.. وفى البرلمان.. دفاعا عن الوطن والمواطنين.. كشف فساد التعليم.. وحذر من سد النهضة.. ورفض سيطرة الأجانب على الاقتصاد

465

قدم رأفت سيف، نائب التجمع فى مجلس الشعب، نموذجا للمعارضة، وخاض العديد من المعارك تحت القبة مدافعا عن الوطن والمواطنين، متسلحا برؤية حزب التجمع، لتصويب مسار سياسات الحكومة وكشف الفساد فى المجتمع.. النائب السابق «رأفت سيف» ساهم بجهد كبير فى خدمة أهل دائرته أجا، وشهدت قاعة مجلس الشعب مواقف عديدة له دفاعا عن الوطن واستقلاله وحريته.. ففى يناير 1997 فقد كان عبر «رأفت» عن موقفه وموقف التجمع فيما يخص السيادة الوطنية على أراضينا، خلال اعتراضه على المشروعات الإنتاجية للأجانب فى الموانئ والمطارات، فالنائب وافق على الاستثمارات بشكل عام فى المشروعات الإنتاجية، ولكن ما يمس الموانئ والمطارات وغيرها كان له موقف منها لأنها مسألة خطيرة وتتعلق بالأمن القومي، وحذر من سيطرة الأجانب على هذه الأماكن، ولذلك رفض هذا المشروع من حيث المبدأ.

كان لـ«رأفت سيف» رؤية مستقبلية فيما يخص قضية منابع النيل والاستقلال الوطني عن طريق المياه، واتضح هذا عندما قدم فى فبراير 1999 سؤالا لرئيس مجلس الوزراء وقتها قال فيه « ما هي الإجراءات المستقبلية التي تعد لمواجهة تأثير مشروعات السدود الخمسة التي تعلن عنها إثيوبيا وسوف تقيمها على النيل الأزرق فوق بحيرة نانا بخلاف السدين اللذين تم بناؤهما مما سيقلل كميات الفيضان التي تصل إلينا من إثيوبيا، والتي تمثل 80% من جملة نصيب مصر من مياه النيل. أي انه نبه لخطورة الموقف وهو ما يحدث الآن بسبب مياه حوض النيل..
الاستثمار
وأثناء مناقشة بيان الحكومة فى فبراير 1997 قال: إن البعد الاجتماعي غائب عن بيان الحكومة، وسياستها لأن سياسة الحكومة فى مجال تشجيع الاستثمار لا تؤدي إلى زيادة الإنتاج السلعي أو زيادة ومضاعفة المشروعات الإنتاجية، ولكنها تشجع تضخم ثروات المستثمرين وتؤدي لهبوط وتدني مستوي المعيشة للفقراء ورفع الدعم والرعاية عن الفقراء ودعم الأغنياء.
وتناول فى مناقشة هذا البيان أن بعض المشكلات والقضايا التي تؤكد هذه الرؤية، فبالنسبة للاستثمار فى مجال الإسكان والعقارات، ينفذ وزير الإسكان سياسة تشجع المستثمرين من أصحاب الملايين على تملك أراضي الدولة بأسعار رمزية والمضاربة عليها وتحقيق ثروات خيالية من وراء ذلك، فارتفعت فى المقابل تكاليف البناء وعجز غالبية الفقراء عن إيجاد المسكن المناسب لدخولهم، حيث تصل تكاليف ثمن الشقة المعلن عنها من الدولة لتمليكها للشباب لأسعار فلكية، متسائلا أي رعاية اجتماعية للشباب محدودي الدخل هذه، وقال إن سياسة الحكومة لم تضع خطة محددة للقضاء على البطالة.
أما بالنسبة لبيع الحكومة لوحدات القطاع العام فسوف يحول أعدادا كبيرة من عمال هذا القطاع إلى جيش من العاطلين، وقد تقدم حزب التجمع برؤية متكاملة لحل هذه المشكلة.
كما طالب «رأفت» بتحقيق التوازن بين الأسعار والأجور، وتثبيت أسعار عدد من السلع الضرورية والأساسية مع تقرير زيادة مناسبة للأجور.
اقتصاد السوق
وكشف رأفت سيف عن أن اتباع الحكومة لسياسة اقتصادات السوق أحدث انقساما طبقيا حادا فى المجتمع بين أقلية مترفة تستحوذ على الجزء الأكبر من ثروات البلاد وأغلبية كادحة محرومة من ضرورات الحياة، مشيرا إلى أن 14% فقط من السكان يحصلون على 74% من مجمل الدخل القومي، بينما يحصل 86% من السكان على 26% فقط من الدخل القومي، طالب بتعديل الحكومة من سياستها المنحازة فيها إلى أصحاب الملايين وتلتفت للرعاية الاجتماعية والبعد الاجتماعي للفقراء فى مصر.
وناقش أيضا “حقوق المرأة العاملة، مطالبا بضرورة ضمان تأمينات للمرأة العاملة فى القطاع الخاص وأن يتخصص لها عائد من أموال الوزارة التي استولت على 40 مليارا من أموال الشعب.
الإسكان
وكان من أهم الاستجوابات التي تقدم بها النائب رأفت سيف الموجه إلى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات، محمد إبراهيم سليمان فى مارس 1999، وانتقد سياسات الحكومة بأكملها التي أدت لتدهور أوضاع الإسكان فى مصر، والجانب الأخر فى المسئولية المحددة والمباشرة للوزير والأخطاء والتجاوزات التي يمارسها الوزير، والتي أدت لتفاقم الأزمة وأسبابها وآثارها الاجتماعية والتي حولت وزارة الإسكان من وزارة خدمية إلى وزارة استثمارية، وأصبح السكن فى نظر الدولة سلعة وليس خدمة، كما تقدم بالنقد وفقا لوثائق ومعلومات لمشروع مبارك القومي لإسكان الشباب وكشف عن التجاوزات، مؤكد أن هذا المشروع لا يدعم إسكان الشباب بل يبيعه لهم بأسعار أعلي من أسعار التكلفة.
كنيسة القديسين
كما تقدم النائب رأفت سيف بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية حول حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، مؤكدا أن هذا الاعتداء موجه ضد المصريين جميعا. وتساءل النائب عن الإجرءات الأمنية لحماية الكنائس وخاصة خلال فترة الصلوات وإقامة القداس وإلى متى ستظل الحكومة مصممة على تجاهل التوصيات التى أصدرتها اللجنة التى شكلها مجلس الشعب برئاسة الدكتور جمال العطيفى فى سبعينيات القرن الماضى، والتى تتضمن مقترحات تكفل إنهاء أشكال التمييز بين المواطنين بسبب الدين. واستنكر سيف، تردد الحكومة فى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإنهاء كل منابع التفرقة بين المصريين بسبب من الدين سواء فيما يتعلق ببناء دور العبادة أو التمييز فى تولى الوظائف وغيرها.
التعليم
واهتم رأفت سيف بقضايا التعليم، وقدم العديد من الاستجوابات، خاصة بعد ادخال تعديلات على المناهج الدراسية والمقررات التي تعطي للتلاميذ فى مراحل التعليم المختلفة، فى مادتي التاريخ والتربية الوطنية بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد مع العدو الصهيوني، وحذف جزء خاص بالتاريخ الوطني والنضالي لمصر، وأشار إلى أن قرارات الدكتور أحمد زكي بدر، وزير التربية والتعليم بتقليص المقررات الدراسية على طلاب الصف السادس الابتدائي والثالث الإعدادي ورغبته فى تعديل العديد من المناهج الاخري بنسبة 20 بالمائة، محذرا أن تكون تلك هي حلقة جديدة من المخططات الأمريكية للتخلص من مناهجنا الوطنية وهويتنا وتقدمنا”.
التلوث
وكشف سيف فى استجوابه عن التلوث تعرض مصر لتلوث بيئي خطير متهما الحكومة بالعجز عن مواجهة هذا التلوث سواء على مستوي المياه او الهواء، مما تسبب فى إصابة عشرات المصريين بأمراض خطيرة، وقال إن نهر النيل تحول الي اكبر مصرف كيميائي فى مصر حيث يحمل سنوياً 950 مليون متر مكعب من الصرف الصناعي و9 مليارات متر مكعب من الصرف الزراعي مما نتج عنه الكثير من الأمراض الخطيرة، واضاف أن هناك 585 مركباً سياحياً تلوث نهر النيل يملكها اباطرة السياحة ولا يحاسبها احد.
المبيدات المسرطنة
وتساءل عن عدم محاسبة المسئولين عن دخول المبيدات المسرطنة الي مصر حتي الان وتركهم حتي هربوا الي الخارج.. كما اتهم وزارة الصحة بالسكوت عن تجارة النفايات الطبية الخطيرة وقال ان الوزارة مهمتها جمع النفايات من المستشفيات والمراكز الطبية وانها تتحجج بعدم امتلاكها محارق كافية، وأشار إلى أن هناك مافيا تقوم بفرز هذه المخلفات وتأخذ زجاجات المياه وتبيعها وتؤخذ المواد البلاستيكية للمصانع ويعاد تصنيعها فى شكل ملاعق وعلب بلاستيكية يباع فيها الطعام للمواطنين.
مصانع الأسمنت
وأوضح سيف ان مصانع الاسمنت فى حلوان تصب 4106 أطنان يومياً من تراب الاسمنت مما يصيب المواطنين بامراض رئوية خطيرة كما ان الحكومة فشلت فى مواجهة مشكلة التلوث البيئي بسبب عدم التنسيق بين الوزارات مما تسبب فى اصابة المصريين بأمراض الفشل الكلوي والالتهاب الكبدي الوبائي والسرطان وارتفاع نسبة الرصاص فى اجساد المواطنين واشار الي ان السحابة السوداء تهب على مصر كل عام وتقف الحكومة عاجزة عن ايجاد حل لها..
الغزل والنسيج
وكان اخر الاستجوابات التي اعدها رافت سيف عن انهيار صناعة الغزل والنسيج فى مصر والذي اتهم فيه الحكومة بتعمد تخريب مصانع الغزل والنسيج خصوصا التابعة للقطاع العام وقطاع الاعمال لخدمة بعض المستوردين، وأشار سيف الي فشل الاجراءات التي اتخذتها وزارة التجارة والصناعة برفع الجارك عن واردات الغزول مؤكدا ان تلك الاجراءات لن يستفيد منها سوي اصحاب المصانع الخاصة وليست مصانع قطاع الاعمال، مرجعا السبب وراء انهيارها الي تدمير الحكومة محصول القطن، مما أدي الي لجوء مصانع الغزل والنسيج الي الاستيراد من الخارج بأسعار باهظة.

التعليقات متوقفه