عاجل للأهمية: مؤامرات أمريكية ضد مصر وسوريا وفلسطين

189

لا يصح اتخاذ موقف تجاه الأوضاع والقضايا الداخلية فى بلادنا بمعزل عما يجري فى المنطقة من حولنا وكذلك ما يجري فى العالم.
فى المنطقة العربية، قامت الولايات المتحدة باحتلال مساحة من الأرض السورية فى تحد سافر للقانون الدولي والسيادة الوطنية السورية وميثاق الأمم المتحدة.. وتعلن بشكل استفزازي، أنها باقية فى سوريا إلى أجل غير مسمى. والجديد فى الأمر أنها تبحث الآن عن ذريعة أو تخترع أكذوبة لضرب سوريا بالاعتماد على إعادة حشد فلول المنظمات الإرهابية هناك وتسليحها. وفى الوقت نفسه، لا تزال قوات أمريكية تحتل مواقع داخل العراق وتساند عناصر متطرفة فى ليبيا وترفض تزويد الجيش الوطني الليبي الذي يحارب الإرهابيين.. بالأسلحة، وتقيم قواعد عسكرية فى عدة أنحاء من العالم العربي، وترفض اعتبار جماعة الإخوان.. منظمة إرهابية وتحاول التدخل فى الشئون الداخلية لمصر، وتعتبر أن مصر تشق طريقها بعيدًا عن الولايات المتحدة لأنها تنتهج سياسة مستقلة تضع مصالحها القومية العليا فوق كل اعتبار وتخفض المعونة لمصر.
وتنقل الصحف الأمريكية عن المدير السابق المختص بملف مصر فى مجلس الأمن القومي الأمريكي والمحلل السابق للشئون المصرية فى الخارجية الأمريكية، أن مصر حليف « مزعج.. أصبح خارج السيطرة» (!). لأنها تمارس سياسة مستقلة عن واشنطن. كما أعرب هذا المسئول السابق عن الاستياء لرفض مصر إشراك إسرائيل فى الحرب ضد الإرهاب فى سيناء ورفض مصر قيام الأمريكيين بتدريب قوات مصرية لمواجهة الإرهاب !!.
.. بل وصل الأمر إلى حد إطلاق أكاذيب مفضوحة ضد مصر حول قيام السلاح الجوي الإسرائيلي بعمليات ضد «الجهاديين» وهذا هو الوصف الذي استخدمته وسائل إعلام أمريكية للإرهابيين فى سيناء! وسارعت القيادة العسكرية المصرية بنفى وتكذيب هذه المزاعم.
وتعلن أمريكا إنحيازها الكامل للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ولكل عمليات القمع والاستيطان والتهويد وإزالة آثار التراث التاريخي للشعب الفلسطيني.
السياسة الأمريكية الرسمية لا تخفى إصرارها على محاولة استمرار السيطرة والهيمنة على العالم والخطة الأمريكية فى المنطقة هي تدمير الدولة الوطنية فى كل بلد عربي وتحويل هذه المنطقة إلى «إمارات» أو «دويلات» وكيانات هشة ضعيفة طائفية ومذهبية وعرقية متناحرة بحيث لا تبقى دولة واحدة قوية فى المنطقة سوى إسرائيل.
وكانت أول «ثمار» الجهد الأمريكي لتدمير الدول العربية هو إعلان الرئيس الأمريكي أن «القدس» عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها ثم استكمال المشروع الأمريكي بما سمى «صفقة القرن» التي لا تعني سوى التصفية النهائية للقضية الفلسطينية.
وعلى المستوى الدولي أصبحت السياسة الأمريكية الرسمية هي البحث عن الأتباع والعملاء والصدام مع أي دولة تمارس سياسة مستقلة وتعلي من شأن قيم السلام والتعايش السلمي والتعاون على قدم المساواة وتطبق ميثاق الأمم المتحدة.
وبسبب السياسة الأمريكية عادت أجواء الحرب الباردة وسباق التسلح ومحاولات فرض الوصاية على الآخرين.
وأصبح من الواضح تمامًا أن أمريكا تستخدم المتطرفين والإرهابيين لتغيير أنظمة الحكم فى الدول التي لا تتمتع بقبول واشنطن.
فى ظل هذه الأوضاع يصبح الدفاع عن الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة واستقلال الإرادة والتنمية الاقتصادية المستقلة والاكتفاء الذاتي من الطعام وتحقيق ثورة فى الصناعة والزراعة والرعاية الصحية والتعليم والثقافة والخطاب الديني.. من الأهمية بمكان إلى جانب الحريات العامة والديمقراطية والتعددية والمواطنة وحقوق الإنسان وحرية الفكر والاعتقاد.

التعليقات متوقفه