هواء نقى: الحرب لمنع الحرب

77

نعم مصر تحارب، وتستهدف بهذه المعركة منع حروب أخرى، ولأول مرة منذ عام 1973 تصدر الأوامر للقوات المسلحة بالتحرك على كل المحاور الاستراتيجية للدولة شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ويتم إعلان حالة الاستنفار القصوى للأجهزة الأمنية فى مختلف ربوع الجمهورية لتأمين الجبهة الداخلية خلال العملية العسكرية الشاملة.
الزمان تم تحديده طبقا لمعلومات خاصة بوجود تحركات خارجية من قبل دول معادية لتوفير الدعم المالي والمادي والدفع بعناصر إرهابية إلى مناطق النشاط الإرهابي بهدف زعزعة استقرار البلاد قبيل وخلال الانتخابات الرئاسية، والمكان هو كامل تراب الجمهورية ومياهها الإقليمية والاقتصادية مع تركيز المجهود الرئيسي على محور سيناء بواسطة قوات برية مدعومة جواً وبحراً للقضاء على الإرهاب فى تلك المنطقة وإعادة نشر القوات وإقامة التمركزات الأمنية لفرض سيادة الدولة وتنفيذ القانون.
ظن البعض أن محاربة الإرهاب على مدار 7 سنوات نال من قوة وعزيمة الأبطال ليأتي الرد مزلزلاً ويخرج المارد من قمقمه بعد تلقيه الأوامر ليفرد أذرعة الجوية والبحرية ويترجل بمشاته فى تناغم وتناسق غير مسبوقين على مساحة مليون كيلو متر مربع ليراه ويشعر به الفلاح والعامل وراعي الغنم وتصلهم الرسالة أنكم فى آمان بفضل رجال لا يهابون الموت ولا يديرون ظهورهم مهما كان العدو.
وفيما أشبه بالنفير العام أصطف المصريون خلف جيشهم دعماً وتأييداً وتمجيداً للأبطال وأصبحت البيانات اليومية للقيادة العامة هي حديث الناس فى كل مكان وتكون الرسالة الأهم للمتربصين داخلياً وخارجياً أن مصر وقت الحرب تنقلب إلى جيش يمتلك شعباً وليس شعب يمتلك جيشاً وهو ما دفع المتغطرس التركي إلى الهرولة منسحباً من المياه الدولية المواجهة للسواحل المصرية وينعكس على زيارة وزير الخارجية الأمريكي للقاهرة وطبيعة المناورات الأمريكية الإسرائيلية المنتظرة.
حمى الله مصر ونصر جيشها ورحم الشهداء وألهمنا وأهليهم الصبر والسلوان.

التعليقات متوقفه