حياد الدولة وعدم تشويه المعارضين أبرز الضمانات لانتخابات الرئاسية..

209

تحقيق: حسن عبد البر

مع بداية العام الميلادي الجديد 2018، لا حديث يعلو فوق حديث انتخابات الرئاسة المصرية،المنتظر إجراؤها قبل منتصف العام الجاري، وذلك على الرغم من أنه حتى الآن لم يتقدم للترشح بشكل حقيقي للانتخابات أي مرشح، فهناك من أعلن نيته وتراجع، وهناك من طالب بضمانات لخوض المعركة الانتخابية،وحتى الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي لم يعلن حتى الآن نيته للترشح لفترة رئاسية ثانية، وإن كان هذا ما سيحدث ولكن ينقصه الإعلان فقط.واستكمالًا لإجراءات سير العملية الانتخابية أعلن محمود الشريف، المتحدث باسم الهيئة الوطنية للانتخابات المصرية،أن الهيئة حددت سقف الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات الرئاسية لعام 2018 بحد أقصى 20 مليون جنيه “مليون و125 ألف دولار تقريبا” لكل مرشح فى الجولة الأولى من الانتخابات، و5 ملايين جنيه “28 ألف دولار تقريبا” فى حالة الجولة الثانية،ويتوقع أن تبدأ إجراءات الانتخابات الشهر المقبل على أن تتم فى شهر أبريل 2018، مؤكداً أحقية المرشح فى تلقي تبرعات نقدية أو عينية من أفراد مصريين، على ألا يتجاوز مقدار التبرع من أي فرد 2% من الحد الأقصى المقرر للإنفاق فى الحملة الانتخابية.
ضمانات
وإلى الآن لم يعلن أحد عن نفسه للترشح سوى المرشح السابق للانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2012 خالد علي، والذي لم يترك أمر ترشحه بشكل مطلق، ولكن طالب بعدد من الضمانات لكي يستمر فى الانتخابات كمنافس للمرشح الأوفر حظًا وهو الرئيس الحالي للبلاد عبد الفتاح السيسي،ومن أهم ما طالب به من ضمانات فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، فتح المجال العام لكل المصريين للتعبير عن إرادتهم فى اختيار حاكمهم ومحاسبته، وحرية الصحافة والتعبير، وإنهاء حالة الطوارئ منذ الإعلان عن فتح باب الترشح للانتخابات،وعدم تشويه صور المعارضين.
وأكد«علي» أن حالة الطوارئ هي الحالة التي تمنع الحق فى الحركة ومباشرة الحقوق السياسية وممارسة الدعاية الانتخابية،مطالباً الهيئة الوطنية للانتخابات بأن تتدخل لوقف الدعاية الصريحة والمباشرة للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، التي تطالبه بالترشح للانتخابات مرة ثانية.
الحياد الإعلامي
من جانبه قال سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الإمريكية، إن أهم الضمانات التي يجب اتخاذها قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، هي الحياد الإعلامي من جانب القنوات المملوكة للدولة، والقنوات الخاصة المملوكة لأشخاص يدعمون مرشح بعينه،وضروة ألا يستحوذ مرشح واحد على كل القنوات والبرامج،بينما الآخرون لايظهرون،ولا يأخذوا نصف فرصة ليعبروا عن أنفسهم، حتى يعرفهم الناس ومن ثم يتخذوا قرار إنتخابهم من عدمه.
وأضاف «صادق» فى تصريحات خاصة لــــ«الأهالي»،إن هناك حيادا من نوع آخر مطلوب أيضًا، وهو من جانب أجهزة الدولة، وألا تقف مع مرشح دون الآخر، وأن تعمل أجهزة الامن بشكل حيادي وأن تجنب المعلومات التي تملكها جانبًا، ولا تستعملها وقت الانتخابات،مطالباً بضرورة وجود رقابة دولية ومحلية من مؤسسات المجتمع المدني، مع ضرورة مراجعة كل الملاحظات من جانب لجنة الانتخابات وعدم تجاهلها،وإلغاء النتائج فى المناطق التي تستدعي ذلك إذا إستلزم الأمر.
أجواء
وقال الدكتور ياسر حسان مساعد رئيس حزب الوفد،فى تصريحات خاصة لــ«الأهالي»،إن ماهو موجود فى أجواء الإنتخابات الرئاسية المصرية، يوجد مثله فى جميع دول العالم،وهو انحياز بعض أجهزة الدولة ووسائل الإعلام للرئيس الحالي نظرًا لتواجده على رأس السلطة،وتفضيله على المرشحين الآخرين وهذا أمر وارد ومتعارف عليه فى كل الانتخابات، مطالباً بتحديد سقف للصرف على الدعاية الإنتخابية والإعلانات وترك مساحة متساوية لجميع المرشحين فى الوقت المقبل للتعبير عن أنفسهم أمام الرأي العام ليكون من السهل على الناخبين الاختيار دون توجيه وبكامل حريتهم، وإلتزام جميع أجهزة الدولة بالحيادية الكاملة تجاه كل المترشحين حتى تمر الانتخابات دون إثارة بلبلة.
حرة ونزيهة
ومن جانبه أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ضرورة وجود ضمانات بشكل كبير،فلابد من إعادة الإعلان عن مكتسبات ثورة 25 يناير من جانب السلطة، وعدم العودة للخلف، عن طريق إجراء إنتخابات حرة ونزيهة وتعددية وعدم مضايقة المرشحين المنافسين للرئيس الحالي للبلاد، وإجراء حملات إنتخابية من خلال برامج جادة يعبر فيها المرشحون عن أنفسهم للشعب دون مضايقات، وهذا يشمل جمع التوكيلات والإلتقاء بالجماهير، وعقد المؤتمرات الإنتخابية،ومتابعة سير عملية الإقتراع بكل حرية ودون مضايقات.
وشدد «ربيع» فى تصريحات خاصة لــــ«الأهالي»، على ضرورة السماح للمرشحين بإنتقاد الأوضاع الحالية، سواء كانت اقتصادية أو أمنية أو سياسية، وعدم التعرض لهم بالأذى، إلى جانب طرح البدائل لمواجهة ذلك، وضروة إجراء الانتخابات فى وقت محدد وعدم خرق ذلك التوقيت من خلال داعية أو جمع توقيعات،وأن تلتزم وسائل الإعلام القومية بالحيادية تجاه كل المرشحين وألا تنصر أحدًا على غيره، وأن تقوم المحليات بدورها المنوطة به بخدمة الشعب وليس مرشحا دون الآخر.

التعليقات متوقفه