المنوفية: صناعة الجريد تتآكل وتعانى هجرة العمالة

148

(شنوان) إحدي القري الكبيرة بمركز شبين الكوم ذائعة الصيت بصناعة الجريد وهي احدي الصناعات الحرفية اليدوية المتوارثة بالقرية منذ عشرات السنين ولكنها بدأت مؤخرا فى الانقراض بسبب  نقص العمالة وضآلة هامش الربح وإهمال الدولة لهذه الحرفة.
يقول على شرف صاحب ورشة جريد : يوجد حاليا أكثر من 50 ورشة بالقرية يعمل بكل ورشة من 5:2 عمال لافتا الى أن عدد الورش والعمالة  تقلص بصورة كبيرة ويهدد بإنقراض الحرفة بسبب عدم دخول عمالة جديدة وبسبب ترك كثير من العمالة لهذه المهنة الشاقة للبحث عن عمل اخر لقلة الدخل ومخاطر المهنة.. كشف شرف أن العمال بلا تأمين صحي أو اجتماعي ففى حالة إصابة العامل لا يجد له علاج ولا عائل لأسرته وطالب شرف  بنظرة من الدولة لهذه الصناعة بتقديم قروض ميسرة لتوفير مستلزمات الإنتاج للورش وتوفير تأمين صحي للعاملين بها ، مطالبا بإنشاء نقابة لرعاية أبناء هذه الحرفة.. وأضاف شرف أن الحرفة تعتمد على العمل اليدوي فلا ميكنة وتصل ساعات العمل ل 14 ساعة يوميا فبقدر ساعات العمل يكون الإنتاج والمقابل لافتا بأن متوسط العامل فى اليوم يصل ل 70 جنيها.
وأشار إلى أنهم يسافرون لمحافظة الجيزة  لقرية كرداسة وميت شماس وغيرها لإحضار الجريد مما يزيد عليهم تكلفة التحميل والمواصلات وأضاف أن الجريد نستخدمه فى صناعة أقفاص الطماطم (عداية ) لوكلات الخضار بالقاهرة والمحلة وطنطا والزقازيق إضافة للأسواق الفرعية بالمحافظة وأن الأقفاص لها مقاسات مختلفة وأن تكلفة القفص مابين 10:12 جنيهات علاوة على عمل كراسي وكنب من الجريد نوردها  بطلبيات لبعض القري السياحية أما عن أنواع الجريد المستخدم فكشف أن منها الزغلول والسماني حسب نوع النخيل  ويتم ترك الجريد الأخضر ونتركه فى الشمس بعض الوقت ونقوم بتصنيعه.
أما جابر سعيد مشالي  عامل بالورشة فيقول إنه يعمل بالورشة من 6 صباحا حتي 6 مساء، وعن الأدوات المستخدمة فيشير الى انه يعمل بسلاح لتقطيع الجريد الخام وقطعة خشب سنط (قورمة ) للدق والتثبيت ولقط للتخريم وسلك للتربيط.. وأكد أن كل عامل ومجهوده فبقدر العمل يكون الإنتاج وكشف أن القفص يمر ب 12 مرحلة  خلال تصنيعه وينتهي منه فى ساعة وأشار مشالي لمشاكل إصابة بعض العمال بالسلاح الذى يتسبب فى بتر أصابعه وبعدها يصبح غير قادر على العمل بما يعني انقطاع دخله مما أدى إلى  هجرة كثير من العمال لهذه الحرفة لمهن أخري لقلة العائد ومخاطر المهنة.
ويضيف عاطف على الشبراوي أنه يعمل بهذه الحرفة منذ 30 عاما أبا عن جد وأن والده وعمه هما من قاما بتعليم الناس كلها بالقرية  هذه الحرفة وكشف أنه بإجازة الصيف فى المدارس كان يأتي بعض الشباب للعمل معه بالورش بغرض التعلم ولكن لم يعد يأتوا ! وأكد أنه يعمل 14 ساعة فى اليوم على ذراعه لافتا أن ابنه موظف ويأتي  ليساعده بالورشة بعد الوظيفة لأنه متزوج وعنده أولاد ومرتبه لا يكفيه.
ويقول محمد رجب أبو على 26 سنة دبلوم صنايع إن هذه مهنته عن الأب مشيرا لمخاطر المهنة وتعبها مؤكدا عمله 12 ساعة باليوم فلا مجال عندي لحضور  أي مناسبة اجتماعية  لافتا لقلة دخل المهنة قائلا : لو بنتي تعبت مش بلاقي فلوس لعلاجها ! مؤكدا أنه يجتهد لتصنيع 20 عادية كل يوم لزيادة دخله مؤكدا رغبته فى ترك المهنة لو وجد وظيفة تناسبه فالحرفة مجهدة للجسم كله ولو سرحت لحظة ممكن أتعور ولو اتعورت مش هشتغل وهقعد فى البيت.. وطالب محمد بتدخل الدولة للتأمين ضد الإصابة والعجز كاشفا أنه تقدم منذ عام ونصف العام بطلب للتضامن الاجتماعي لمشروع تكافل وكرامة ولكن لم يسأل عني أحد.

التعليقات متوقفه