فى الساحة: سوق عكاظ المستفز ؟ !

184

التراجع فى المواقف.. «هروب وضعف».. وهي صفات لا أستطيع أن أطلقها أنا وغيري على أباطرة الاتحاد المصري لكرة القدم.. المسئول الأول الشرعي لإدارة شئون اللعبة ورعاية مصالح الأندية واللاعبين والذي يشهد له فى تحقيق إنجاز التأهل لكأس العالم القادم فى روسيا.. ولكن كما يقول المثل الحلو ما يكملش.
هذا الحلم الذي طال انتظاره أكثر من ربع قرن ولكني أجد نفسي مضطراً للحديث عن هذه الضجة المثارة داخل الأندية وبين الناس الغلابة الكادحين فى الشارع المصري بسبب هذا « البذخ» غير المبرر فى شراء وانتقال بعض اللاعبين من أنديتهم فى إطار فترة الانتقالات الشتوية التي يطلق عليها « الماركاتو» والتي يعتمدها الإتحاد الدولي من أجل إتاحة الفرصة أمام الأجهزة الفنية للأندية لسد حاجة كل فريق فى بعض المراكز.. بمعنى أنها سوق محددة.. من أجل تحقيق هدف محدد.
أي أنها فرصة لانتقاء « الأفضل» مكتمل الأوصاف التي تحدد القيمة المالية التي يستحقها.. وليس ما يفرضها السماسرة «وكلاء اللاعبين» هذه الظاهرة التي تنذر بخطورة ماهو قادم على طريق الانفلات فى غياب النظام الذي يلزم الأطراف، البائع والمشتري والوسيط.
وليس هذا السفه فى إهدار المال العام لشراء لاعب مازال يحبو فى صفوف فريق متواضع لا يتطلع إلى اكثر من أن يظل ضمن أندية مسابقة الدوري العام « الممتاز» لا الهبوط إلى القسم الثاني، ولكن كيف لنا أن نفهم ونستوعب أن اتحاد الكرة المصري فى مبنى الجبلاية برجاله وما لهم من خبرات وعلى رأسهم بكل تأكيد المهندس هاني أبو ريده يقف موقف المتفرج من هذه الموجة الشاذة المستفزة لأي إنسان عاقل حريص على مشاعر الغالبية العظمى فى المجتمع.
وحتى لا أترك الإجابة على هذا الموقف السلبي لاتحاد الكرة المصري رهينة للاجتهادات أشير هنا إلى تقرير الاتحاد الأوروبي الذي نقلته وكالات الأنباء يفيد بمشاركة خبراء اقتصاديين فى طرح إجراءات تنظيمية للحفاظ على توازن تنافسي بين الأندية مثل وضع سقف لمثل هذه الصفقات ونحن بالطبع أحوج ما نكون لذلك بشرط أن يكون عندنا احتراف بمعناه الحقيقي.. وليس هذا الاغتراف الفاسد.

التعليقات متوقفه