بالأمس القريب ودعنا عام 2017 بأحداثه المتشابكة حلوها ومرها، إنجازاته وانكساراته، ولكن لن ننسى الأيام والليالي الصعبة التي عشناها فى حزن وألم شديدين على شهداء الوطن الأبرار من جنود وضباط قواتنا المسلحة والشرطة.. ومواطنين مسالمين رجالا ونساء وشبابا وأطفالا فقدناهم بغدر الإرهابيين الذين لا دين لهم ولا ملة، فهؤلاء المأجورون يحاربوننا بالوكالة عن قوى الشر التي تقف وراءهم وتستهدف وحدتنا الوطنية وإيقاف مسيرة التقدم والبناء، وأبداً لن ينالوا من إرادة وعزيمة الشعب المصري الذي ضرب المثل فى الوطنية والتحدي والتضامن من خلال عمليتي بئر العبد وحلوان مثالا للبطولة والتضحية.
على الصعيد الرياضي حققنا الإنجاز الكروي الذي طال انتظاره أكثر من ربع قرن بالتأهل لنهائيات بطولة كأس العالم التي تستضيفها روسيا صيف العام الحالي.. وغداَ تترقب مختلف أجهزة الإعلام الرياضي ووكالات الأنباء نتيجة استفتاء الاتحاد الأفريقي « الكاف « لاختيار أحسن لاعب كرة قدم فى القارة السمراء المرشح لها والأقرب ابن مصر الموهوب محمد صلاح، وهو اللقب الذي فاز به عن مصر على مدى تاريخها الكروي الكابتن محمود الخطيب نجم نجوم جيله من اللاعبين عندما كانت تشرف على تلك المسابقة مجلة فرانس فوتبول الفرنسية المتخصصة وجائزتها الحذاء الذهبي، ثم اكمل الاتحاد الإفريقي المسابقة بنفس الجائزة التي يتطلع لها محمد صلاح ابن أرض ريف مصر الطيبة وأحد نجوم الكرة العالمية الحاليين ونجم فريق ليفربول الانجليزي ومعشوق جماهير الكرة المصرية باختلاف ميولهم وانتماءاتهم، واللاعب المدلل لدى جماهير النادي الإنجليزي والتي باتت تعلن عن موقفها الرافض لكل ما يثار فى الصحف البريطانية عن عروض الأندية الأوربية التي تسعى للتعاقد معه ومن بينها ريال مدريد النادي الملكي الأسباني حامل لقب نادي القرن فى أوروبا.
هذه الظاهرة الكروية التى تلقى اعجاب وتقدير واحترام الجميع داخل مصر وخارجها ليس بسبب تألقه فى سماء الكرة الإنجليزية ودوره البارز مع منتخب مصر الوطني فى مشوار التأهل للمونديال القادم وكذلك بطولة الأمم الأفريقية « البطولة الأم» لمنتخبات دول القارة فحسب ولكن لأخلاقه وسلوكه القويم فى الملعب وخارجه وسفيراً لمصر فوق العادة وقدوة يحتذي لأجيال مصر الصاعدة أمل المستقبل.
تأتي أهمية وقيمة اللقاء التاريخي الذي أقيم مساء السبت الماضي باستاد الجيش ببرج العرب وجمع بين الأهلي النادي المضيف مدعوما بنخبة من نجوم الكرة المصرية والعربية فى مواجهة فريق أتليتكو مدريد الأسباني رسالة مفتوحة إلى دول العالم عبر قناة الأهلي « حصرياً « لتؤكد تضامن الرياضيين من مختلف الجنسيات فى دعم السلام ومحاربة الإرهاب البغيض الذي لا دين ولا وطن له.. خير ختام فى وداع العام الذي رحل عن سمانا وليظل الأمل دائماً يحدونا فى قدرتنا على المواجهة وتحقيق الإنجازات فى مختلف المجالات ولتظل مصر أكبر من كل التحديات.
التعليقات متوقفه