أزمة بين الأزهريين بسبب قوائم الظهور الإعلامى

135

أثارت قائمة الأزهر التي شملت 50 عالماً مصرح لهم بالفتوى عبر الفضائيات والتي أصدرها فى شهر نوفمبر الماضي، حالة من الغضب والاستنكار أدت إلى إعلان الأزهر فتح الباب أمام أعضاء التدريس الجامعة وسائر هيئاته للتقدم بطلبات من شأنها إلحاقهم بتلك القائمة قبل الإعلان النهائي عنها، إلا أن اتهام القائمة بضم عناصر ذات فكر إخواني جعل الأزهر يتراجع عن 20 اسماً لتخرج قائمته النهائية بـ30 مفتياً أزهرياً فقط، ما جعل عددا من الأزهريين يتهمون القائمين على وضع تلك القائمة بالمحاباة وافتقار الأسس والمعايير التي من شأنها حرمان من لهم خبرة فى مجال الإفتاء، مشددين على ضرورة أن يقدم الأزهر رؤية ومبادئ ثابتة لمحاسبة من يخطئ.
وقالت الدكتورة سعاد صالح رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية فى جامعة الأزهر، إن قائمة الأزهر تفتقد لعدد كبير ممن يجوز لهم الفتوى، خاصة أنها ليست قائمة على أسس ومعايير من شأنها وضع كل عالم فى مكانه الصحيح، قائلة: “لم أغلق تليفوني فى وجه أحد يستفتيني” خاصة ان مؤهلي العلمي يسمح لي بالفتوى، وان تلك القوائم تجاهلت علماء كبار.
بينما أكد سامح عيد الباحث فى الشئون الإسلامية، أن عمل الأزهر على قوائم للظهور الإعلامي ضد الدستور وحرية الرأي والتعبير وليست حلا لفوضى الفتاوى التي اجتازت المجتمعات فى الآونة الأخيرة، خاصة أن هناك الآلاف من الأزهريين لديهم حق للفتوى، ولكنها قائمة على التمييز بين رجال الدين وبعضهم، لافتا إلى أن الثلاثين المسموح لهم بالفتوى يفتح المجال لتساؤلات عديدة هل الثلاثون عالما هم فقط من لديهم رؤية متسامحة خلاف الآخرين، وماذا ستفعل المؤسسات الدينية أمام منابر المساجد والسماح لبعض الأئمة بالفتاوى؟
وشدد الباحث فى الشئون الإسلامية، على ضرورة التنسيق بين الأزهر والهيئة الوطنية للإعلام على مبادئ ثابتة لمحاسبة من يخطئ أو يسعي لنشر الفوضى والفتن بين الناس، وطالب سامح عيد بسرعة إقرار قانون الحض على الكراهية وإظهاره للنور بدلا من عمل قوائم، خاصة ان القانون هو الحل فى الوقت الراهن، وتابع عيد، على المراكز البحثية تشكيل لجنة لتقييم المحتوى الإعلامي ويكون ذلك عملا دائما لها وتقدم به تقارير للجهات الرسمية أو الحكومة وغيرها، بهدف عمل توازن للمحتوى الإعلامي المقدم دون فرض قيود. فى حين، قال عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن مسألة وضع قوائم بعلماء مصرح لهم بالظهور الإعلامي، غير مجدية، فليس من المعقول أن يتجاهل الأزهر علماءه المتخصصين، ليجعل الحق فى 30 عالماً فقط، مشيراً إلى أن الجميع لهم حق الظهور فى ظل غياب المعايير الواضحة للاختيار والمنع.
وطالب هندي، بضرورة تبني الهيئة الوطنية للإعلام والأزهر و مجلس النواب، للجنة تعمل على مراجعة المحتوي الإعلامي، لكل القنوات، وتوقيع عقوبات من شأنها منع ظهور غير المتخصصين والتحدث فى أمور تخالف الشرع أو تتسبب فى بلبلة وفوضي، مؤكداً أن تلك اللجنة من شأنها أن تحد من تطاول البعض فى وسائل الإعلام على الثوابت الدينية.
وشدد عضو الشئون الإسلامية، إن أعمال اللجنة وصلاحيتها ينبغي أن تشمل عقوبات رادعة لوقف التدخل فى غير الاختصاص، وحماية المجتمع من مثل تلك الحالات التي تحدث بلبلة وإيذاء للمشاعر، مثلما فعلت مؤخراً شيرين رضا وتطاولت على شعيرة الأذان.
فى الوقت نفسه، أكد المركز الإعلامي بالأزهر أن هذه القائمة خاصة فقط بمن يمكنهم الظهور للإفتاء فى وسائل الإعلام وليس الشأن الديني بمجمله، وهي ليست حظرًا أو منعًا لأحد من العلماء، لكنها تضم بعضًا ممن يرى الأزهر أنهم مؤهلون علميًا للتصدي للفتوى إعلاميًا.

التعليقات متوقفه