السودان على صفيح ساخن.. تحركات الخرطوم تهدد الأمن القومى المصرى

274

تشهد دولة السودان الشقيقة اضطرابات حادة فى سياستها الداخلية بسبب أزمات اقتصادية متنوعة أبرزها “أزمة رغيف العيش” كما تشهد سياستها الخارجية أيضا توتراً فى العلاقات مع دولة اريتريا حيث قامت السودان بإغلاق حدودها معها و حشدت قواتها على الحدود، ومع ذلك فإن السودان تنفى وجود أي نوع من التوتر، كما قامت السودان قبل أسبوع باستدعاء سفيرها فى مصر للتشاور ولم تبد أسباباً فى باديء الأمر، ثم صرحت فيما بعد بأن السبب هو النزاع على “حلايب وشلاتين”!
قال السفير عزمي خليفة، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن الخرطوم فى مأزق داخلي وتحاول الهروب منه عن طريق أفتعال أزمات خارجية وتتصور إنها ستنتصر فيها، رغم إنها تعلم إن موقف مصر ثابت ولن يتغير، كما أن علاقتنا التاريخية بالسودان تجعلنا دائما نقول إن حدود السودان تبدأ من “الاسكندرية”شمالا وتنتهي فى جنوب”جوبا”. واليوم بعد انفصال الجنوب نقول إن حدود السودان تنتهي عند خط عرض 13 المحدد للجنوب حتي هذه اللحظة، وأيضا حدود مصر تنتهي فى “جوبا” وتبدأ من الأسكندرية بمعني أننا دولة واحدة فى النهاية.فالجالية المسيحية الموجودة فى السودان كلها جالية مصرية، ونحن لدينا جالية سودانية تعدادها 5 ملايين نسمة تقريبا، ففكرة التعامل ما بين الشعوب دائما تكون مختلفة عن فكرة التعامل بين الحكومات، وأمن السودان القومي من أمننا القومي والعكس صحيح، وبالتالي لا ينبغي ان ندخل فى حروب ومشاكل ولكن السودان ارتضت مؤخرا أن تقوم ببعض الإجراءات التي تمثل مشكلة للجانب المصري، فمنذ فترة منعت إعطاء تأشيرات للمصريين بدعوي ان مصر اوقفت التأشيرات.
وأضاف السفير عزمي خليفة أن السودان قامت باعطاء تركيا جزيرة سواكن ذات الموقع الاستراتيجي لأنها تقع فى اقصي الجنوب المصري، فى البحر الأحمر الذي كان بحيرة عربية، وهي منطقة مفتوحة على مصر والسعودية، و من الممكن ان تسبب مشاكل للسفن المارة بقناة السويس، وهذا يعني انها تصبح مضيق مندب آخر فى الشمال وبالتالي تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي المصري.
وقال خليفة قائلا إن مصر تدرك هذه الابعاد واكثر، ومع ذلك مصر فإن لم تستدع سفيرها ولم تعترض رغبة منها فى احتواء هذا الموقف، ثم كشف الجانب السوداني عن أسباب الأزمة باقتراحه حلا للمشكلة فى مقابل الحصول على “حلايب وشلاتين”، وهذا ليس حلا للمشكلة بل تصعيد لها لأن “حلايب وشلاتين” أراض مصرية داخل الحدود المصرية، لأن الحدود المصرية هي خط عرض 22
خطاب إداري
وقال السفير إن الجانب السوداني يزعم ملكيته “لحلايب وشلاتين” بسبب خطاب إداري حيث، كنا ننظم انتخابات على مستوي جمهورية مصر العربية كلها، ولم نتمكن من تنظيمها فى “حلايب وشلاتين” فصدر خطاب اداري من وزير الداخلية يطالب الأشقاء فى السودان بتنظيم الانتخابات هناك نيابة عن مصر للسهولة جغرافيا.وهذا مجرد إجراء إداري، فالانتخابات لاتدخل فى الأعمال السيادية والسياسية لكنها تدخل فى الأعمال الإدارية.
وقال إن الاخوة فى السودان يستندون على هذا “الخطاب” وكأنه مستند تنازل، ونحن لا نتنازل عن أراضينا، خاصة ان حلايب وشلاتين تحت السيادة المصرية الكاملة منذ لحظة محاولة اغتيال الرئيس مبارك فى اديس ابابا سنة 95 ونحن نعرف ان هناك تورطا لبعض العناصر السودانية فى الأمر.
وقال السفير عندما كانت هناك بعض قوات الجيش السوداني.كنا نقدم لهم الخدمات ونساعدهم، ولم نعتبر هذا احتلالا سودانيا فى يوم من الايام ولكن عندما وقعت حادثة “أديس أبابا”قام الجيش المصري بتطويق الجيش السوداني فى حلايب وشلاتين، مما أدى لتعرضه لمصاعب جمة وبدون تدخل الشيخ زايد رحمة الله عليه وقيامنا بتغيير نصف القوات من الجانبين هناك. كان سيصبح وضعهم سيئا للغاية.نحن موجودون هناك على الارض كجيش وشعب
وأكد خليفة ان هناك تصريحات صدرت من الجانب السوداني بأن مشكلة حلايب وشلاتين هي السبب الرئيس فى سحب السفير السوداني من مصر.وتجاهل الجانب السوداني أن هذه هي سياسات مصر وأنها لن تتنازل عن اراضيها، مصر لن تفرط فى حبة رمل، وهم احرار فى علاقتهم بتركيا غير أن ما هو غير مسموح به هو تهديد مصر ونحن سنتعامل معه كيفا يتراءي لنا.
رد الجميل
وأشار خليفة إلى أن هذه الاضطرابات ليست لها علاقة بسد النهضة “مصر والسودان واثيوبيا” وقعت على اتفاقية المبادئ الثلاثية وهذه الاتفاقية مازالت سارية حتي هذه اللحظة ولم يطرأ عليها اي تغيير،كل مافى المسألة إن صحفا اثيوبية ذكرت ان وزير خارجية مصر حثهم على استبعاد السودان من المفاوضات، ولم تستند إلى شخصية معينة أو إلى معلومات محددة قيلت فى هذا الامر، انما تقوله مصادر.وهذا كلام كذبته وزارة الخارجية المصرية فى بيان رسمي وفندته بالكامل.
وأستطرد خليفة أن هناك مسائل فى منتهي الخطورة والاهمية لأن دور قطر سواء فى الربيع العربي أوفيما بعد الربيع العربي مع الإخوان معروف فى دعم الإرهاب وتمويله وتدريبه
الحرب الأهلية
وحول توتر العلاقات بين السودان واريتريا أضاف خليفة قائلا أن السودان اعلنت من قبل أن منطقة “كسلا” التي تقع على الحدود مع “اريتريا” منطقة طوارئ ومعني ذلك انها تواجه مصاعب مع هذا الأقليم من قبل وهذا مرتبط بالحرب الأهلية هناك، والسودان عاجز عن حل مشاكله وبالتالي يهرب عن طريق صناعة أزمات خارجية.
ذلك أن السودان تعاني من ازمة اقتصادية حقيقية ولا تستطيع توفير “رغيف العيش” ولديها مشاكل فى استخراج البترول وتصديره.بسبب عدم تحديد حدود الدولتين شمالا وجنوبا، رغم وجود خرائط ومستندات ولكن السودان مصر على الحدود السابقة الوارد فى اتفاقية استقلال الخرطوم سنة 56، وكذلك مطالبة بعض الاقاليم بالانفصال.

التعليقات متوقفه