لدى حلفاء الولايات المتحدة التقليديين ، فالرئيس التركي « رجب طيب أردوغان» علق بحدة على تصريحات ترامب قائلا « أدعوا العالم بأسره إلى عدم بيع إرادته الديمقراطية لقاء حفنة من الدولارات « وصوت حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيون ضد القرار الأمريكي بإستثناءات قليلة مثل جمهورية التشيك والمجر وبولندا.
وجاءت نتيجة التصويت حاسمة فمن بين 193 دولة أعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، شارك في التصويت 172 دولة ، فقد غابت 21 دولة عن جلسة التصويت وصوت لصالح مشروع القرار الذي يدين قرار ترامب 128 دولة « بنسبة 4ر74%» وعارضه 9 دول فقط ، فبالإضافة للولايات المتحدة وإسرائيل عارض القرار دولة أفريقية واحدة « توجو» ودولتان من أمريكا الوسطى والجنوبية « جواتيمالا ـ هندراوس» ومجموعة من الجزر التي يصعب تذكر أسمائها « نورو ـ بالاو ـ ميكرونيزيا ـ جزر مارشال» .
وتحتاج نتائج التصويت إلى تحليل ودراسة تفصيلية ، فمثلا هناك 7 دول أفريقية غابت عن جلسة التصويت هي « أفريقيا الوسطي ـ الكونغو الديمقراطية ـ غينيا بيساو ـ كينيا ـ سيراليون ـ سوازيلاند ـ زامبيا « بالمقابل هناك دول أفريقية انحازت بقوة للحق الفلسطيني والعربي مثل جنوب أفريقيا ، حيث قرر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم بالاجماع « توجيه الحكومة إلى القيام فورا ودون قيد أو شرط بخفض سفارة جنوب أفريقيا في إسرائيل إلى مكتب اتصال « كما أعلنت الحكومة الماليزية أنها ستبحث خلال اجتماع قريب لها إمكانية فتح سفارة لها في القدس المحتلة بإعتبارها عاصمة لدولة فلسطين .
ولا يقل أهمية عن نتائج التصويت نص القرار الصادر عن الجمعية العامة والذي يؤكد « أن أي قرارات وإجراءات تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو مركزها أو تركيبتها الديمقراطية ليس لها أي أثر قانوني ، وأنها لاغية وباطلة ، ويجب الغاؤها امتثالا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، وتدعو في هذا الصدد جميع الدول إلى الامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس الشريف عملا بقرار مجلس الأمن 478 «1980» وتطالب الدول بالامتثال لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمدينة القدس الشريف وبعدم الاعتراف بأي إجراءات أو تدابير مخالفة لذلك القرار .. إلى أخر القرار .
وقد اعترفت الصحف الإسرائيلية بأهمية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وقالت « هارتس» .. « ما جرى اليوم في أروقة الجمعية العامة هزيمة ساحقة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب و لرئيس وزراء إسرائيل وأضافت صحيفة « يديعوت أحرونوت» .. « القرار بمثابة صفعة على وجه إسرائيل والولايات المتحدة ، ومن المرجح أن يلحق بها أضرارا جسيمة على مستويات عدة.
والخطوة الفلسطينية والعربية التالية لهذا الانتصار ، هو الاستفادة من هذا المطلب العالمي المساند للحق الفلسطيني ، لدعم التحرك العربي لمنع فوز إسرائيل بمقعد غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2019 ـ 2021.

التعليقات متوقفه