كبار رجال الدولة فى عزاء «صلاح عيسى».. برقيات مواساة من خميس.. صبور.. أبو العينيين.. راتب.. المرشدى.. الجارحى.. القصير.. فهمى.. عامر.. وعزام

298

شاركت أسرة جريدة «الأهالى» فى استقبال كبار الشخصيات من السياسيين والاقتصاديين، والقيادات السياسية، والفنانين الذين حضروا لتقديم واجب العزاء فى المناضل والكاتب والمؤرخ الصحفى الكبير صلاح عيسى أحد مؤسسي جريدة «الأهالى»، الذي فقده الوطن الأسبوع الماضى.. وكان فى مقدمة أسرة «الأهالى» علاء الدين غنيم، الذى شارك فى استقبال السادة المسئولين وتقبل العزاء فى فقيد الوطن الغالي، وأستاذه، وأستاذ جيل «الأهالى».. وقد أبرق لجريدة «الأهالى» كل من سيادة الأستاذ فريد خميس رئيس إتحاد المستثمرين، ورجل الصناعة الوطنية وأحد قامات ورموز الاقتصاد. والاستشاري ورجل الأعمال حسين صبور، والأستاذ حسن راتب رئيس قنوات المحور ورجل الأعمال الوطني، والأستاذ محمد أبو العينين رجل الأعمال الكبير والوطنى ورئيس قنوات صدى البلد، والأستاذ السيد القصير رئيس مجلس إدارة بنك التنمية والإئتمان الزراعى، والأستاذ ماجد فهمي رئيس مجلس إدارة بنك التنمية الصناعية، والأستاذ حمدي عزام نائب رئيس مجلس الإدارة، والأستاذ محمد المرشدى رجل الأعمال الوطنى، والسيد الأستاذ منصور عامر رجل الأعمال الوطني، ونائب «الشعب» سابقا، والحاج جمال الجارحي رجل الصناعة الكبير.. والعديد من رجال الأعمال والصناعة الذين نعوا الفقيد معبرين عن حزنهم الشديد فى فقيد الإعلام والوطن.
و«عيسى» صحفى ومؤرخ مصرى يسارى، حصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية عام 1961 ورأس لمدة خمس سنوات عدداً من الوحدات الاجتماعية بالريف المصري.. بدأ حياته كاتبا للقصة القصيرة ثم اتجه عام 1962 للكتابة فى التاريخ والفكر السياسى والاجتماعي. تفرغ للعمل بالصحافة منذ عام 1972 فى جريدة الجمهورية. أسس وشارك فى تأسيس وإدارة تحرير عدد من الصحف والمجلات منها الكتاب والثقافة الوطنية والأهالي واليسار والصحفيون وترأس فى وقت لاحق تحرير جريدة القاهرة.. الكاتب الراحل صلاح عيسي من مواليد 14 أكتوبر 1939 بإحدى قرى مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، من أهم أعماله كتاب «الثورة العرابية»، «مثقفون وعسكر»، «دستور فى صندوق القمامة»، «حكايات من دفتر الوطن»، «تباريج جريح»، «رجال ريا وسكينة»، «جلاد دنشواى»، «شاعر تكدير الأمن العام».
اهتم «عيسى» فى طفولته بقراءة الكتب والروايات التي شجعه عليها والده، أحب كتابة القصة القصيرة، وكتب أول مجموعة فى السجن حينما اعتقله نظام عبدالناصر فى الستينيات «جنرالات بلا جنود»، ثم رواية «مجموعة شهادات ووثائق فى خدمة تاريخ زماننا»، لكنه لم يستكمل مجال الأدب، واتجه بعدها للتاريخ والسياسة.
الشاب الذى أنهى دراسته الجامعية، والتحق بوظيفة فى وزارة الشئون الاجتماعية، انخرط فى العمل السياسى، وانضم لمنظمة يسارية، اعتقل على إثرها، وفصل من العمل، وتوقف عن الكتابة فى مجلة «الحرية»: «السجن تجربة جميلة. فيها أنتجت أول مجموعة قصصية. تمنيت لو أن الحكومة تعتقلنى كل عام شهراً ونصف الشهرللتأمل، والتفكير فى الكتابة أكثر».
خرج «عيسى» مع صعود أنور السادات إلى السلطة، وكتب مقالات فى صحيفة «الجمهورية»، لكنه سرعان ما مُنع من الكتابة، لمعارضته سياسات السادات، وعاد للمعتقل مع انتفاضة يناير 1977، ثم اعتقالات سبتمبر، مع عشرات المثقفين عام 1981، احتجاجاً على اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، وبعد خروجه تولى صحيفة «الأهالي» عام 1982.
وكان الراحل صلاح عيسى أشبّه برسام ممسكاً ريشته، نسّج كتابات عدة عن حوادث متنوعة فى تاريخ مصر، أغرق القارئ فيما كتبه، حتى بات أهم مؤرخي مصر فى السنوات الأخيرة. فى كتابه «مثقفون وعسكر» حلل وضع المثقفين فى عهد جمال عبدالناصر، فيما أشبه ببحث مكتمل مستنداً لوثائق ومعلومات بعيدة عن خيالات وأوهام المصريين، تحدث عن تجربة ريا وسكينة فى كتابه «ريا وسكينة.. سيرة سياسية واجتماعية»، وفى «حكايات من دفتر الوطن»، بأسلوب ممُتع وجذاب كعادته، تناول حوادث متفرقة من تاريخ مصر، ركزّ فيه على الجانب الشعبي من كل حكاية، واستمر بعد ذلك فى توثيق كل ما يكتبه، فأخرج «شاعر تكدير الأمن العام: الملفات القضائية للشاعر أحمد فؤاد نجم»، بجانب «تباريح جريح»، الذي جمع فيه مقالات كتبها فى الثمانينيات عن قضايا سياسية واجتماعية عدة.
وللراحل العديد من المؤلفات والتى كانت كالمنارة التى تضئ الطريق للمؤرخين والباحثين عن المعرفة، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر.
حكايات من دفتر الوطن
يقول الكاتب الكبير صلاح عيسى فى مقدمة الكتاب: صدرت الطبعة الأولى من بعض فصول هذا الكتاب عام 1973 بعنوان «حكايات من مصر»، وبدأت فى صيف 1988 بإعداد طبعة جديدة فإذا بى أغرق فيها شهورًا وأعيد كتابة بعض فصولها من الأساس، وأضيف إلى بعضها الآخر ما كشفت عنه الدراسات التى صدرت بعد الطبعة الأولى.
يحتوى الكتاب على مجموعة من الحكايات المتناثرة فى كتب التاريخ والصحف، جمعها الكاتب ليصنع بها كتابا شيقا وممتعا، ومن هذه الحكايات «الموت على تل العقارب» و«مقتلة الأحد الدامى» و«جلاد دنشواى» و«رصاصات الأمير سيف الدين».
سيرة سياسية واجتماعية
ويتضمن الكتاب سيرة أحد أهم جرائم القتل فى القرن العشرين للسفاحتين الشهيرتين ريا وسكينة. والكتاب هو محاولة لرواية السيرة الحقيقية لـ«ريا» و«سكينة»، ولكل من أحاط بهما من رجال ونساء وظروف سياسية واقتصادية عامة، وهو يستند إلى وثائق التاريخ وليس إلى مرويات الخيال الشعبى الذى أسقط عليهما كل كراهيته وازدرائه لمن يخون علاقة العيش والملح التى يقدسها المصريون.
الثورة العرابية
والكتاب بحسب مقدمته هو محاولة لفهم وإنصاف هذه الظاهرة التاريخية «الثورة العرابية»، من خلال المنهج الاشتراكى العلمى بعيدا عما تعرضت له من أحكام قاسية واتهامات شديدة صدرت عن المنهجين الآخرين المدرسة الاستعمارية والمدرسة القومية.
وتعالج الدراسة «الثورة العرابية» من خلال عدة فصول رئيسية رصدت الاحتكارات الأوروبية من الاحتلال السلمى إلى الغزو المسلح، والخريطة الاجتماعية والفكرية للثورة ومسألة السلطة، وأخيرا الجبهة الثورية من الوحدة إلى التفتت.
حكاية جلاد دنشواى
ويحاول الكاتب تحليل شخصية الجلاد فى حادثة دنشواى الشهيرة، والتى وقعت فى محافظة المنوفية فى العقد الأول من القرن الماضى.. ويتحدث الكاتب عن الجلاد فى مقدمة كتابه قائلا: «ذلك الرجل الأسطورى الذى كان القطار يقف له؛ حيث لا يقف لأحد فى محطات صغيرة أو على مشارف المدن الكبيرة، والذى قام قطار خاص لكى يقله إلى جلسة فى إحدى المحاكم. طلب ملوك وأمراء ودّه، وكسب مئات الألوف من الجنيهات، وخسرها كلها؛ حتى عاد كما بدأ فقيرًا لا يملك شيئًا؛ لكنه مع ذلك بدأ من جديد.. ومات وهو مستور أو يكاد».
هوامش المقريزى
وهو عبارة عن مجموعة من المقالات نشرت بجريدة الجمهورية فى الفترة بين عامى 1971 و1975، واستعار خلالها الكاتب باسم المؤرخ العربى الشهير المقريزى ليوقع المقالات به. ويضم الكتاب عددا من القصص التاريخية تغطى الفترة من العصور والوسطى وثورة 1919، ويحاول الكتاب أن يكشف بعض ما كان يجرى من كواليس السياسة والصحافة آنذاك.

التعليقات متوقفه